معتقدات نوبية قديمة.. توارثتها الأجيال وانتقلت إلى مختلف ربوع مصر
أسماء صبحي
توارث النوبيّون تجارب أجدادهم مع ظواهر الطّبيعة والحيوانات. فأصبحوا يؤمنون بهذه التجارب ويقرأون من خلالها الأحداث والحركات التى تنبىء بالتفاؤل وأحيانا بالتشاؤم. وما يخفيه الغد من أسرار وما سيصيب الفرد أو المجموعة من خير أو شرّ.
معتقدات نوبية قديمة
جملة من العادات والتقاليد نمت ورسخت وصارت معتقدات وإرثاً ثقافيًا واجتماعيًا. شكلت شخصية الإنسان النوبي بسماحته المميزة ولو كانت أغلبها أساطير. إلا أنها تصادف وتصدق مع الكثيرين، وإن كنا لا نؤمن بها فهي حقيقة موجودة تستحق الدراسة والتضامن لتوثيقها من كل من لديه شيئًا من هذا الإرث. أيا كان نوعه وما أكثره في الأفراح والأتراح والمزاح. وتلك بعض الموروثات القديمة:
- يعتقدون في ركوب فردة الحذاء فوق الآخر عند خلعه بشارة لسفر وشيك.
- رفة العين اليمنى نبأ لقرب رؤية قريب عزيز طال غيابه.
- لو ارتعش أو انتفض كف يدك (مركن) بشارة لاستلام رسالة أو مصافحة عزيز عائد من السفر.
- الشرقة بشرب الماء أو في الأكل تعني إنك تغتاب وحسب قوة الشرقة تكون الغيبة فيك أو هناك أناس في سيرتك.
- إذا نزل النسر الصحراوي (ورك) أمام بيت فذلك بشري بقدوم أحد من مسافرين هذا الدار. ونلاحظ اعتقاداتهم في السفر وعودة المسافر ورؤيته كثيرة وذلك لأن النوبيين عرفوا السفر والهجرة من قديم الزمان.
- إذا زقزق طائر أبو سليمان يجزمون وقوع حدث أو سماع خبر عن شيء ما خيرًا كان أو شراً. ويوجسون منه حتى يتحقق ذاك الفال ويردون عليه (أبو سليمان حيرك بج). هذا إرث قديم ترسخ منذ عهد سيدنا سليمان حين أتى الطير بالنبأ من سبا.
- لو فاح عطر طيب أو رائحة بخور تيمان دون مصدر. يعتقدون وجود ملك أو تنبيه عن غفلة فيرددون الصلاة على رسول الله.
- حين تخيم السكون والصمت في جلسة تعني ذلك سيطرة إبليس على الجلسة. وأن الجلوس ذهبوا يضمرون لبعضهم.
ومما يذكر أيضاً أن النوبيين دائماً ما اعتادوا وضع تماسيح محنطة فوق أبواب منازلهم لطرد الأرواح الشريرة. أو التشبه بها حيث أن التمساح يعيش في النهر ويرتبط به، تماماً كما يرتبط النوبي بالنهر. وكثيراً ما كان رجال النوبة يشبهون أنفسهم بالتماسيح ويطلقون اسم التمساح على أنفسهم كمسمى له.