تاريخ واسرار من الإمبراطورية الساسانية
*تاريخ واسرار من الإمبراطورية الساسانية* .
حلقات من التاريخ يسردها لنا باحث يعشق تاريخ قارة آسيا وننقلها لكم في حلقات نتمنى ان تنول إعجابكم وربما بل اكيد نكتسب منها خبرات ومواقف تسوقنا لحلول تنير الطريق
القصة حقيقية موقعها بلاد فارس في الحقبة التاريخية عام420-438 وهي فترة تولى الملك بهرام مقاليد الحكم اتمنى لكم استمتاع في القراءة والتشوق من سلسلة حلقات
الحلقه الاولى:
~**“`*قصة الملك بهرام جور ،،
والوزير الخائن راست روشن،
وقصة الراعي وكلبه وأنثى الذئب :
يقول الوزير نظام الملك رحمه الله:
يقال انه كان لبهرام جور،
وزير يدعى راست روشن اعتمد عليه وسلمه كل مقاليد المملكة ولم يكن يلتفت لكلام أحد فيه أما هو نفسه فكان يجري ليل نهار وراء ملذاته من تنزه وصيد وشراب وحدث أن قال راست روشن لوكيل بهرام جور مرة ان الرعية أخذوا لكثرة عدلنا يتجرأون علينا ويتمادون فإذا لم يعاقبوا فإنني أخشى والملك في شغل بالشراب والصيد عن شؤون الرعية أن يحدث مالا تحمد عقباه فلتعاقبهم أنت إذن قبل أن يفسدوا وعقابهم إنما يكون بأحد امرين أحدهما التخلص من الأشرار والآخر غصب أموال الأخيار والفضلاء ولتقبض على من أشير عليك به وأخذ راست روشن كلما قبض وكيل بهرام على أحد وحبسه يتدخل شخصيا ويأخذ منه رشوة ويقول للوكيل أطلق سراح هذا إلى أن نهبوا كل ما كان لدى الناس من أموال وخيول وغلمان وجوار وأملاك وضياع فأفقرت الرعية وشتت الفضلاء والمشاهير ولم يعد يدخل الخزانة من شيء
بعد مضي فترة على هذا طلع لبهرام جور أحد أعدائه فأراد أن يصل جيشه بصلات وهبات ويقويه ثم يوجهه لمقابلة عدوه لكنه لما صار الى الخزانه لم يجد فيها شيئا ولما سأل مشاهير المدينة ورستاق البلاد ورؤسائهما قالوا لقد ترك فلان وفلان ممتلكاتهم وثروتهم منذ سنوات ومضوا إلى الولاية الفلانية فقال لماذا قالوا لا ندري ولم يجرؤ أحد على أن يقول له الحقيقة خوفا من الوزير
وقضى بهرام جور يومه وليلته تلك يفكر في الأمر لكنه لم يستطع الاهتداء إلى مواطن الخلل فركب في اليوم التالي لقلقه واضطرابه إلى الصحراء وحيدا وراح يقطعها بالتفكير حتى أنه لم يدر كيف أن الشمس توسطت كبد السماء وكيف أنه قطع ستة أو سبعة فراسخ واشتد عليه الحر وغلبه العطش فاحتاج إلى جرعة ماء ولما مد بصره في الصحراء رأى دخانا يتصاعد من بعيد فقال لا بد من وجود أناس هناك واتجه،، ،نحوه فلما دنا من المكان ورأى قطيعا هاجعا من الغنم وخيمة مضروبة وكلبا معلقا تملكه العجب واقترب من الخيمة فخرج منها رجل سلم عليه وحياه وأنزله من على فرسه وقدم إليه ما كان يحضره من طعام دون أن يعرف أنه بهرام فقال بهرام أخبرني عن أمر هذا الكلب قبل أن أتناول الطعام لاكون على بينة منه فقال الشاب كان هذا الكلب أميني على غنمي وكنت اعلم أنه يستطيع لقدرته أن يصاول عشرة رجال ويتغلب عليهم وأن أي ذئب لم يكن يجرؤ أن يحوم حول القطيع خوفا منه حتى إنني كنت أذهب إلى المدينة مرات عديدة في شغل لي وأعود في اليوم التالي وكانح هو يرعى الغنم ويعود بها سالمة ومضت على هذه الحال مدة فلما عددت الغنم يوما وجدتها ناقصة ثم تبين لي أن عددها أخذ يتناقص تدريجيا كل عدة أيام ولم أستطع أن أفهم علة هذا مع أنه لا وجود للصوص هنا لقد وصلت الحال بالقطيع في تناقصه إلى حد أن عامل الضرائب جاءني وأراد مثلما هي العادة ضرائب القطيع كله فدفعت كل ما تبقى منه ضرائب والان أنا راع لذلك العامل ما حدث أن الكلب صادق ذئبة ثم تزوجها وكنت في غفلة من أمره
وذات يوم خرجت للاحتطاب وسلكت في عودتي طريقا خلف مرتفع كان يطل على القطيع فرأيته يرعى وإذا بذئبة تعدو نحوه حينئذ اختفيت خلف أجمة شوك فلما رأى الكلب الذئب هرع إليها وهز ذنبه فوقفت في هدوء ووثب على ظهرهها وقضى منها وطره ثم انتحى جانبا ونام في حين راحت هي تصول وتجول في الغنم فقبضت على شاة “`وافترستها“` دون أن ينبح الكلب أو يبدي حراكا لما رأيت موقفه من الذئبة أدركت أن مصدر بلائي لم يكن سوى تواطؤ الكلب وانحرافه فقبضت عليه وعلقته بخيانته…
والى لقاء مع حلقة قادمة
*بقلم الباحث /هشام *البهلولى*
*قراءة في بحور* *التاريخ*
*د رضا عيسى**