جمال أسعد يكتب :الاختراق اليهودى للكنيسة
جمال أسعد يكتب :الاختراق اليهودى للكنيسة
لا شك أن الأديان بكل مسمياتها هى حلقة متصلة على أرضية عقيدة الألوهية. تلك العقيدة الفطرية التى وجدت مع الإنسان منذ البداية على أرضية العلاقة بين الله وبين آدم «الإنسان».
لا تأكل من هذه الشجرة. وهذا كان متوائمًا مع طبيعة وقدرة وثقافة الإنسان حينها. ومع تطور الإنسان عقلًا وفكرًا ووعيًا تجسدت فكرة الإله القادر والخالق فى رموز اتخذها الإنسان. حتى كان الرسل والرسلات والأنبياء والأديان. وهذا يعنى أن التواصل والتكملة للناموس وللدين هى تكملة ليست حرفية ولكنها روحية أساسها فكرة وعقيدة الإله الواحد الخالق والقادر.
هنا كان الاختراق اليهودى للكنائس والاختراق الصهيونى للمسيحية من زاوية آية فى العهد الجديد «الإنجيل» تقول: «جئت لأكمل لا لأنقض الناموس». هنا تم التفسير بأن هذه التكملة هى تكملة حرفية. أى أن العهد الجديد هو امتداد حرفى وليس روحيًا للعهد القديم!
وهذا التفسير لا يستقيم مع مجىء السيد المسيح بالعهد الجديد، وإلا ما كان سمى بالجديد. ودليل خطأ التفسير الحرفى أن كثير وكثير جدًا من نصوص العهد القديم كانت ولا زالت تتوافق شكلًا وموضوعًا مع العقيد اليهودية التى تنتظر مجىء المسيح القاهر الجبار التى سيخلصهم بالسيف وبالسيف وحده!!! وهذه العقيدة وذلك الانتظار يؤمن ويتعامل مع ذلك المجىء على أرضية دنيوية حرفية عسكرية لملك جبار قاهر فى الحروب لا يعرف أى رحمة بالبشر. فهل هذه العقيدة المتوافقة مع تاريخ اليهود الذين وجدوا منذ البداية، رافعين شعارات القتل والحرق. تتفق وتتوافق مع أقوال وأفعال السيد المسيح؟ هل نصوص العهد القديم التى تقول فى «يشوع ١١: ١٠. ١٢»: وضربوا كل نفس بها بحد السيف. حرموهم ولم تبق نسمة. واحرق حاضور بالنار، فأخذ يشوع كل مدن أولئك الملوك وجميع ملوكها وضربهم بحد السيف. حرمهم كما أمر موسى عبد الرب.. جاء فى صموئيل الأول «١٥: ٣. ١٢»: «فالآن اذهب واضرب عماليق وحرموا كل مالهم ولا تغفل عنهم بل اقتل رجلًا وامرأة طفلًا ورضيعًا بقرًا وغنمًا جملًا وحمارًا وأمسك أجاج ملك عماليق حيًا»..
هل هذه الأفكار وتلك الأفعال وذاك العقيدة تتفق وتتوافق حرفيًا «كما يزعمون» مع كلمات السيد المسيح فى الموعظة الذهبية على الجبل: «حبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم.. أحسنوا إلى مبغضيكم.. صلوا من أجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم» فأى تكملة تقصدون؟
هنا كان الاختراق الصهيونى للمسيحية لتحقيق أغراض سياسية. حيث تحت زعم التكملة الحرفية لا بد أن يؤمن المسيحى بأن اليهود هم شعب الله المختار. لا بد أن يؤمن بأن فلسطين من النيل إلى الفرات هى أرض الميعاد التى وعد بها إبراهيم. يؤمنوا بإعادة بناء الهيكل الذى تم إعادة بنائه ثلاث مرات!!!! ولذا لا بد من هدم المسجد الأقصى!! هنا نجد أن هذا الاختراق أوهم بعض الطوائف الإنجيلية وليس كلها، بهذا الكلام وتلك الأساطير حتى يجىء المسيح ليحكم العالم حكمًا دنيويًا بالرغم أن السيد المسيح يقول: «مملكتى ليست من هذا العالم». والأهم أن الصهيونية واليمين الأمريكى المسيحى المتطرف روج لعقيدة المجىء الثانى والحكم الألفى!! هنا وبكل صراحة ووضوح. لا شك فهناك بعض التأثير والتأثر بهذه العقائد وبتلك الأساطير تحت زعم تلك التكملة الحرفية. فوجدنا فى القداس وهو الصلاة الجماعية التى تقام فى الكنائس التقليدية «كاثوليك وأرثوذكس» بعض المقاطع التى تتلى فى القداس مأخوذة من العهد القديم مثل «فى نهاية أوشية الاجتماعات يقول الكاهن «أعداء كنيستك يارب مثل كل والآن حل تعاظمهم عرفهم ضعفهم.. اسحقهم وأذلهم.. عرفهم ضعفهم سريعًا.. اجعلهم كلهم كا لاشىء.. بدد مشورتهم يا الله الذى بدد مشورة اخيتوفل». ما هذا الكلام؟ وأين الحب «الله محبة» وأين التسامح «حبوا أعداءكم»؟ وهل هذا الكلام وتلك الأقوال تتوافق الآن مع العهد الجديد؟ كما أن هناك موضوعًا آخر. فمنذ حوالى مائة عام فقط وفى عهد الأنبا كيرلس الخامس تم إضافة ما يسمى بتمثيلية القيامة عند الاحتفال بعيد القيامة المجيد. تلك التمثيلية التى تصور القيامة فى حوار بين الكاهن داخل الهيكل وواحد خارجه يقول «افتحوا أيها الملوك أبوابكم ليدخل ملك المجد.. من هو ملك المجد؟.. الرب العزيز الجبار القاهر فى الحروب هذا هو ملك المجد». فما هذا الخلط؟ هل السيد المسيح هو الجبار القاهر فى الحروب؟ أم هو المحب المتواضع الذى ولد فى مذود البقر. التكملة روحية تتمثل فى الإيمان والاعتراف بكل النبوءات التى جاءت بالعهد القديم والتى تنبأت بمجىء السيد المسيح الذى لا يزال يتنظره اليهود. حمى الله مصر وشعبها العظيم..