قبيلة الأخارسة ( الجزء الاول )
تعد قبيلة الأخارسة واحدة من القبائل المصرية العريقة ؛ وأغلب تواجدهم في منطقة بئر العبد وماحولها؛ وفى وسط سيناء, كما تنتشر فروعها في أغلب محافظات مصر؛ ولهم أصول وفروع في المملكة العربية السعودية ؛الأردن والعراق ؛ بلاد الشام , فلسطين؛ وغيرها . كما يسكن الأخارسة في مدينة الحسينية وقراها؛وتعتبر قاعدتهم بالشرقية , وفي الزغانوة وغيرها مركز فاقوس وأولاد صقر وكفر صقر و الزقازيق بالشرقية . وفي السنبلاوين بالدقهلية , وحي الشيخ زايد و المنايف والقنطرة بالإسماعيلية ؛وفي الأسكندرية والبحيرة والقليوبية. وفي شمال سيناء من شاطئ البحر المتوسط من غراقد الحسنة شمال بركة الجمل غربا,إلى قلعة مفرج أو البلّاح على نحو ساعتين من قلعة الطينة , و قاعدتهم القلس. كما يتواجدون في شمال سيناء في : قرية بالوظة وتوابعها , قرية رمانة , قرية 6 أكتوبر, قرية الأحرار
حيث يسكن المناسوة ( الرضاونة ).
نسب القبيلة :
قال القلقشندي في قلائد الجمان عام 821هـ وفي صبح الأعشى: إن قبيلة الأخارسة هي أصلاً بطن من طيئ القحطانية؛ وأيده المقريزي في البيان والإعراب وذكر أن الأخارسة والبياضية من ثعلبة من طيئ، والراجح أن الأخارسة والبياضية أبناء عمومة ونزلوا في زمان واحد من بلاد الشام, وكلاهما من طيئ، والمعروف أن طيئ من بلاد اليمن نزحت إلى شمال جزيرة العرب (بنجد) قبل بزوغ شمس الإسلام ثم ملأت السهل والوعر في العراق والشام، والبياضية والأخارسة من طيئ الساكنين بلاد الشام منذ الفتوحات وهاجروا إلى سيناء ومصر أيام حروب السلطان صلاح الدين الأيوبي مع الصلبيين في الدولة الأيوبية أول القرن السابع الهجري.
وذكر نعوم شقير في تاريخ سيناء في بداية هذا القرن عن الأخارسة وقال: بلادهم من شاطئ البحر المتوسط من غراقد الحسنة شمالي بركة الجمل غرباً إلى قلعة مفرج المعروفة بقلعة البلاح على نحو ساعتين من قلعة الطينة، وأهم مراكزهم القلس.
وهي قبيلة كبيرة تسكن منطقة رمانة ولها امتداد بمحافظة الشرقية والإسماعيلية بجهة القنطرة غرب وأهم عشائرها: الزغاونة، والعسوية، والعطالات، والزوايدة، والرضاونة، والمناسوه، والعطيات، والخوالدة، وبني عبد، والقطاوية، والشوابكة.
ولقد ذكرهم المحقق النسابة الشيخ /غازي النفاشي الشمري ؛ من العراق؛ فقال : لا شك أن قبيلة الاخارسة من القبائل العربية القحطانية من فرع كهلان ثم من جذم طي بن أدد , وإن كان هناك رأي ضعيف ينسبهم الى جذام؛ إلا أنه لا دليل عليه ,ولا مؤيد له إلا اللهم اشتراكهم بالمنزل؛ على اعتبار أن منازل الأخارسة اليوم كانت منازل جذام قبل أن يسكن صلاح الدين الأيوبي فيها بعض البطون الطائية , وعليه فلا كلام لنا في نسبتهم الى طيء؛ بعد أن نسبهم الى هذا النسب كل من المقريزي والقلقشندي , الا أن الكلام ؛ كل الكلام , من أي فروع ( طـــــي ) هم ؟! .قال المقريزي : وبقطيا الأخارسة وبنو بياضة وهم من ثعلبة . قم ينهى حديثه المطول بقوله : واستنادا الى ما تقدم نقول : أن الأقرب الى الصواب أن الأخرسة أو الأخارسة من بني الأخرس بن ثعلبة العنيني الطائي ومنهم : الريان بن عنترة بن الأخرس بن ثعلبة بن صبيح بن معبد بن عدي بن أفلت بن سلسلة بن عمرو بن سلسلة بن غنم بن ثوب بن معين بن عتود بن عنين بن سلامان بن ثعل بن عمرو الغوث بن طي بن أُدد بن زَيْدِ بن يَشْجُبَ ابن عريب بن زيد بن كَهْلاَنَ بن سَبَا بن يَشْجُبَ بن يَعْرُبَ بن قَحْطًانَ. والريان هذا كان معاصراً لابن الكلبي؛ لأن ابن الكلبي يروي مباشرة عن ابن عمه أبو باسل الطائي؛ أي أنه من أبناء القرن الثاني الهجري .
وعنهم يقول الباحث أ/ أيمن زغروت في كتابه “معجم قبائل مصر” : الأخارسة واحدهم أخرسي, قبيلة عربية من بني ثعلبة من قبيلة طيئ القحطانية اليمانية ذات المجد المنيع والشرف الرفيع , فمن طيء حاتم الطائي كريم العرب في الجاهلية وابنه عدي بن حاتم سيد طيء المخضرم , وهم الذين قتلوا عنترة بن شداد العبسي , ومنهم اياس بن قبيصة الطائي ملك الحيرة بعد مقتل النعمان بن المنذر , ومنهم مجير الجراد الفارس الشهير الذي أجار سربا من الجراد دخل بيته هربا من صائديه , ومنهم معشي الذئاب الجواد الشهير الذي ذبح شاة لقطيع من الذئاب ظل يعوي أسبوعاً من الجوع.
حاتم عبدالهادى السيد
باحث فى القبائل والأنساب العربية