تحية رمضان كريم: هل هي بدعة أم جائز؟
تحية رمضان كريم: هل هي بدعة أم جائز؟
مع حلول شهر رمضان المبارك، تنتشر عبارة “رمضان كريم” على ألسنة المسلمين، ممزوجة بمشاعر الفرحة والبهجة. لكن هل هذه العبارة جائزة شرعاً؟ أم أنها تعدّ بدعة؟
ويأتي صيام رمضان كأحد أركان الإسلام الخمسة، حيث فرض الله صيامه على جميع المسلمين، مع وجود بعض الأعذار التي تُبيح فطره. وفيه تتجلّى رحمة الله بليلة القدر، تلك الليلة التي خير من ألف شهر، والتي تُصادف في العشر الأواخر من رمضان.
وليلة القدر لها علامات مميزة، منها صفاء الجو وهدوء الرياح، سكون الأصوات وعدم سماع نباح الكلاب، قلة المشاجرات بين الناس، شعور المؤمن بالسكينة والهدوء.
يعدّ شهر رمضان ينبوعاً غزيراً من الكرم الإلهي، حيث يُتيح للمسلمين فرصةً فريدةً للتوبة والارتقاء الروحي.
وتتجلّى مظاهر الكرم في هذا الشهر المبارك في العديد من الجوانب، منها:
- فرحة استقباله: حيث يُشيع شعورٌ بالبهجة والسعادة بين المسلمين مع حلول هذا الشهر الفضيل.
- عظمة الصوم: فهو عبادةٌ عظيمةٌ يُضاعف الله فيها الأجر، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صام رمضان ثم أتبعه ستة من شوال كان كصيام الدهر”.
- ليلة القدر: وهي خير من ألف شهر، وتُصادف في العشر الأواخر من رمضان.
- كثرة الطاعات: حيث يُكثر المسلمون من الصلاة وقراءة القرآن الكريم والصدقات.
- التآلف بين الناس: حيث يُكثر المسلمون من مساعدة الفقراء والمحتاجين.
- الابتعاد عن المعاصي: حيث يُركز المسلمون على الطاعات والأعمال الصالحة.
ويُشير مصطلح “رمضان كريم” إلى:
- كرم الله سبحانه وتعالى في عطائه.
- كرم هذا الشهر في فضائله وثوابه.
- كرم المسلمين في تعاملهم مع بعضهم البعض.
ووردت كلمة “كريم” في القرآن الكريم في العديد من الآيات، تدلّ على:
ولعل قول “رمضان كريم” يأتي من قبيل أن الكثير يعلم جواز نسبة الشيء إلى سببه، سواء كان جمادا أو حيوانا أو إنسانا، والله سبحانه من وراء الأسباب كلها فهو مسببها، وهذه أمثلة من آيات قرآنية تدل على كلمة “كريم” : قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (النمل:29) وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (الشعراء:58) أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (الشعراء:7) وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ * لا بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ (الواقعة:44) فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (الحج:50) إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (يّـس:11) مَا هَذَا بَشَراً إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ (يوسف:31) وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ (الدخان:17) ويرى الكثيرون أن قول كلمة “رمضان كريم” تعني أن رمضان كريم فى كل شىء، وأنه كريم لأن عطاءه لا ينفذ، فهو منحة من الله تعالى.
وبشكل عام، يُعدّ شهر رمضان فرصةً استثنائيةً للمسلمين للتقرّب من الله سبحانه وتعالى، واغتنام فضائله وخيراته.