التمر والقهوة.. ضيافة أبناء قبائل سيناء خلال شهر رمضان
سيناء – محمود الشوربجي
تنتشر في ربوع سيناء دواوين يطلقون عليها مقاعد ومفردها مقعد، وقد فتحت أبوابها خلال ليالي رمضان وهي للضيافة والمناسبات بين القبائل. وبالرغم أن المقعد مخصص للعزاء والأفراح واستقبال الضيوف. ولكل عائلة في سيناء لها ديوان أو أكثر للم الشمل والترابط الأسري بين أبناء العائلة. إلا أن المقعد يعد من أهم الأماكن في سيناء خلال الشهر الكريم.
وتبقى القهوة العربية «المُرة» الغنية برائحة الهيل والمستخرجة من أعماق «المهباج» أو المهباش عاملًا مشتركًا في أغلب البيوت البدوية والعربية.. سيدة الضيافة في كل المناسبات الأعياد منها والأحزان، تعد دليلا ومؤشرًا على شخصية الناس. كما أن طريقة شرب القهوة تعكس خلفيات الضيوف وعاداتهم الاجتماعية، فهي من العادات التي يتمسك بها العربي ويعتز بها كثيرا.
وفي سيناء اعتاد الأهالي حاليًا تجهيز القهوة وتقديمها للضيوف مع تقديم التمر معها. ويمر على الضيف بصَبَّاب القهوة ويرافقه شخص آخر يحمل التمر. دواوين العائلات داخل مدينة العريش الآن تستخدم الغاز والبكارج وغيرها بعيدًا عن استخدام الحطب، نظرا لوجود الدواوين داخل المدينة وقد تؤذي رائحة الدخان الضيوف.
على عكس أهل الصحراء فهم يوقدون نار الحطب أمام منازلهم أو في الدواوين التي في الصحراء ويستقبلون الضيوف، لكن قهوة نار الحطب ألذ طعمًا من الأخرى.
ضيافة أبناء قبائل سيناء خلال ليالي رمضان
كما حظي فنجان القهوة بالاحترام عند مُعِدِّيه وشاربيه على حد سواء. ونتج عنها منظومة سلوكيات واعتقادات سائدة. منها أن صاحب الدار أو البيت أو كبير العائلة هو أول من يشربها للتأكد من أنها جيدة التجهيز قبل تقديمها للضيوف، ويعد هذا من الإيثار والجود بالنفس.
ولا تقف القهوة على أنها عادة اجتماعية أو ثقافية منتشرة لدى القبائل أو العائلات في الوطن العربي، بل كما أن لتناول فنجان قهوة صغير مع حبة التمر فوائد صحية، فهي أفضل طريقة للتخلص من العطش عوضا عن شرب كميات كبيرة من السوائل والقهوة. علاوة على أنها نوع من المنشطات، فهي معروفة بفوائدها للمعدة بعد تناول وجبة ثقيلة ومليئة بالدهون.
وتواصل المقاعد وأماكن الاستضافة تقديم القهوة والتمر للضيوف وخاصة بعد صلاة التراويح في كل ليلة.