استراتيجيون يتحدثون عن انتصار العاشر من رمضان: “غيرت مفاهيم الحرب”
أسماء صبحي
تحتفل مصر اليوم بالذكرى السنوية لانتصار العاشر من رمضان. في هذا اليوم، تمكن رجال القوات المسلحة المصرية من عبور قناة السويس إلى الضفة الشرقية. وبالتالي تحقيق أكبر انتصار في العصر الحديث لاستعادة شبه جزيرة سيناء.
بدأت الحرب في السادس من أكتوبر عام 1973، والموافق العاشر من رمضان 1393 هجريًا. عندما شنت القوات المصرية هجومًا مفاجئًا على القوات الإسرائيلية في سيناء. وشن الجيش السوري هجومًا على القوات الإسرائيلية في هضبة الجولان. بدعم عسكري واقتصادي من بعض الدول العربية. كما تم تسجيل هذا الحدث العظيم في التاريخ باسم “نصر أكتوبر” أو “حرب العاشر من رمضان”.
تنمية سيناء
وفي السنوات الأخيرة، بذلت مصر جهودًا كبيرة للتنمية الشاملة في سيناء. حيث قامت الدولة بإنفاق 610 مليار جنيه لتحقيق التنمية المتكاملة والتنمية العمرانية في المنطقة. كمل تم إنشاء شبكة متكاملة من الأنفاق والجسور لربط غرب قناة السويس بسيناء، بهدف خدمة التنمية. وتعتبر هذه المشروعات خيارًا فعالًا لمحاربة الإرهاب وربط سكان سيناء بالدولة. مما يجعلهم شركاء في عملية التنمية التي تجري على أراضيهم.
غيرت مفاهيم الحرب
أكد الخبراء الاستراتيجيون، أن ذكرى انتصار العاشر من رمضان عام 1973. هي ذكرى غيرت مفاهيم الحرب وأثرت على وضع مصر ومكانتها إقليميًا ودوليًا.
وقال اللواء دكتور سمير فرج، الخبير الاستراتيجي، الذي كان من بين أبطال حرب الاستنزاف وأكتوبر. إنه بعد مرور حوالي 50 عامًا على نصر العاشر من رمضان، فإن هذا النصر لا يزال هو الأغلى والأكبر عسكريًا في العصر الحديث.
وأضاف: “ما حدث كان أسطوريًا، حيث استعادت الأرض بعد هزيمة عام 1967. كما تم استعادة كرامتنا وأرضنا من خصم قوي”.
وأوضح أن “الحرب المصرية-الإسرائيلية” كانت بين قوتين كبيرتين. ونجح الجيش المصري بقوته وإرادته وإمكانياته آنذاك في تحقيق انتصار استراتيجي يعتبر إحدى أهم المحطات العسكرية في التاريخ المصري والعربي. وقد سجّلت هذه الحرب تحولًا في الموازين العسكرية والسياسية في المنطقة، وأثبتت قدرة الدولة المصرية على الصمود والتصدي للتحديات”.
العاشر من رمضان ملحمة أدهشت العالم
فيما وصف اللواء أركان حرب حفظي، الذي كان محافظ شمال سيناء السابق وأحد أبطال حرب أكتوبر. انتصار العاشر من رمضان بأنه “ملحمة” أدهشت العالم. وأوضح أن الصراع مع إسرائيل استمر لمدة 22 عامًا، بدءًا من يونيو 1967 وحتى 19 مارس 1989. عندما تم استعادة آخر بقعة محتلة من الأراضي المصرية.
وأشار إلى أن الصراع العسكري استمر لمدة 6 سنوات من يونيو 1967 حتى تحقيق النصر في عام 1973. وشملت هذه الفترة 5 معارك رئيسية، بدءًا من إعادة بناء الجيش المصري تحت إشراف جهود معادية للحفاظ على ضعفه. ومرورًا بمعركة حرب الاستنزاف التي استمرت لأكثر من ألف يوم من يوليو 1967 حتى أغسطس 1970. والتي نجح خلالها المقاتل المصري في التغلب على الخوف من خلال سلسلة من العمليات العسكرية التي بلغت حوالي 4000 عملية. شاركت فيها جميع فروع القوات المسلحة، وقد كبدت العدو خسائر فادحة بلغت ألف قتيل وأربعة آلاف جريح. مما دفع إسرائيل لطلب تدخل الولايات المتحدة لوقف النيران.
وأضاف أن المعركة الثالثة تمثلت في إنشاء 100 حائط صواريخ لقوات الدفاع الجوي. ولعبت دورًا كبيرًا في حماية قواتنا خلال معركة رمضان. أما المعركة الرابعة فتمثلت في استخدام الذكاء المصري لخداع قوات العدو. وتحقيق الخداع الاستراتيجي على جميع المستويات السياسية والإعلامية. مما أدى إلى فشل جهود جهات المخابرات الكبرى في تقييم العمل المصري وحققت مفاجأة كبيرة.
وأضاف اللواء “حفظي” أن المعركة الخامسة وقعت في العاشر من رمضان واستمرت لمدة 22 يومًا. وشهدت معارك بطولية شاركت فيها 200 طائرة وألف مدفع نيراني و5 فرق مشاة من الجيش المصري. إلى جانب عناصر قوات الصاعقة ومجموعات الاستطلاع خلف خطوط العدو. ونجحت خلال الأيام الأولى من الحرب في تدمير 500 دبابة و50 طائرة، مما دفع إسرائيل لطلب المساعدة الأمريكية لوقف القتال.