تاريخ ومزارات

حكاية “البقرة الحمراء”.. تفاصيل طقوس تطهير الشعب اليهودي و”هدم المسجد الأقصى”

أميرة جادو 

تعرف البقرة الحمراء في العبرية بعدة أسماء “باراه” أو “دوماه، ويتم استخدام رمادها في تطهير الأشخاص والأشياء التي تلوثت بملامسة جثث الموتى أو أدواتهم.

تفاصيل طقوس تطهير اليهود

وفي هذا الإطار وصف الباحث “حسام نادي”، المتخصص في التاريخ والآثار اليهودية. طقوس البقرة الحمراء، حيث يتم توجيه الأمر بذبح بقرة حمراء بلا بقع ولا عيوب. وإحراقها خارج المعسكر بعد إضافة خشب الأرز والزوفا والصوف المصبوغ باللون القرمزي. ويتم وضع الرماد المتبقي في إناء يحتوي على ماء نقي.

وأردف “نادي”، أنه في عقيدة بني إسرائيل، يتم رش الماء المخلوط بالزوفا على الشخص الملوث بملامسة الجثة لتطهيره من النجاسة. وفي اليوم الثالث والسابع. يصبح الكاهن نفسه الذي يقوم بالطقوس نجسًا، ويجب عليه أن يغسل نفسه وثيابه في ماء جارٍ، ومع ذلك. يعتبر نجسًا حتى مساء ذلك اليوم.

ووفقًا لـ “التلمود”، يجب أن تكون البقرة الحمراء حمراء تمامًا. ولا يجب أن تحوي أي تموجات، ويذكر أيضًا وجود شعرتين سوداوين على ظهرها تجعلها غير ملائمة لتكون بقرة مقدسة تستخدم في هذا الغرض.

مواصفات البقرة الحمراء

وتشمل مواصفات البقرة الموعودة في اعتقاد اليهود على النقاط التالية:

أن تكون حمراء تمامًا، وأن لا تكون قد حلبت من قبل، وأن لا تكون قد استخدمت في أعمال الحمل والحرث، وأن تكون خالية من العيوب الخارجية والأمراض الداخلية، وأن تكون صغيرة السن، ولذلك يطلق عليها اسم “البقرة الصغيرة الحمراء”.

كيف يتم احراق البقرة الحمراء؟

أشار “نادي”، إلى أنه يتم تنفيذ طقوس محددة لتطهير اليهود باستخدام البقرة الحمراء. حيث يتم حرق البقرة واستخدام رمادها في هذه العملية. يبدأ الكاهن بغسل ملابسه وتنظيف نفسه باستخدام رماد البقرة الحمراء.

وتابع “نادي”، أن الكهنة يعتقدون أن اليهود جميعًا غير طاهرين، ولذلك يقومون بتنفيذ هذه الطقوس. يتولى الكهنة هذه المهمة من أجل السماح لليهود بالدخول إلى أرض المسجد الأقصى. المكان الذي يعتبره الأغلبية من الحاخامات مقدسًا ويعتقدون أن دخول أي يهودي إليه يعد خطيئة ومحظورًا، ما لم يتم تطهيرهم برماد البقرة الحمراء. بدون تطهير برماد البقرة الحمراء، كما يعتبر اليهود نجسين ولا يجوز لهم الدخول إلى المكان.

البقرة الحمراء والمسجد الأقصى

كما لفت “نادي”، الى أن بعض حاخامات اليهود يعتقدون أن ولادة بقرة حمراء في أرض فلسطين المحتلة. تعتبر إشارة من الله لبدء طقوس التطهير اليهودية القديمة وبناء هيكل مزعوم في مكان المسجد الأقصى.

والجدير بالإشارة أن تم توليد بقرة حمراء في قرية “كفار حسيديم” قبل بضع سنوات، وأطلقوا عليها اسم “ميلودي”. وادعوا أنها أول بقرة حمراء تولد في فلسطين المحتلة منذ هدم الهيكل القديم على يد الرومان في عام 70م. وقد وضعوا حراسة مشددة حولها وقدموا رعاية بيطرية ممتازة لها. وفي تزامن تحقيقها السن الثالثة. اقتحم أرييل شارون المسجد الأقصى بمرافقة جنود مسلحين.

كما ظلت البقرة تحت حماية 24 ساعة يوميًا، ولم يتم ذبحها لأن الفحص أظهر وجود بعض الشعر الأبيض في ذيلها. وحثت بعض الحاخامات على استخدام البقرة لتكوين قطيع من البقر الأحمر. لكي لا يفشلوا في هجومهم على البقرة.

والجدير بالذكر أن هناك الآن معهد متخصص في الكيان اليهودي يهتم بدراسة البقرة الحمراء. تروج الصحف اليهودية من حين لآخر لظهور بقرة حمراء. وأشهرها كانت بقرة حمراء في “كفار سيديم” التي قيل إنها تنبئ بقرب بناء الهيكل، ومع ذلك، فشلت محاولاتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى