المزيد

جواد الهنداوي يكتب: فرصة للعرب لتبني مسار ” فلسطين دولة”.. والبداية بمبادرة رئيس وزراء العراق و بتصريح وزير الخارجية السعودي

قبل ان ادخل في تفاصيل الموضوع ( ماهو دور العرب الآن ، ،و لماذا اليوم هي فرصتهم لمسك ملف فلسطين دولة وليست قضيّة ، وماهي مقومات النجاح إذا تبنى العرب مسار ” فلسطين دولة ” ) ، أُبيّن و اشرح ماذا كانت مبادرة العراق ، و ماذا تضمّن التصريح الرسمي السعودي .
في ٢٠٢٤/٥/٢٨ ، اتصلَ دولة رئيس مجلس وزراء العراق،المهندس محمد شياع السوداني ،هاتفياً بنظيره الإسباني ، شاكراً له مواقفه و مثمناً اعتراف إسبانيا بدولة فلسطين ، واعداً اياه بمزيد من التعاون بين العراق وإسبانيا ،وخاصة في مجال الاقتصاد والاستثمار .
صحيح هي خطوة ومكالمة هاتفية ،ولكن لها دلالتها السياسيَة ،حيث تجسّد تقدير و امتنان العراق شعباً وحكومة للموقف التاريخي والمؤثر لمملكة إسبانيا تجاه فلسطين و العرب و المنطقة و إسرائيل . شكر وتثمين العراق ، ومن خلال اتصال هاتفي لدولة رئيس الوزراء مع نظيرة الإسباني هو افصح و ابلغ رسالة دبلوماسية تعبّر عن عرفان و امتنان العراق لموقف إسبانيا . حَرِصَ العراق على ان لا يمّر اعتراف إسبانيا لدولة فلسطين دون جواب من الشعب العراقي ، ممُثلاً برئيس مجلس الوزراء . ونتمنى ان يكون للعراق و لكافة الدول العربية موقفاً ممُيزاً سياسياً و اقتصادياً مع تلك الدول التي بادرت بالاعتراف بدولة فلسطين .بيننا وبين الدول المعترفة ” بفلسطين دولة “مشترك كبير هو الحق و الإنسانية و رفض الظلم و المحتل والمرتكب لجرائم الابادة والحرب ،وقاتل الأطفال .
بداية موفّقة اخرى في مسار تبني العرب لفلسطين دولة ، هو ما وردَ في تصريح
معالي وزير خارجية المملكة العربية السعودية ،السيد فيصل بن فرحان ، في ٢٠٢٤/٥/٢٧ ،في بروكسل ، حيث قال ” لا وجود لإسرائيل مالم تكن فلسطين دولة ” او بتعبير آخر ادّق” على إسرائيل ان تعترف بأنه لايمكنها ان تكون موجودة دون وجود دولة فلسطين ” ( جريدة الغد ،صحيفة أردنية ،٢٠٢٤/٥٢٨ ، التصريح منشور بكافة وسائل التواصل المعنيّة ) .
ما تضمنّه التصريح مهم جداً ، لانه يعبّر ،مرّة اخرى و بحضور أوربي رسمي عن موقف المملكة تجاه ،ليس فقط التطبيع مع اسرائيل ،و انما تجاه وجود اسرائيل ” لا يمكن لإسرائيل ان تكون موجودة دون وجود دولة فلسطين ” .
التصريح يجسّد اهم ما وردَ في مقررات القمة العربية الأخيرة ،والتي انعقدت قبل ايام في المنامة ،حيث دعوة و دعم لجهود عربية و دولية و اممية لإقامة دولة فلسطين . الزخم العربي والدولي ، السياسي والدبلوماسي و الإعلامي ، نحو مسار” فلسطين دولة ” ينقلُ المشهد السياسي العربي وفي المنطقة مِنْ حالة و واقع الحديث عن ” التطبيع ” ، وهذا ما يسّرُ نتنياهو ، إلى حالة فلسطين دولة ، اي بدلاً من ان يتحدث الجميع عن التطبيع ،نتحدث الآن عن دولة فلسطين ، وهذا ما يغيض قاتل الأطفال ،نتنياهو ، ويضعه في يأس ! و بذكر قاتل الأطفال ،تفيد معلومات أولية بأنَّ السيد الامين العام للامم المتحدة السيد غوتيريس ،يفّكر او ينوي درج نتنياهو في قائمة قاتل الأطفال .
لذلك ،ارى انها فرصة العرب لمسك ملف فلسطين دولة وليست قضيّة ، وقد توافق العرب بالإجماع على ذلك ، خلال القمة الأخيرة ،في المنامة ،بتاريخ 2024/5/16 ‘ . اذاً ، ما ينبغي عمله الآن هو البدء بخطوات ،بمبادرات ، باجراءات في مسار اقامة الدولة الفلسطينية.
وقف حرب الابادة في غزة اولوية قصوى ، ولكن جهود و مساعي دول العالم و دول الوساطة العربية تصطدم بعناد و بغطرسة رئيس حكومة الاحتلال المدعوم من قبل امريكا .ويستخدم نتنياهو الوقت ،والذي يمضي بعنوان مُزيف وهو ” جهود و وساطة لوقف الحرب ” للاستمرار بإبادة الفلسطينيين،غير مكترث او معترف بأمم متحدة او مجلس الامن او اصدقاء او حلفاء .
ليبدأ العرب ، بدور سياسي و دبلوماسي لإقامة الدولة الفلسطينية،وبالتزامن مع دورهم في الوساطة لايقاف حرب الابادة .
لماذا الفرصه مواتيّه لتبني مسار الدولة الفلسطينية؟
إسرائيل اليوم هي إسرائيل المنبوذه ،المهزومة ، المُدانة شعبياً و رسمياً و أممياً ، وهي في اضعف و اسوء حال ، والدليل هي جرائم الابادة التي ترتكبها يومياً ، والدليل هو دعوة بعض من مجرميها لاستخدام السلاح النووي ، والاقتتاد بما قامت به امريكا في هيروشيما اليابان عندما شعرت بأنها خسرت الحرب ، والدليل ايضاً هو بدء اعتراف دول العالم بدولة فلسطين .
المقاومة في غزّة وفي الضفة أدّوا ما عليهم ؛ انتصارات،تضحيات جسام ،صمود ،صبر . الساعة الآن للسياسة والدبلوماسية العربية من اجل ايقاف حرب الابادة ، واستثمار ما حققته المقاومة ضّدَ اسرائيل، ومواقف دول وشعوب العالم تجاه إسرائيل .
نمتلك نحن العرب ، اليوم ،و اكثر من اي وقت مضى مقومات النجاح في مسار الدولة الفلسطينية ،ليس فقط على صعيد ما تشهده الساحة الفلسطينية و العربية والدولية ،و انما أيضاً بفضل التحولات الجغرافية و السياسية التي يشهدها العالم ؛ لم تعدْ امريكا سياسياً و اقتصادياً كما كانت من ذي قبل ، أتعبتها الحروب وأرهقتها إسرائيل ، وتعاني من ملازمة ” دوّار الصين ” و ” الدوخة الروسيّة ”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى