كيف نفترق عن القدرية؟ تعرف على أخطائهم ومنهجهم في العقيدة والفقه
القدرية، القدريّون هم فرقة من المعتزلة التي تضم نحو عشرين مذهبًا مختلفًا. ولهم مشتركات عدة، منها: إنكارهم للصفات الأزلية لله تعالى. وادعاؤهم أنه سبحانه لا يمتلك علمًا ولا قدرة ولا حياة ولا سمعًا ولا بصرًا ولا صفة أزلية. وأضافوا إلى ذلك قولهم “إن الله تعالى لم يكن له في الأزل اسم ولا صفة”.
ما هي القدرية
ومنها زعمهم بمستحيل رؤية الله تعالى بالعيون. وقالوا إنه سبحانه لا يرى نفسه ولا يراه أحد غيره واختلفوا فيه. هل هو مرئي لغيره أم لا، فرضيه بعضهم ونفاه بعض آخر.
ومنها اتفاقهم على القول بحدوث كلام الله تعالى وحدوث أمره ونهيه وخبره. وكلهم يدعون أن كلام الله تعالى حادث وأغلبهم يسمون كلامه مخلوقًا.
ومنها قولهم جميعًا بأن الله تعالى ليس بخالق لأعمال العباد ولا لشيء من أعمال الحيوانات. وقالوا إن العباد هم الذين يقررون أعمالهم وأنه ليس لله تعالى في أعمالهم ولا في أعمال باقي الحيوانات صنع ولا تدبير. ولهذا القول سماهم أهل السنة قدريّة.
ومنها اتفاقهم على دعواهم في الفاسق من أمة الإسلام بالمنزلة بين المنزلتين. ومنها قولهم إن كل ما لم يأمر به الله تعالى أو ينه عنه من أعمال العباد لم يشأ الله تعالى شيئًا منها.
الموجودات أعراض
ومما ذكره فيهم العلامة أبو منصور عبد القاهر بن طاهر: “وفيهم من يدعي أن الموجودات أعراض لا فاعل لها. والكعبي مع جميع المعتزلة ادعوا أن الله تعالى لم يخلق أعمال العباد. وهي أعراض عند من أقر بالأعراض. فظهر خطأ الكعبي في هذا الفصل على رفاقه.
«ومنها دعوى إجماع المعتزلة على أن الله تعالى خلق ما خلق لا من شيء وكيف يجوز إجماعهم على ذلك. والكعبي مع كل المعتزلة، إلا الصلح. يدعون أن الحوادث كلها كانت قبل وقوعها أشياء. والعصريون منهم يدعون أن الجواهر والأعراض كانت في حال غيابها جواهر وأعراضًا وأشياءً. والواجب على هذا الفصل أن يكون الله تعالى خلق الشيء من شيء. وإنما يصح القول بأنه خلق الشيء لا من شيء على أصول أصحابنا الصفاتية الذين نفوا كون المعدوم شيئًا.
«وأما دعوى إجماع المعتزلة على أن العباد يفعلون أفعالهم بالقدرة التي خلقها الله تعالى فيهم فخطأ منه عليهم. لأن معمرًا منهم يدعي أن القدرة فعل الجسم القادر بها وليست من فعل الله تعالى. والأصم ينكر وجود القدرة لأنه ينكر الأعراض كلها. وكذلك دعوى إجماع المعتزلة على أن الله تعالى لا يغفر لمرتكبي الكبائر من تاب منهم، خطأ منه عليهم. لأن محمد بن شبيب البصري والصالحي والخالدي. هؤلاء الثلاثة من شيوخ المعتزلة وهم فقهاء في عقيدة مرتكبي الكبائر قد رضوا من الله تعالى مغفرة ذنوبهم من غير توبة”.
يظهر من ما سبق أن مذهب القدرية يشمل كل المعتزلة. وهو القول بأن الله تعالى لا يخلق أفعال الناس. ولكن الناس إنما يعملون أعمالهم بالقدرة التي خلقها الله تعالى فيهم. فهم أحرار فيما يعملون. أي إن الله تعالى لم يحكم على أحد أن يتجه إلى أي عمل من الأعمال.بل تركه إلى نفسه وعقله يتصرف في أموره على ما يقتضيه هواه. فإن عمل صالحًا أجزي عليه وإن ساء لاقى عقاب ما اكتسبه بيده.



