ملتقى قبائل «الترابين والحويطات والأحيوات».. عهد وميثاق الأجداد
اللقاء الحاشد بين القبائل بحث خطورة تصدير وإشعال مشكلات القبائل على مواقع التواصل الاجتماعى
إبراهيم رفيع: القبائل الثلاث مطالبة بسن قانون رادع لكل من يحاول زرع الفتنة
أقول للشباب إن أجدادكم أخذواعهودًا ومواثيق بينهم مازال الناس يحترمونها .. والأخوة ستظل طالما هناك قبائل الترابين والحويطات والأحيوات
الشيخ سعيد بن رضوان الأحيوى: الملتقى يهدف إلى تأكيد الروابط القديمة والمواثيق التى وضعها الأجداد بين القبائل
الشيخ عبد الله جهامة التربانى: خطورة مواقع التواصل تكمن فى كونها منتشرة بنطاق واسع ومتعددة ولا يمكن منعها
الشيخ محمد عيد الحويطى: لابد من «وثيقة شرف» لحماية الدماء وترسيخ مبادئ الأخلاق والعادات النبيلة للقبائل العربية
(الترابين .. الحويطات ..الأحيوات).. تعرف بهم الأنساب وتنسل من بين ظهورهم عروق العز والشرف، هم رأس القبائل وأنفها العالي، موطن الوطنية والأخلاق والأعراف ومصنع الرجال الأشداء، كبيرهم رمز وصغيرهم فارس، ونساؤهم حرائر الصخر، تهابهم الرياح ويخشاهم كل عميل وجبان، ملوك الرمال وحراس الأوطان، يلتقون على حب مصر ويتفرقون على ذلك، وأسس الأجداد في القبائل الثلاث ملتقى يتوارثه الآباء والأحفاد، على مدار سنوات طويلة، لبحث كافة الأمور بينهم وحلها في مهدها، ليعقد الملتقى هذه المرة في ديوان عائلة الشيخ عبدالله سالم جمعان بالشروق، للتأكيد من جديد على وحدة الصف، وتناول هذه المرة على مائدته الرئيسية أزمة تصدير البعض من أبناء القبائل للمشكلات على مواقع التواصل الاجتماعي دون الرجوع للمجالس العرفية المختصة، وما يسببه ذلك من تداعيات خطيرة وخروج عن العرف القبلي، والذوق العام بين الشباب وإن كان يعبر عن صاحبه فقط ولا يعبر عن القبيلة ومن يخطئ يُسأل عن الخطأ.
وشارك في الملتقى المكتب الأمني المنوط به الحرص على القبائل والسلام الاجتماعي وحرص كبار مشايخ القبائل الـ 3 على تجديد اللقاء عقب شهر رمضان.
وخلال الملتقى وجهت عواقل قبائل الترابين والحويطات الشكر للقيادة السياسية على دعم الأمن والاستقرار والتنمية الشاملة.
في بداية المتلقى تحدث إبراهيم رفيع، من رؤوس قبيلة الحويطات، مؤكدا أن اجتماع القبائل الثلاث يوثق للعهود والمواثيق بين القبائل الثلاث والتي مر عليها أكثر من 200 عام، قائلا «إن اليوم جاء لكي نعطي رسالة لأجيال اليوم ونقول إن أجدادكم قد سنّوا فيما بينهم عهودا ومواثيق مازال الناس يحترمونها حتى اليوم والأخوة ستظل طالما هناك قبائل الترابين والحويطات والأحيوات، وهذا العهد وتلك المواثيق والأخوة ليست ضد أحد وليست مدعاة للشر، ولكن هي دعوة للخير والاعتصام بحبل الله المتين، إنما نريد أن نعطي رسالة لكل الأجيال الجديدة أن أجدادكم كانوا على العهد وبُعد نظر لأنهم سنوا قانون الأخوة فيما بينهم كي يعيشوا في سلام اجتماعي».
وأضاف رفيع أن النقطة الثانية التي يريد من كبار القبائل الثلاث أن يقروها اليوم أنه قد أحدثت ثورة التكنولوجيا من فيسبوك وإنترنت وغير ذلك بعض المشاكل التي تحدث ربما من الصغار نراها مكتوبة على وسائل التواصل الاجتماعي وللأسف الشديد أنها تظل على وسائل التواصل ولا تمحى إنما تنتشر بالمشاركة والنشر وغيره، مطالبا القبائل الثلاث أن يسنوا قانونا رادعا لكل مشكلة تكتب عبر التواصل الاجتماعي، لأن القاعدة الفقهية تقول “على قدر فجور الناس تأتي التشريعات” ولابد أن نغلظ العقوبة تغليظا حتى لا تكتب أي مشكلة تحدث عبر وسائل التواصل الاجتماعي، طالما أن القانون العرفي هو قانون رادع لحل تلك المشاكل وأن الأخوة التي بين القبائل الثلاث تحكم عليهم اليوم أن يسنوا ذلك القانون حفاظا على السلام الاجتماعي بين القبائل الثلاث.
وتابع «أقدم كل الشكر لشئون القبائل لما تقدمه من مساعدة وردع في أي مشكلة والحفاظ على السلام الاجتماعي بين القبائل ومكتب شئون القبائل في مؤسساتنا العسكرية، فحن نعلم تاريخ هذه القبائل تاريخا عظيما، أما في معركة 67 بعودة الجنود وأما في معركة 73 أن تكون سيناء كتابا مفتوحا أمام القوات المصرية وتاريخهم اليوم في معارك ضد الإرهاب، مكتب شئون القبائل يعمل الكثير ويدافع عن كل القبائل.. لذلك باسمكم جميعا نتقدم بخالص الشكر والتقدير، لأن نبيكم صلى الله عليه وسلم كان دائما يقول “من لا يشكر الناس لا يشكر الله”.
في السياق ذاته تحدث الشيخ سعيد بن رضوان الأحيوى لحضور الملتقى، مؤكدا أن هذا اللقاء يهدف لتأكيد الروابط القديمة والمواثيق التي وضعها الأجداد، مؤكدا تأييده لهذا الحلف، مضيفا «نقول للأجيال القادمة عليكم بما بناه الرجال ونحافظ عليه ونبني عليه بحكم الله المتين، على أن يكون أكثر العهود من ذي قبل وأن يحترم كل منا هذا العهد حتى نسير على نهج الأنوار السليم، فقد كنا في حاجة لهذا اللقاء منذ زمن بعيد، فإن السلام الاجتماعي بين قبائلنا الثلاث هو الداعم الحقيقي للقوات المسلحة في محاربة الإرهاب ودعم حقيقي لتوجه الدولة وتنمية سيناء».
واستكمل الشيخ بن رضوان حديثه للحضور «نأمل أن يكون هذا اللقاء دوريا وأطالب عقلاء القبائل الثلاث بوضع حل للتجاوزات الفردية ووضع أسر تؤكد هذه الروابط وتهدم التجاوزات الفردية على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل ألا ينتشر الخطأ الفردي علي القبيلة وعلى المخطئ أن يتحمل نتيجة خطأه بدون الرجوع إلى القبيلة، ومنذ تم التوقيع على هذه الوثائق لم تنشأ أي حروب بين الثلاث قبائل وأن تستمر على هذا الحلف ونأمل أن يكون هناك حادث أمين وقوي من الجهات الأمنية للقضاء العرفي، وأتقدم للشكر والعرفان لأبطال القوات المسلحة ورجال الشرطة المدنية وأشكر إدارة شئون القبائل التي تتفاعل معنا ومساعدتنا في حل المشاكل وأمور كثيرة».
وقدم الشيخ سعيد بن رضوان الأحيوى الشكر للشيخ عبد الله اللوحي، على الاستضافة الكريمة لهذا الاجتماع والشكر لكل الحاضرين.
وفي كلمته أمام الحضور أشار الشيخ عبد الله جهامة الترباني، إلى العلم السابق التي صنعه الآباء والأجداد ومازال يسير عليه الأبناء، وسيظلون يسيرون عليه متابعا: «نحن اليوم نجدد هذا الكلام بين القبائل العربية الثلاث ولا نريد أيضا أن يكون هناك بعض الإزعاج وإن فعل بعض أفراد إحدى القبائل لا يورط هذه القبيلة في المشكلة، وأرجو من إخواننا العقلاء والمشايخ ذلك ولدينا حقيقة الرموز من القضاء المتمرسين والمشهود لهم بالنزاهة والطهارة”.
وطالب الشيخ عبد الله جهامة بأن يكون هناك نوع من القوانين الملزمة لكل من تسول له نفسه أن يخطئ تجاه الآخرين ، مذكرا الحضور بقصة القتيل التي حدثت منذ شهر تقريبا، مضيفا «لا نريد أن نصل لهذا لأنه حينما يستقر الأمر وينتشر السلام الاجتماعي بين القبائل سوف يساعد ذلك الدولة في أن تعطيكم الكثير من المشروعات».
وتابع الشيخ جهامة في كلمته أمام الملتقى «الدولة صرفت ما لا يقل عن 600 مليار جنيه لتنمية سيناء ولكن الاستقرار بين القبائل سيعطي الدولة رغبة في هذا وبعيدا عن ذلك نحن شاهدنا الانفلات الأمني ورأينا عندما غاب الأمن ماذا حدث في السنوات الماضية، ولكن الآن بحمد الله تواجد الأمن والاستقرار بين القبائل وهذا انعكس على الجميع ».
واستطرد جهامة في حديثه «انظروا ماذا يحدث حولنا في ليبيا والعراق واليمن وسوريا.. هذه الحرائق جعلت الناس تترك بلادها وتهاجر لمكان آمن. نحن كمصريين عددنا 100 مليون من سيقبلنا؟ ولكن بسبب القيادة الحكيمة للبلاد وإدارة أمور البلد أصبح هناك استقرار أمني واستقرار في البيوت».
وشدد الشيخ جهامة على ضرورة عقد جلسة بين الشباب وشيوخ كل قبيلة عقب شهر رمضان المبارك لمدة شهر كامل ليجلسوا مع شبابهم. وكذلك وجود لجنة بين الثلاث قبائل لا تزيد عن ثلاثة أو أربعة أو خمسة أفراد يعرض كل منهم برنامجا ويتم رفعه لمكتب شئون القبائل فهو حارس أمين».
ولفت الشيخ عبد الله جهامة إلى أن خطورة مواقع التواصل تكمن في كونها منتشرة على نطاق واسع جدا ومتعددة ولا يمكن منعها تماما، إنما من الممكن أن يُحسن استخدامها حتى لا نقدم الإساءة للآخرين.
واستطرد “نحن نجتمع اليوم ونضع صورة الرئيس عبد الفتاح السيسي وفي الحقيقة هذا الرجل سياسته حكيمة وواضحة ويمكن أن يعم الاستقرار والمشاريع في كل مكان، هذه المشاريع عملاقة ويمكن أن يوجد مصر جديدة كما يقولون من الكباري والطرق والمنشآت وفي سيناء وميناء العريش والمطارات والأراضي الزراعية، كل هذا يكلف الدولة مبالغ. ولكن أقول لكم سيناء أهملت فترة طويلة ولكن بعد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم بدأ يظهر لنا أن هناك إرادة سياسية في تنمية سيناء تنمية حقيقية، لذلك نحن نحيي هذا الرجل ونقدم له الشكر باسم القبائل العربية على جميع الإنجازات الموجودة في شمال سيناء وكل محافظات مصر فله كل التحية والتقدير».
كما تحدث للحضور الشيخ محمد عيد الحويطي، محييا الجمع الكريم من شيوخ القبائل وكبار العشائر، كما قدم التحية لصاحب هذه الدعوة بصفة خاصة الحاج عبد الله سالم وقبيلة الترابين بصفة عامة على هذا الاستقبال والكرم، مطالبا بأن يختم هذا الحفل والاجتماع بـ« وثيقة شرف» ترسى فيها مبادئ الأخلاق وتلك العادات النبيلة للقبائل العربية وغرسها في نفوس أولادنا ونوضح فيها نصرة المظلوم وإعانة الضعيف ونحذر فيها من الخوض في أعراض الناس ونحذر فيها من التعالي على الناس والطعن في الأحساب والأنساب أو أن ينال بعض الشباب من الآخرين.
وأضاف الشيخ محمد عيد الحويطي، موجها رسالة للشباب «إذا أردت أن تمدح في قبيلتك امدحها دون أن تسب الآخرين أو تنال منهم، فهذه هي تعاليم ديننا وإسلامنا والرسول صلى الله عليه وسلم يقول “إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق”.
وشدد الحويطي، على أهمية المحافظة على دماء أبناء القبائل جميعا، والرجوع إلى القضاء العرفي وأن نلجأ للصلح بين الناس، وتجديد العهد والميثاق بين القبائل، فلا يحارب بعضهم بعضا ولا يعتدي بعضهم على بعض، ولدينا قيادات أمنية تحركت في آخر مشكلة بين قبائل التياه والحويطات وتحركت الأجهزة المختصة واحتوت الموقف وأزالت الخلاف وأصبحوا إخوة .