المزيد

من الصراع الداخلي لمواجهة الأتراك والغزو الإيطالي.. محطات في تاريخ قبيلة القذاذفة

 

كتب – عمر محمد

صولات وجولات لقبيلة القذاذفة الليبية وصراعات لها تاريخ طويل تسردها لكم مجلة “صوت القبائل العربية” منها صراعات داخلية، ومواجهات كبيرة مع الأتراك والغزو الإيطالي في ليبيا، والذى كتب عنه المؤرخون حول العالم في الاختلال القوة الأوروبية في حقبة من الزمن لإحدي الدول العربية لنهب ثرواتها، والسيطرة عليها.

الصراع الداخلي

وشاركت قبيلة القذاذفة على الدوام في كل الصراعات التي خاضتها قبائل أولاد سليمان، حسب ناجي الشريف مؤرخ ليبي في شؤون القبائل، سواء ضد القبائل العربية الأخرى المعادية لهم، أو ضد الصفوف القبلية المعادية، وأهمها صف البحر، وهو مكون من القبائل العربية القريبة من الساحل، والموالية تقليديا للأتراك والقرمانليين.

الصراع مع الأتراك

كما شارك القذاذفة في كل الصراعات والمعارك التي نشبت بين قبائل أولاد سليمان ومن في صفها، ضد الولاة الأتراك المتعاقبين، الذين حاولوا كثيرا مد سلطتهم الفعلية إلى الدواخل، ولا سيما إلى طرق القوافل القادمة من أفريقيا والتي كانت أهميتها الاقتصادية كبيرة في ذلك الزمن.

كما أن إقليم سرت الذي تتربع فيه هذه القبائل، يعتبر من أهم الأقاليم الليبية على الصعيد الجيوبولتكي، بكونه يربط بين كافة أقاليم البلاد، شرقها وغربها وجنوبها، وكانت للسيطرة عليه أهمية بالغة للغاية، ولذا كان صراع القذاذفة، مع باقي القبائل المتحالفة في الصف الفوقي، طويلا للغاية ضد الأتراك، بدأ منذ مجيئهم لهذه البلاد باستيلائهم على طرابلس عام 1551، ولم ينته بخروجهم ومجيئ الإيطاليين وكانت لحروب الشيخ سيف النصر بن غيث 1760-1805 وكذلك حروب حفيده الشيخ عبد الجليل بن غيث سيف النصر ؟؟18-1842 ضد السلطات التركية المتاعقبة، بالغ الأثر في تاريخ القذاذفة.

الجهاد ضد الغزو الإيطالي

وتعد المشاركة لقبيلة القذاذفة من المشاركات المتميزة، في حركة الجهاد الليبي، وهي في جانب منها تعتبر امتداد لصراع قبائل الصف الفوقي، ضد الاستبداد والسيطرة الأجنبية، كما شارك القذاذفة في زمن الأتراك مع قبائل أولاد سليمان ومن في صفهم، ضد الغزو الإيطالي الفاشي، واشتبكوا مع الإيطاليين في معارك عديدة، دفاعا عن إقليم هذه القبائل، ولعل أهمها معركة القرضابية المجيدة 29أبريل 1915، والتي كان لصفهم القبلي مشاركة بارزة للغاية فيها، ويعتبر قائدهم حمد بن سيف النصر، هو القائد الفعلي للمعركة، وحيث يذكر أن حمد سيف النصر لا يدخل معركة إذا لم يكن بجانبه القذاذفة وذلك لشجاعتهم ومايمتازون به من مهارات في القنص بالبنادق، كما شارك القذاذفة ودائما تحت قيادة عبد الجليل بن غيث بن سيف النصر، أو شقيقه حمد، في معارك الصف المذكور ضد الإيطاليين، في معارك كثيرة، أبرزها الحشادية، وبير تاقرفت، والهروج، وقارة عافية، وأبو نجيم، وام الارانب، والشويرف، والفاتية، وواو الكبير، والكفرة، والتي تتوزع تواريخها منذ بداية الاحتلال وحتى العام 1930م، حين تلقت هذه القبائل هزيمة قاسية، من قبل المحتلين تحت قيادة الجنرال رودلفوا قرتسياني، حيث فاجئوهم بقصف بالطائرات، في معركة واو الكبير، على مقربة من الحدود الليبية-التشادية، بعد معارك كر وفر، استمرت لعشرين عاما، هي عمر حركة الجهاد في ليبيا. وكان من نتائج هذه المعركة تقطع، وجلاء بطون كثيرة، من قبائل الصف الفوقي، إلى تشاد ومصر فرارا من ملاحقة الجيوش، والطائرات الإيطالية.

معركة مرزق

وتعتبر معركة مرزق، آخر معركة حقيقية في حركة الجهاد الليبي، حيث أنها جرت فعليا بعد انتهاء حركة الجهاد عمليا، وقد جرت من خلال هجوم جريء قاده الشيخ عبد الجليل بن سيف النصر في بداية أربعينيات القرن العشرين، انطلاقا من مصر وعبر الصحراء، ليستهدف الحامية الإيطالية بمرزق بإقليم فزان، وقد حقق هذا الهجوم صدى كبير، في أوساط القبائل العربية لجرأته ومداه، وبكونه حصل بعد انطفاء جذوة الجهاد بما يصل لعشر سنوات، وقد كان لقبيلة القذاذفة مساهمة فيه.

حملة التحرير

وشاركت قبيلة القذاذفة في حملة التحرير التي قامت بها قبائل الصف الفوقي، انطلاقا من الأراضي التشادية، باتجاه إقليم فزان تحت قيادة الشيخ حمد بن سيف النصر، وبدعم كبير من القوات الفرنسية، ودول الحلفاء، الذين كانوا يخوضون حرباً عالمية ثانية ضد دول المحور (ألمانيا، إيطاليا) وقد جرت الكثير من معاركها على الأراضي الليبية. و انتهت تلك الحملة بسيطرة زعماء الصف الفوقي آل سيف النصر على الحكم في إقليم فزان أكبر الأقاليم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى