المزيد

قبيلة أورانج ريمبا الإندونيسية.. لهم علاقات سرية مع الأشجار ويقدسون الأبقار

أميرة جادو 

تعيش قبيلة “أورانج ريمبا” الإندونيسية في وسط الغابات، وتواجه العديد من المصاعب. ليس بسبب ارتباط مصيرهم بالأشجار والغابات فقط، بل بسبب صعوبة العيش في بيئتهم المعقدة. ومع ذلك، يمكن التعرف على هذه القبيلة وعاداتها بسرعة.

قبيلة أورانج ريمبا الإندونيسية

تعد قبيلة أورانج ريمبا مجتمعًا محافظًا يعيش على خط المواجهة في محاولة لحماية الغابات المتبقية في إندونيسيا. تعتبر غابات سومطرة المطيرة موطنًا لهم عبر العصور والأجيال.

تضم القبيلة أكثر من أربعة آلاف عضو، وهم يحافظون على تقاليدهم الصارمة ويعتقدون بعبادة العديد من الآلهة. يعيشون في الغابات والأكواخ الصغيرة، ويرى الناس حياتهم بتعجب بسبب الاختلافات الواضحة بينهم وبين طريقة حياة العالم الخارجي.

تقديس الحيوانات الأليفة

تقوم القبيلة بتقديس الحيوانات الأليفة وتحرم أكلها. حيث يعتبرون تناول هذه الحيوانات خيانة لأنها تم تربيتها لأغراض أخرى. يعتقدون أنه بعد تغذية الحيوان وتسمينه، أكله يعتبر خيانة له. وعلى الرغم من توافر الكثير من الخيارات الغذائية أمامهم في الغابات، يفضلون عدم تناول الحيوانات الأليفة.

تقديس المياه

ومن أغرب عاداتهم أيضا. يعتبرون المياه مقدسة ويمنعون استخدام الصابون للحفاظ على نقاء مياه النهر. كما يمنعون أيضًا النوم مع الغرباء في بيئتهم.

علاقة وثيقة بالاشجار

ترتبط القبيلة بالأشجار بشكل عميق، حيث تعتبر الأشجار جزءًا هامًا من حياتهم وطقوسهم. على سبيل المثال، عند ولادة طفل جديد، يتم غرس شجرة ودفن حبل سري للطفل تحتها. يتم حماية هذه الشجرة طوال حياة الشخص، ويتم ربطها بشخصيته وهويته. يعتبر قطع الأشجار جريمة قتل أحد أفراد القبيلة، ويجب على كل فرد حراسة شجرته الخاصة وحمايتها.

والجدير بالإشارة انه في بداية حياة كل فرد في قبيلة “أورانج ريمبا”، يتم كتابة اسمه على لحاء شجرة معينة. لتصبح شجرته الثانية ويتعين عليه حمايتها حتى الموت ليتم دفنه بجوارها. لذلك تعتبر هذه الأشجار ذات قيمة كبيرة كمصدر للهوية الفريدة لأفراد القبيلة، وهي تقدس وتعبد تمامًا. ومن هنا يتجذر علاقة قبيلة أورانج ريمبا بالأشجار وتتعزز إحساسهم بالانتماء والروابط الحية الموجودة حولهم في مجتمعهم داخل الغابة، وترتكز هذه الروابط على تبجيلهم العميق لقوة الغابة.

ولكن بالرغم من الروابط الوثيقة مع الطبيعة والأشجار، تواجه قبيلة أورانج ريمبا مستقبلًاً غير مؤكد بسبب التحديات التي تواجهها. يتعرضون لتهديدات مثل تدمير الغابات وتدهور الموارد الطبيعية، وغالبًا ما يتعرضون لصراعات مع جهات خارجية تسعى للاستيلاء على أراضيهم.

والجدير بالذكر أنه على مر العقود، تم تقليص مساحة الغابات المطيرة في إندونيسيا بشكل كبير بسبب الزراعة وصناعة الخشب واستصلاح الأراضي. هذا يهدد بشكل كبير بقاء قبيلة أورانج ريمبا ونمط حياتها التقليدي. يعتمدون على الغابات لتلبية احتياجاتهم الأساسية مثل الغذاء والمأوى والأدوية، وإذا استمر تدهور البيئة والموارد الطبيعية، فسيتعرضون لخطر الانقراض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى