قبائل و عائلات
الأخارسة القحطانية.. أسياد الحروب والكرم هاجرت إلى سيناء وعاونت السلطان صلاح الدين الأيوبي في حربه ضد الصليبي
حاتم عبد الهادي السيد
تعد قبيلة الأخارسة واحدة من القبائل المصرية العريقة؛
وأغلب تواجدها في منطقة بئر العبد وما حولها؛ وفى وسط
سيناء، كما تنتشر فروعها في أغلب محافظات مصر؛ ولهم
أصول وفروع في المملكة العربية السعودية؛ الأردن
والعراق ؛ بلاد الشام ، فلسطين؛ وغيرها.
كما يسكن الأخارسة في مدينة الحسينية وقراها؛ وتعتبر
قاعدتهم بالشرقية، وفي الزغانوة وغيرها مركز فاقوس
وأولاد صقر وكفر صقر والزقازيق بالشرقية، وفي
السنبلاوين بالدقهلية، وحي الشيخ زايد والمنايف والقنطرة
بالإسماعيلية؛ وفي الإسكندرية والبحيرة والقليوبية، وفي
شمال سيناء من شاطئ البحر المتوسط من غراقد الحسنة
شمال بركة الجمل غربا، إلى قلعة مفرج أو البلّاح على
نحو ساعتين من قلعة الطينة، و قاعدتهم القلس.
كما يتواجدون في شمال سيناء في: قرية بالوظة وتوابعها،
قرية رمانة، قرية 6 أكتوبر، قرية الأحرار، حيث يسكن
المناسوة (الرضاونة).
نسب القبيلة
قال القلقشندي في قلائد الجمان عام 821هـ وفي صبح
الأعشى: إن قبيلة الأخارسة هي أصلاً بطن من طيئ
القحطانية؛ وأيده المقريزي في البيان والإعراب، وذكر أن
الأخارسة والبياضية من ثعلبة من طيئ، والراجح أن
الأخارسة والبياضية أبناء عمومة ونزلوا في زمان واحد
من بلاد الشام، وكلاهما من طيئ، والمعروف أن طيئ من
بلاد اليمن نزحت إلى شمال جزيرة العرب بـ (نجد) قبل
بزوغ شمس الإسلام ثم ملأت السهل والوعر في العراق
والشام، والبياضية والأخارسة من طيئ الساكنين بلاد الشام
منذ الفتوحات وهاجروا إلى سيناء ومصر أيام حروب
السلطان صلاح الدين الأيوبي مع الصليبيين في الدولة
الأيوبية أول القرن السابع الهجري.
وذكر نعوم شقير في تاريخ سيناء في بداية هذا القرن عن
الأخارسة وقال: بلادهم من شاطئ البحر المتوسط من
غراقد الحسنة شمالي بركة الجمل غرباً إلى قلعة مفرج
المعروفة بقلعة البلاح على نحو ساعتين من قلعة الطينة،
وأهم مراكزهم القلس.
وهي قبيلة كبيرة تسكن منطقة رمانة ولها امتداد بمحافظة
الشرقية والإسماعيلية بجهة القنطرة غرب وأهم عشائرها:
الزغاونة، والعسوية، والعطالات، والزوايدة، والرضاونة،
والمناسوة، والعطيات، والخوالدة، وبني عبد، والقطاوية،
والشوابكة.
ولقد ذكرهم المحقق النسابة الشيخ غازي النفاشي الشمري؛
من العراق؛ فقال : لا شك أن قبيلة الأخارسة من القبائل
العربية القحطانية من فرع كهلان ثم من جذم طي بن أدد،
وإن كان هناك رأي ضعيف ينسبهم إلى جذام؛ إلا أنه لا
دليل عليه، ولا مؤيد له إلا اللهم اشتراكهم بالمنزل؛ على
اعتبار أن منازل الأخارسة اليوم كانت منازل جذام قبل أن
يسكن صلاح الدين الأيوبي فيها بعض البطون الطائية،
وعليه فلا كلام لنا في نسبتهم إلى طيئ؛ بعد أن نسبهم إلى
هذا النسب كل من المقريزي والقلقشندي.
قال المقريزي: وبقطيا الأخارسة وبنو بياضة وهم من ثعلبة
، ينهى حديثه المطول بقوله : واستنادا إلى ما تقدم نقول إن
الأقرب إلى الصواب أن الأخرسة أو الأخارسة من بني
الأخرس بن ثعلبة العنيني الطائي ومنهم: الريان بن عنترة
بن الأخرس بن ثعلبة بن صبيح بن معبد بن عدي بن أفلت
بن سلسلة بن عمرو بن سلسلة بن غنم بن ثوب بن معين بن
عتود بن عنين بن سلامان بن ثعل بن عمرو الغوث بن طي
بن أُدد بن زَيْدِ بن يَشْجُبَ بن عريب بن زيد بن كَهْلاَنَ بن
سَبَا بن يَشْجُبَ بن يَعْرُبَ بن قَحْطانَ.
والريان هذا كان معاصراً لابن الكلبي؛ لأن ابن الكلبي
يروي مباشرة عن ابن عمه أبو باسل الطائي؛ أي أنه من
أبناء القرن الثاني الهجري .
وعنهم يقول الباحث أيمن زغروت في كتابه "معجم قبائل
مصر" : الأخارسة واحدهم أخرسي, قبيلة عربية من بني
ثعلبة من قبيلة طيئ القحطانية اليمانية ذات المجد المنيع
والشرف الرفيع، فمن طيئ حاتم الطائي كريم العرب في
الجاهلية وابنه عدي بن حاتم سيد طيئ المخضرم، وهم
الذين قتلوا عنترة بن شداد العبسي، ومنهم اياس بن قبيصة
الطائي ملك الحيرة بعد مقتل النعمان بن المنذر، ومنهم
مجير الجراد الفارس الشهير الذي أجار سربا من الجراد
دخل بيته هربا من صائديه، ومنهم معشي الذئاب الجواد
الشهير الذي ذبح شاة لقطيع من الذئاب ظل يعوي أسبوعاً
من الجوع.
تاريخ قبيلة الأخارسة
سكنت الأخارسة كبيت صغير آنذاك مع قومها ببلاد طيئ،
ثم هاجرت ثعلبة إلى الشام- على قول أيمن زغروت – فلما
بدأ السلطان صلاح الدين الأيوبى جهاده ضد الصليبيين،
استنفر قبائل العرب القوية في الحجاز ونجد والشام للجهاد
فكانت ثعلبة (ومنها الأخارسة؛ البياضية؛ العقايلة) ممن لبى
نداءه وساعده على الأمم الأوروبية العديدة التي تكاثرت
عليه؛ فحضرت من جبلي طيئ في نجد ومن الشام الى
فلسطين.
وذكر ابن الأثير أن صلاح الدين كافأ حلفاءه من قبائل
العرب ممن لبى نداءه، فبعد فتح غزة سنة 583 هجرية
أقطعهم أراضي قريبة منه حتى يسهل عليه استنفارهم، فمن
ذلك إقطاعه وادي قنا بالصعيد للأشراف من آل جماز
الحسينيين، ومنها إقطاعه لثعلبة الطائية (المكونة من بطون
الأخارسة والبياضية و العقايلة وغيرها) شمال سيناء،
وكانت أراضي جذامية منذ الفتح الإسلامي .
أقسام وعشائر قبيلة الأخارسة الطائية
تتكون قبيلة الأخارسة الطائية من جدين رئيسيين هما: بنو
عبد ؛ بنو زيد .
أولا: بنو عبد : وتشمل قسمين كبيرين هما : بنو عبد (عبيد)
وهم : العطيات وهم أولاد عطية وهم عصب بنى عبد؛ ولهم
المشيخة والزعامة، وقد انقسم بنو عبد إلى ما يلى: القسم
الأول : (أ) العطيات (ب) المخالفة (ج) القبايدة أو القبايضة.
والمخالفة: هم أحفاد وأبناء مخلوف وهو أحد أبناء عطية جد
العطيات، حيث إن له عشرة من الأبناء وهو كذلك أخو جد
العطيات الموجود بالقنطرة غرب وسيناء؛ أما القبايدة فهم
عشيرة منفصلة وبينها وبين العطيات والمخالفة علاقات
ووشائج وهم قادمون من الصعيد. ويقال إنهم من أخارسة
الصعيد، وقد دخل فى دم العطيات أنساب كالشلابوة
والرخاوين .
القسم الثانى: أولاد والى: وهم لا يقلون عن العطيات زعامة
وفخراً وعلو مقام ؛ وهم أيضا كثيرون فى العدد ويصل عدد
أجدادهم الأولين إلى سبعة؛ إلا أن زعامتهم للأخارسة
محصورة فى أخارسة الوجه القبلى فى أسيوط بمركز
البداري؛ وهى فى آل عرمانة أبوالى وهو يختلف عن
عرمانة رمانة؛ وقد دخل فى دم أولاد والي بعض الأنساب
كأبى مرجونة؛ وخلافهم .
بنو عبد (وهب): وهم من بنى وهب العيساوية، وهم أبناء
عيسى وهم : (أ) السلالمة (ب) السوالمة (ج) العيساوية (د)
الحساسنة؛ وقد دخلت فى بطونهم بعض الأنساب كذلك من
بنى عبد (وهب) الخوالدة؛ وفى بطونهم أنساب معروفة ؛
ومن أنساب بنى عبد (وهب) الشهابية وهم آل أبوشهاب وقد
دخلت فى بطونهم أنساب معروفة، أما الرقايقة : فهم أولاد
أبو رقيقة .
ثانيا : بنو زيد وتشمل :
1- الرضاوين المناسوة: وهم الرماضين ؛ الزوايدة؛
الرضاونة؛ ومن دخل فى دمهم؛ والجبور، العيطات ومعهم
الباشات والناور والعنافيش ؛ ولهم ينسب أولاد موسى
البدارين فى أبوكبير بمحافظة الشرقية وقيل الرضاوين
المناسوة لاتحاد الرضاوين مع المناسوة الزيدية فى زمن
بعيد.
2 – العطاللات : ( عطا الله ) وهم : أولاد عمارة، سليم،
عبدالرحمن، سويلم .
3 – الجموعة: وهم أبناء جمعة ـ خو جد العطا اللات ؛ وهم
أربعة عشائر: أولاد علاوى (ويختلف عن علاوى
الرماضين)، سالم، سليم، ضيف الله .
4 – الشوابكة: وهم أبناء بركات الشوبكى وكانوا فى فترات
سابقة كثيري العدد وهم : أبوفهيد، أولاد أبولطيف، أولاد
سالم، أولاد عبدالعال، أولاد مراد؛ ومن ضمن الأنساب
التى دخلت فيهم أبو سعدون.
5 – الطعايمة؛ أو العطاونة : وهم أولاد غازى، أولاد
سلطان، أولاد سلامة؛ أولاد أبوعطوان .
أما العشائر التى لم تتحد مع أحد كما ذكروا؛ فهم: النواردة:
وهم أبناء نورالدين ؛ الصوالحة؛ وهم: أبناء صالح ،
الشلايلة، وهم أبناء أبوشليلة ؛ وكان معهم الرقايقة؛ إلا أنهم
فضلوا البقاء مع العيساوية، الشهابية، الخوالدة، وكذلك:
الشلالدة؛ أو الجلالدة – وهو الأصوب- والزغانوة ،
والمشارفة وجدهم مشرف؛ أبو المشارفة؛ وقد أدخل فى
عباءتهم أنساب أخرى هم: آل عمار العمامرة؛ الجادلات،
الجوافلة، العرمانة .