على أرض الفيروز.. درب الشعوي طريق يخلد أمجاد الأبطال
أقصر الطرق في سيناء إلى الأراضي الحجازية
على أرض الفيروز.. درب الشعوي طريق يخلد أمجاد الأبطال
أقصر الطرق في سيناء إلى الأراضي الحجازية
سيناء – محمود الشوربجي
تتميز شبه جزيرة سيناء بوجود آثار ومعالم وعلامات ومناطق تخلد أمجاد الأبطال والعسكرية المصرية على مر التاريخ. من طرق ومناطق وقلاع وحصون اتخذها الأبطال لصد العدوان والهجمات وحماية الوطن. إلى جانب أهميتها كدروب وطرق مهمة للقوافل والحجاج معًا.
وعندما نتحدث عن دروب الحج المصري القديم شرق مصر، التي كانت القنطرة ونقطة التقاء الغرب بالشرق. سنتحدث هنا عن أفضل الطرق وأقصرها مسافة، والتي كان يفضلها الحجاج القادمين من غرب البلاد والمتجهين إلى الأراضي الحجازية. وحديثنا اليوم عن درب الشعوي.
درب الشعوي، أقصر وأخصر الطرق من السويس إلى نقب العقبة، وأقدمها عهدًا، وأخصبها مرعًى. تسري من شط السويس في وادي الراحة إلى رأسه مارةً بأم رجيم، وﻫﻲ ﺧﺮاﺋﺐ ﻣﺤﻠﺔ ﻣﻦ ﺣﺠﺮ، ﻓﻘﻠﻌﺔ ﻣﺒﻌﻮق، ﻓﺎلمكْون، ﺛﻢ ﺗﻨﺤﺪر ﺷﻤﺎل ﻗﻠﻌﺔ اﻟﺒﺎﺷﺎ المجاورة لعين ﺳﺪر، وﺗﺴﺘﻤﺮ ﻣﺘﺠﻬﺔ ﻧﺤﻮ اﻟشرق ﺟﺎﻋﻠﺔ ﺟﺒﻞ المنديرة، ﺛﻢ ﺟﺒﻞ ﺑﻀﻴﻊ ﻋﻦ اﻟيمين إلى ﻣﻘﻄﻊ وادي اﻟﻌﺮﻳﺶ ﻗﺮب ﺑئر أم ﺳﻌﻴﺪ، ﻓﻤﻘﻄﻊ وادي أﺑﻮ ﻃﺮﻳﻔﻴﺔ، ﻓﺎلمهجع وﻫﻮ ﻣﺮﺗﻊ ﻟﻺﺑﻞ، ﻓﻤﻘﻄﻊ وادي اﻟﺮواق، ﻓﻤﻘﻄﻊ وادي اﻟﻔﻴﺤﻲ، ﻓﻤﻘﻄﻊ وادي اﻟﻘﺮﱠﻳﺺ، ﻓﺒئر اﻟﺜﻤﺪ، ﻓﺎﻟﺸﻴﺦ ﻧﺒﻌﺔ، ﻓﺠﺒﻞ اﻟﺸﻌﺎﺋﺮ، وﻣﻨﻪ ﺗﻬﺒﻂ وادي ﺷﻌرية أم ﻋﺮﻗﻮب، وﺗﻨﺤﺪر ﻣﻌﻪ ﻗﻠﻴﻼً،ﺛﻢ ﺗترﻛﻪ ﻋﻦ اﻟﻴﺴﺎر، وﺗﺴري ﺑﻄﺮﻳﻖ ﺟﻨﻮﺑﻴﺔ شرﻗﻴﺔ إلى ﺟﺰﻳﺮة وادي ﻃﻮﻳﺒﺔ، ﻓﺠﺰﻳﺮة ﻓﺮﻋﻮن، أو ﺗﺴﺘﻤﺮ شرﻗًﺎ إلى ﻣﻔﺮق اﻟﻌﻘﺒﺔ وفقًا لما ذكره نعوم بك شقير في كتاب تاريخ سينا والعرب.
وجرى تمهيد هذا الطريق في القرن الماضي حتى أصبح الطريق الأوسط الذي يبدأ من السويس غربًا إلى أن يصل مدينة نخل. وعندها مفرق 3 طرق أخرى أهما الطريق الجنوبي والشمالي، والجنوبي يتجه إلى راس النقب ثم إلى طابا.
اتخذها صلاح الدين الأيوبي لمحاربة الصليبيين
واﻟﻈﺎﻫﺮ أن ﱠ ﻫﺬه اﻟﺪرب ﻫﻲ اﻟﺘﻲ اﺗﺨﺬﻫﺎ ﺻﻼح اﻟﺪﻳﻦ اﻷﻳﻮﺑﻲ إلى ﺟﺰﻳﺮة ﻓﺮﻋﻮن وأﻳﻠﺔ لمحاربة الصليبيين؛ ﻷن درب اﻟﺤﺞ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻗﺪ ﻧﺸﺄت ﺑﻌﺪ، وﻧﺮى ﻟﻪ ﻋلى درب اﻟﺸﻌﻮي ﻗﻠﻌﺔ اﻟﺒﺎﺷﺎ ﻗﺮب عين ﺳﺪر، وﻳﺮﺟﺢ أن ﱠ ﻗﻠﻌﺔ ﺟﺰﻳﺮة ﻓﺮﻋﻮن وﻗﻠﻌﺔ ﻣﺒﻌﻮق وﻣﺤﻠﺔ أم رﺟﻴﻢ ﻫﻲ ﻣﻦ آﺛﺎره أﻳﻀًﺎ، ودرب اﻟﺸﻌﻮي ﻫﻲ اﻟﺪرب اﻟﺘﻲ اﺗﺨﺬﻫﺎ ﻋﺮب اﻟﺘﻴﻪ اﻟﺠﻨﻮﺑﻲ إلى اﻟﺴﻮﻳﺲ ﻣﻨﺬ اﻟﻘﺪﻳﻢ، وﻣﺎ زاﻟﻮا ﻳﻔﻀﻠﻮﻧﻬﺎ ﻋلى غيرها؛ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻐﻨﻴﻬﻢ ﻋﻦ ﺣﻤﻞ الماء ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ واﻟﻌﻠﻒ ﻟﺒﻬﺎﺋﻤﻬﻢ، وﻫﻢ ﻳﻘﻄﻌﻮﻧﻬﺎ في ﺳﺘﺔ أﻳﺎم: ﻓﻴﻮم
إلى المكون ﺑﺮأس وادي اﻟﺮاﺣﺔ، وﻳﻮم إلى ﺻﺪر ﺑﻀﻴﻊ، وﻳﻮم إلى المهجع، وﻳﻮم إلى وادي اﻟﺜﻤﺪ، وﻳﻮم إلى ﺷﻌرية أم ﻋﺮﻗﻮب، وﻳﻮم إلى رأس اﻟﻨﻘﺐ أو ﺟﺰﻳﺮة ﻓﺮﻋﻮن وفقًا لتاريخ سينا والعرب.