أم رومان: الصحابية الجليلة التي أشاد بها النبي كحورية الجنة
أم رومان، الزوجة الفاضلة لأبي بكر الصديق والأم الكريمة لعائشة أم المؤمنين، كانت مثالاً للمرأة المؤمنة الطاهرة. وصِفَت بأنها كالحور العين، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم إن من يود النظر إلى امرأة من الحور، فعليه أن ينظر إلى أم رومان. كانت صحابية جليلة، تتمتع بقلب نقي وروح زكية، وقد شهد لها الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة.
من هي أم رومان
أم رومان، التي هي بنت عمر بن عويمر، كانت من السابقات إلى الإسلام. تزوجت في البداية من عبد الله بن الحارث وأنجبت منه الطفيل. بعد وفاة زوجها، تزوجها أبو بكر الصديق وأنجبت منه عبد الرحمن وعائشة. وقد كان لأبي بكر أبناء من زواج سابق هم عبد الله وأسماء.
عندما بلغت عائشة ست سنوات، جاءت خولة بنت حكيم إلى أم رومان لتبشرها بخطبة النبي صلى الله عليه وسلم لابنتها. ومنذ ذلك الحين، ارتبطت بقرابة المصاهرة مع النبي، وكان لها مكانة عظيمة لديه بسبب تقواها وإيمانها العميق.
هاجرت إلى المدينة مع ابنتها عائشة، وفي أثناء الهجرة، واجهتا موقفاً مخيفاً حيث هاج بعير عائشة، لكن بدعاء أم رومان، سكن البعير واستمرت الرحلة بسلام. وفي المدينة، أخبرت أم رومان عائشة بأنها ستصبح زوجة للنبي صلى الله عليه وسلم.
كان حبها لابنتها عائشة عظيماً، وفي أثناء حادثة الإفك، شعرت بالإغماء من شدة الحزن على ابنتها. وعندما أفاقت، دعت الله أن يظهر الحق، وظلت تواسي عائشة وهي تذرف الدموع، مؤكدة لها أن الصبر سيجلب الفرج.
وعندما توفيت أم رومان في السنة السادسة للهجرة، نزل النبي صلى الله عليه وسلم في قبرها ودعا لها بالمغفرة. وقد رجح ابن حجر أن وفاتها كانت بعد السنة الثامنة للهجرة، والله أعلم.
في كتاب “أسد الغابة في معرفة الصحابة” لابن الأثير، يُذكر نسبها ومكانتها الرفيعة كزوجة لأبي بكر وأم لعائشة وعبد الرحمن. وتُعد من بني غنم بن مالك بن كنانة، وقد توفيت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وقد نزل في قبرها واستغفر لها، مؤكداً على فضلها ومكانتها العالية.