تعرف على معنى الصبر والثبات من قصة النبى أيوب عليه السلام
تعرف على معنى الصبر والثبات من قصة النبى أيوب عليه السلام .
يتجلى معنى الصبر والايمان والاحتساب فى قصة سيدنا ايوب عليه السلام وفى هذا السياق نستعرض ابرز المحطات فى حياته عليه السلام .
نسبه
هو ايوب ابن عيص ابن إسحاق ابن إبراهيم ابن سام ابن نوح ابن إدريس ابن شيث ابن آدم عليهم السلام أجمعين، وهو ابن شقيق النبي يعقوب عليه السلام، وابن عم النبي يوسف عليه السلام.
والنبي ايوب كنعاني أو شامي الجنسية، نسبة لجده إسحاق عليه السلام الذي عاش في أرض كنعان، وهي فلسطين ولبنان وأجزاء من الأردن وسوريا حاليا.
رسالة النبي ايوب
كان النبي أيوب رجلا صالحا يدعو لعبادة الله وتقياه، ويأمر بالمعروف ويفعل الخير، وكان يتبع ملة جده إبراهيم عليه الصلاة والسلام.
صبر أيوب الشديد على المرض والبلاء
أشار الله تعالى في القرأن الكريم الى صبر أيوب على مرضه فقال: “إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ”، قال علماء التفسير والتاريخ وغيرهم إن أيوب كان رجلا كثير المال من سائر صنوفه وأنواعه، فامتلك الأنعام، والعبيد، والمواشي، والأراضي المتسعة في أرض حوران في بلاد الشام، ناحية سوريا والأردن.
وورد عن الحسن البصري وعن المؤرخ اليهودي من أصل فارسي وهب بِِن منبِّه، إن أيوب كان جوادا سخيا عابدا لله تعالى مؤديا واجباته قائما بحقوق الناس، حتى بلغ من رضا الله تعالى عنه أن الملائكة كانت تصلي عليهِ في السماوات، وقد سمع إبليس صلوات الملائكة، فزعم أنَّ أيوب يعبد الله بسبب ما أنعم به عليه من المال والخدم والأولاد وصحة تامة، وأنه إذا سلط عليه وأذهب عنه كل النعم فلن يشكر الله أبدا.
أَذن الله تعالى بابتلاء واختبار أيوب فجعل للشيطانِ سلطانا في إيذائه وأعلن حربه على ممتلكاته فسلَّطَ جنوده وأتباعه ليحرقوا كل ما يملك، وكان يأتيه كل مرة بخبر هلاك جزء من ممتلكاته فيجيبه أيوب: “إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، لله ما أعطَى، ولله ما أخذ”.
وروى الإمام ابن عساكر أن أيوب كان له أولاد وأهل كثيرون، فسلب من ذلك جميعه، وابتلى في جسده بأنواع البلاء، ولم يبق منه عضو سليم سوى قلبه ولسانه، يذكر الله عز وجل بها، وهو في ذلك كله صابر محتسب ذاكر لله عز وجل في ليله ونهاره، وصباحه ومسائه، فطال مرضه 18 عاما حتى ابتعد عنه الجليس، وأوحش منه الأنيس، وانقطع عنه الناس، ولم يبق أحد يحنو عليه سوى زوجته، التي كانت ترعاه لقديم إحسانه إليها، وشفقته عليها، فكانت تتردد إليه، فتصلح من شأنه، وتعينه على قضاء حاجته.
* هل مرض أيوب مرضا منفرا؟
قال المفسر الإسلامي إسماعيل السدي أن أيوب تساقط لحمه حتى لم يبق إلا العظم والعصب، فكانت امرأته تأتيه بالرماد تفرشه تحته، فلما طال عليها قالت: يا أيوب لو دعوت ربك لفرج عنك، فقال لها: قد عشت سبعين سنة سليما، فهو قليل لله أن أصبر له سبعين سنة، فجزعت زوجته عن الكلام.
ويقال إن زوجته كانت تخدم الناس بالأجر لتطعم أيوب عليه السلام، لكن الناس لم يكونوا يقربونها خوفًا أن ينالهم من بلائه، حتى لجأت لبيع ضفائرها، وهي قصة مأخوذة من قصص اليهود ولم يذكرها القرآن الكريم، غير دعاء أيوب: “ربي أَنِّي قد مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ”.
* شفاء النبي أيوب
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا أبو سلمة، حدثنا جرير بن حازم، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، أنه كان لأيوب أخوان، فجاءا يومًا فلم يستطيعا أن يدنوا منه بسبب مرضه، فقاما من بعيد، فقال أحدهما لصاحبه: لو كان الله علم من أيوب خيرًا ما ابتلاه بهذا، فجزع أيوب من قولهما جزعًا لم يجزع قبله من شيء قط، ودعا ربه ساجدا فقال: اللهم بعزتك لا أرفع رأسي أبدًا حتى تكشف عني، فما رفع رأسه حتى كشف عنه.
استجاب الله تعالى لدعاء أيوب وأمره أن يضرب برجله الأرض فخرجت منها عين باردة تغسل بها حتى أذهبت عنه السوء، وعندما رأته زوجته خدعت فيه، فقال لها “أنا أيوب لقد رد الله على جسدي”.
ويقول الله في كتابه العزيز، في سورة ص: “وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ * ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ * وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ”.
أخلف الله على أيوب أهله، كما قال في كتابه العزيز: “وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ”، ويعتقد أن الله تعالى رد على زوجة النبي أيوب جمالها وشباباها فأنحبت له 26 ذكرا.
ويروى عن أبي هريرة أن رسول الله قال: “بينما أيوب يغتسل عريانًا خرّ عليه جراد من ذهب، فجعل أيوب يحثي في ثوبه فناداه ربه عز وجل: يا أيوب ألم أكن أغنيتك عما ترى؟ قال: بلى يا رب، ولكن لا غنى لي عن بركتك”. رواه البخاري من حديث عبد الرزاق به.
وقد ذكر الإمام ابن جرير الطبري وغيره من علماء التاريخ أن أيوب عليه السلام لما توفي كان عمره ثلاثًا وتسعين سنة، وقيل إنه عاش أكثر من ذلك.