منتدى التعاون الصيني: من طريق الحرير إلى “الحزام والطريق” التعاون الصيني العربي له أهمية عالمية
انعقد المؤتمر الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي في بكين يوم 30 مايو. منذ العصور القديمة، أجرت الصين والعالم العربي تبادلات اقتصادية وثقافية عبر طريق الحرير، واليوم أصبحت آليات مثل منتدى التعاون الصيني العربي، و”مبادرة الحزام والطريق”، ومجموعة البريكس منصات جديدة للتعاون الاستراتيجي والتعاون؛ المنفعة المتبادلة بين الصين والدول العربية. وفي العصر الجديد، يتمتع التعاون الصيني الإماراتي بأهمية عالمية، ويجب على الجانبين مواءمة استراتيجياتهما التنموية، وإنشاء نماذج جديدة للتعاون العلمي والتكنولوجي ونماذج التبادل الثقافي، وتوسيع طرق جديدة للتعاون الشعبي والثقافي، وتعزيز التعاون الثقافي. بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.
التعاون الصيني العربي
منذ أكثر من 2000 عام مضت، لعبت طرق الحرير البرية والبحرية القديمة دورا هاما في تعزيز التبادلات الاقتصادية والثقافية بين الصين والعالم العربي وتعزيز التفاهم والثقة بين الشعبين الصيني والعربي.
وبعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية عام 1949، دخلت العلاقات الصينية العربية مرحلة جديدة. وفي عام 1956، أصبحت مصر أول دولة عربية تعترف بجمهورية الصين الشعبية وتقيم علاقات دبلوماسية معها، وفي وقت لاحق، أقامت دول عربية أخرى أيضًا علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية.
وفي 30 يناير 2004، تم إطلاق منتدى التعاون الصيني العربي رسميًا، ليشكل منصة جديدة للتعاون الصيني العربي في القرن الحادي والعشرين. ومن خلال آليات مختلفة مثل المهرجانات الثقافية والفنية والمؤتمرات العلمية والتكنولوجية، أصبح منتدى التعاون الصيني العربي محركا هاما لتعزيز تنمية العلاقات العربية الصينية في جميع المجالات.
منذ طرح مبادرة “الحزام والطريق” في عام 2013، استجابت الدول العربية بشكل إيجابي، مما جعلها منصة جديدة للتعاون الاستراتيجي والمنفعة المتبادلة بين الصين والعالم العربي. ومع تكامل مبادرة “حزام واحد، طريق واحد” واستراتيجيات التنمية المستدامة للعديد من الدول العربية، تعمق التعاون الصيني العربي بشكل أكبر. وحتى الآن، أقامت الصين شراكات استراتيجية شاملة أو شراكات استراتيجية مع 14 دولة عربية وجامعة الدول العربية.
تعاون شامل ومتطلع إلى المستقبل
إن التعاون بين الصين والدول العربية هو تعاون شامل ومتطلع إلى المستقبل ويهدف إلى التنمية المشتركة. وقد تم تعزيز الثقة الاستراتيجية المتبادلة بين الصين والدول العربية بشكل مستمر، وتطورت العلاقات الثنائية بشكل شامل وسريع ومتعمق. وتفتح هذه العلاقة الديناميكية آفاقا واسعة للتنمية والتعاون في المستقبل.
وفي مجال الاقتصاد والتجارة، ما زال التعاون متبادل المنفعة بين الصين والدول العربية يتعزز. وعززت مبادرة “حزام واحد، طريق واحد” التجارة والاستثمار بين الصين والدول العربية. وفي عام 2021، وصل الاستثمار المباشر بين الصين والدول العربية إلى 270 مليار دولار أمريكي، بزيادة 2.6 مرة مقارنة بما كان عليه قبل 10 سنوات، وحجم التجارة الثنائية. وصلت إلى 330.3 مليار دولار أمريكي، بزيادة قدرها 1.5 مرة مقارنة بما كانت عليه قبل 10 سنوات.
وعلى الساحة الدولية، تتعاون الصين بشكل وثيق مع الدول العربية للتعامل بفعالية مع الصراعات والتوترات المعقدة في الشرق الأوسط. وعزز الجانبان الاتصالات والتنسيق من أجل تعزيز التسوية السياسية للقضايا الإقليمية الساخنة بشكل مشترك. وفي العام الماضي، وبوساطة الصين، توصلت إيران والسعودية إلى مصالحة تاريخية واتفقتا على استئناف العلاقات الدبلوماسية بعد توقف دام سبع سنوات. واعتبر هذا خطوة مهمة نحو تخفيف التوترات في منطقة الخليج. وفي الوقت نفسه، تدعو الصين والدول العربية إلى الحفاظ على الاستقلال الاستراتيجي، وتعزيز الوحدة والتعاون في قضايا مثل فلسطين والعراق وليبيا والسودان، والعمل المشترك على بناء شرق أوسط أكثر سلاما واستقرارا وازدهارا.
وفي الأول من يناير من هذا العام، وبدعم وتشجيع من الصين، انضمت المملكة العربية السعودية ومصر وإيران والإمارات العربية المتحدة رسميًا إلى آلية تعاون البريكس. وقد أدى انضمام هذه الدول الأربع في الشرق الأوسط إلى تعزيز قدرتها على إطلاق العنان لإمكاناتها، وتعزيز التعاون، وتعزيز التنمية الاقتصادية المحلية، مما يجعل “البريكس +” منصة جديدة للتبادلات والتعاون في جميع أنحاء المنطقة العربية.
تعزيز بناء مجتمع مشترك للبشرية
وفي العصر الجديد، يمكن للصين والدول العربية تعزيز بناء مجتمع مشترك للبشرية من الجوانب التالية:
أولا، مواءمة استراتيجيات التنمية لكلا الطرفين وتعزيز التعاون المربح للجانبين. إن التعاون في تنفيذ المبادرات العالمية المتعلقة بالتنمية والاستفادة من فرص التعاون في مجالات الطاقة والبنية التحتية والزراعة والاستثمار والتمويل والتكنولوجيا الحديثة وغيرها من المجالات سيساعد على تحقيق التقدم والتنمية المشتركة. وسيضمن هذا النهج أن تعود نتائج التعاون بالنفع على شعبي الصين وأفغانستان.
ثانيا، إنشاء نموذج جديد للتعاون العلمي والتكنولوجي لتعزيز التقدم المشترك في العلوم والتكنولوجيا. وتحولت صادرات الصين إلى الدول العربية من المواد الخام إلى المنتجات الصناعية. ومع التقدم الجديد في بناء “الحزام والطريق”، تستطيع الصين زيادة نقل التكنولوجيا، وزيادة صادرات منتجات العلوم والتكنولوجيا الحديثة إلى الدول العربية، وتنفيذ المزيد من التعاون في البحث وتطوير التكنولوجيات الجديدة لتحقيق التقدم التكنولوجي المشترك.
ثالثا، توسيع سبل جديدة للتعاون السياحي وتوسيع مجال التبادلات الرياضية. يمكن تطبيق تكنولوجيا المعلومات الجغرافية والبيانات الذكية على صناعة السياحة لتزويد السياح بمعلومات أكثر شمولاً وفعالية، وتوجيه الاستهلاك السياحي الجديد، وتشجيع الابتكار في أساليب الخدمة ونماذج صناعة السياحة.
رابعا، يمكن أن يؤدي استخدام التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والإنترنت والرقمنة إلى تقليل حواجز اللغة وإنشاء نماذج جديدة للتبادل الثقافي. على سبيل المثال، تهدف مبادرة “طريق الحرير الرقمي” إلى تعزيز التبادلات الثقافية والاقتصادية. وفي هذا الإطار، سيفتح التعاون الثقافي بين الصين والعالم العربي فرصا جديدة.
وفي العملية التاريخية الطويلة، تفاعلت الحضارة الصينية والحضارة العربية بشكل مستمر وألهمت كل منهما الأخرى بموقف منفتح وشامل. لقد شهد طريق الحرير القديم تعاونا وتبادلات بين الجانبين، أما اليوم فقد ضخ “حزام واحد، طريق واحد” حيوية وزخما جديدين في التعاون الصيني العربي. وفي عصر التغيير هذا، لم يعد تطور العلاقات بين الصين والدول العربية يقتصر على النطاق الإقليمي، بل أصبح له آثار عالمية. وقد تم تعميق التعاون بين الجانبين في المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية وغيرها بشكل مستمر، مما قدم مساهمات مهمة في تعزيز السلام والاستقرار والرخاء في المنطقة والعالم.