أهم الاخبار

قصة الشفاء بنت عبد الله العدوية ورخصة الطب النبوية

في زمن النبوة، ظهرت قصص نساء عديدات في حياة الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-، تركن بصماتهن العميقة في عصرهن وفي العصور التي أعقبته. أحمد خليل جمعة، المؤلف والمترجم السوري، قدّم في كتابه “نساء في عصر النبوة” الصادر عن دار نشر ابن كثير، تركيزًا خاصًا على هؤلاء النساء، مستعرضًا دورهن والأحداث التي ترتبط بالدعوة الإسلامية وحياة الرسول.

أحد هذه النساء الفذات كانت الشفاء بنت عبد الله العدوية، التي منحها الرسول -صلى الله عليه وسلم- رخصة نبوية لممارسة الطب.

في ظل الوحي الإلهي وتعاليمه التي جاءت في آيات القرآن الكريم، كان لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- دور في تبيين هذه التعاليم والتحدث بأقوال توضح مضمونها وتطبيقها في الحياة اليومية، بما في ذلك الصحة والطب.

الشفاء بنت عبد الله العدوية، الصحابية الجليلة، كان لها مكانة خاصة في الدعوة الإسلامية. كانت تعرف بفضلها وجودتها العقلية والرأي، وقد أسلمت مع السابقات الأول، وكانت من المهاجرات الأولى وشاركت في البايعة مع نساء الصحابة. تميزت بالقدرة على الكتابة والقراءة، وكانت معروفة بمعرفتها في مجال الطب والرقية منذ الجاهلية.

بعد أن أسلمت وأدركت نور الإسلام، حصلت الشفاء على رخصة نبوية من الرسول -صلى الله عليه وسلم- لممارسة فن الطب. وقد روى ابن القيم أنها كانت تُرَقي في الجاهلية من مشاكل مثل النملة، ولكن بركة الرسالة الإسلامية أعطتها القوة لتواصل مهنتها بإرشاد من النبي.

واستمرت الشفاء في خدمة الإسلام والمجتمع، وكانت تُعَلِّم المرأة في مجال الطب. كانت لها مكانة كبيرة عند النبي وزوجاته، وكان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يقدم لها احترامًا كبيرًا ويثق بها في الرأي.

بفضل وجودها العظيم ودورها المميز، روت الشفاء الحديث النبوي ونقلت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وعن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما-. واستمرت في العطاء والعبادة حتى لقيت ربها في عهد الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-.

بهذه الطريقة، تبرز شخصية الشفاء بنت عبد الله العدوية كمثال يحتذى به في العطاء والتفاني في خدمة المجتمع ونشر العلم والصحة، وتظل قصتها مصدر إلهام للنساء والرجال على حد سواء في جميع العصور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى