نهاية معركة القادسية.. ذكرى هزيمة الفرس على يد المسلمين
أميرة جادو
تحل اليوم ذكرى نهاية معركة القادسية، التي دارت أحداثها في 19 نوفمبر عام 636م. استمرت هذه المعركة على مدى ثلاثة أيام بدءًا من 16 نوفمبر من نفس العام، ووقعت بين المسلمين بقيادة القائد سعد بن أبي وقاص والإمبراطورية الفارسية بقيادة رستم فرخزاد، في منطقة القادسية. انتهت المعركة بانتصار المسلمين ومقتل القائد الفارسي رستم، وقد حظيت باهتمام واسع في العديد من الكتب والأعمال الأدبية التي تناولت أحداثها بتفصيل.
محطة فاصلة في التاريخ الإسلامي
بحسب كتاب “من التاريخ (مشاهد.. شخصيات.. معارك)” للدكتور مدحت محمد العزب، تعد معركة القادسية من أعظم وأبرز المعارك الإسلامية التي تلت الحقبة النبوية. هيأت هذه المعركة الطريق أمام المسلمين لمعركة نهاوند الشهيرة التي عرفت بـ “فتح الفتوح”. وقعت القادسية عام 15 هجريًا، وشهدت مواجهة حاسمة بين جيش المسلمين بقيادة سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، والجيش الفارسي المكون من ستين ألف مقاتل تدعمه سبعون فيلًا بقيادة رستم فرخزاد.
بداية المعركة وتحولاتها
بدأت المعركة بمواجهات عنيفة بين الطرفين، حيث استمرت لعدة أيام تضمنت مراحل حاسمة مثل يوم أرماث، يوم أغواث، ويوم عمواس. في هذا اليوم الأخير، تمكن المسلمون من قتل الفيل القائد المعروف بـ “سابور الأبيض” والفيل الآخر “الفيس الأجرب” بعد أن خرقوا عيونهما، مما دفع باقي الفيلة إلى الفرار. هذا التحول كان نقطة مفصلية في مسار المعركة.
تلا ذلك ليلة الهدير التي شهدت قتالًا ضاريًا بين الجانبين، وانتهت بمقتل عدد كبير من جنود الفرس، وعلى رأسهم القائد الثاني جالينوس. وبهذا حسم المسلمون المعركة لصالحهم، وأرسل سعد بن أبي وقاص بشارة النصر إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
آثار معركة القادسية
يشير مؤلف الكتاب إلى أن معركة القادسية أسفرت عن خسارة فادحة للفرس تجاوزت خمسين ألف جندي، إلى جانب مقتل أبرز قادتهم مثل رستم، جالينوس، شهريار، وبهمن. كانت لهذه الهزيمة الساحقة آثار واسعة النطاق، حيث تابعت أخبارها مختلف أنحاء الجزيرة العربية والإمبراطورية البيزنطية. عززت المعركة من قوة المسلمين ومكانتهم، وأدت إلى انهيار الإمبراطورية الفارسية، ما ساهم في اعتناق العديد من الفرس الإسلام وتوسع نفوذ الدولة الإسلامية بشكل كبير.
تعتبر معركة القادسية واحدة من أعظم الأيام في التاريخ الإسلامي، لما خلفته من أثر كبير في مسار الفتوحات الإسلامية وبناء الدولة الإسلامية القوية.