جامع الأطروش في حلب: روائع المساجد المملوكية
يقع جامع الأطروش في محلة القصيلة جنوب قلعة حلب سوريا، خلف القصر العدلي. يعد هذا الجامع من أروع المساجد المملوكية. كان يعرف أيضًا باسم “جامع دمرداش”.
تاريخ جامع الأطروش
بدأ بناؤه في عام 1398م على يد الأمير علاء الدين أقبغا الجمالي الهذباني، المعروف بالأطروشي، نائب حلب. تم بناء تربة داخل الجامع، لكنها نقلت من نيابة حلب إلى طرابلس ودمشق، ثم عادت مرة أخرى إلى حلب. توفي الأطروشي في عام 1403م قبل إكمال عمارة الجامع. أُكمل بناء الجامع بواسطة دمرداش الناصري، نائب السلطنة في حلب، في عام 1409م. أنجز بناء الواجهة الشمالية في عهده، واكتملت الواجهة الغربية في عام 1408م، كما يشير الكتابة الموجودة على بابيه الغربي والشمالي.
يحتوي الجامع على مدخلين شمالي وغربي، ينتهيان بحجرة ربع كروية تحملها مقرنصات متعددة الحطات. تظهر واجهة الجامع الشمالية فن الزخرفة في العصر المملوكي، حيث تزين بالمداميك السوداء والصفراء بالتناوب، والتجاويف والحانايا. داخل الصحن، تقع تربة أقبغا في غربي الباب الشمالي، وتحتوي على قبره وقبر آخر لشخص توفي في نفس السنة 1403م. تتميز تربة أقبغا بقبتها المرتفعة.
صحن الجامع واسع، أبعاده 20 مترًا × 13.5 مترًا، أما الحرم فهو متسع بأبعاد 37 مترًا × 12.5 مترًا. يحمل سقف الجامع على أعمدة رخامية ضخمة. في الحرم، يوجد محراب بديع مصنوع من أحجار المرمر. أما منبر الجامع، فهو من روائع المنابر المرمرية في حلب. تحتل المئذنة الزاوية الشمالية الغربية من المسجد، وهي ذات شرفتين مضلعتين حتى الدورة الأولى، ثم تصبح أسطوانية حتى موقف المؤذن. يحيط بالمئذنة شريط من الكتابة يقول: “أنشأه العبد الفقير إلى الله تعالى.