قبائل و عائلات

«السينتينليز».. حكاية قبيلة منعزلة من العصر الحجري ترفض الاتصال مع العالم

أميرة جادو

بالرغم من انتشار الحضارة والتكنولوجيا في كافة أنحاء دول العالم وتغيير طرق المعاملة والمعيشة في كل مكان حتى المناطق القروية النائية التي لم تصل إليها أحدث تطورات البشرية، بها بعض سمات الحداثة، فيما عدا شعب «السينتينليز» الذي اختار الحياة في عزلة منذ بداية الخلق وحتى الآن.

وهم السكان الأصليون لجزيرة نورث سينتل الهندية، وهي إحدى الجزر المنعزلة التي ترفض أي اتصال بالعالم الخارجي، حتى اشتهروا بلقب آخر القبائل التي ظلت بمعزل عن الحضارات الحديثة، ولكنهم في الوقت ذاته يذاع عنهم صفات الوحشية والتخلف.

ممنوع الاتصال بالعالم

سكان هذه الجزيرة يرفضون أي محاولة للاتصال معهم بعنف، ويتمسكون بالحياة البدائية، لدرجة أنهم لا يعرفون طريقة لإشعال النار، كما أنهم يستقبلون من يحاول الوصول إليهم بالرماح والسهام، ويطاردونهم حتى الموت، ومن ثم يدفنونهم بمقابر ضحلة موجودة على الجزيرة.

يتغذى «السينتينليز» على صيد الأسماك وجمع النباتات البرية وجوز الهند، مستخدمين «حرابا» تشبه الأقواس، التي كانت تستخدم قديما في الصيد، علاوة على الشباك.

الحياة اليومية

يعيش أفراد تلك الجزيرة في عائلات مكونة من 3 إلى 4 أشخاص في أكواخ بدون جدران، ومجهزة بالرماح والأقواس التي تستخدم في الصيد للتصدي لأي عنصر بشري دخيل، ويمكنها إصابة هدف على مسافة 350 قدما.

وفي السياق ذاته، أكدت العديد من الدراسات أن “سينتينليز” هم قبائل عاشت فوق تلك الجزيرة لمدة تصل إلى 55 ألف عام، أي 35 ألف عام قبل العصر الجليدي الأخير، ويفوق عددهم في الوقت الحالي مئات الآلاف من الهنود، الذين استقروا في الجزيرة طوال العقود الأخيرة.

القوارب

تسببت العزلة التي فرضها أهل الجزيرة على أنفسهم والعالم في قلة المعلومات المعروفة عنهم، إلا عن طريق بعض القوارب التي تقف على مسافة تبعد عن الجزيرة، بما يكفي لعدم إصابة سهام من أبناء القبيلة لهم، والتي عرف من خلالها طراز ملابس نساء ورجال القبيلة الذي يتمثل في خيوط من الألياف مربوطة حول الخصر مع عصب الرؤوس، بينما يرتدي الرجال القلائد والعصابات بحزام خصر سميك، ويحملون باستمرار الرماح والأقواس والسهام.

قال راقبي الجزيرة من مسافات بعيدة أن سكان جزيرة سينتينليز يتمتعون بصحة جيدة ويزداد عددهم باستمرار، كما لاحظ المتابعون وجود الكثير من الأطفال والنساء الحوامل.

وعلى مدى عقود طويلة، حاولت السلطات الهندية التقرب أو إقامة علاقات ودية مع سكان هذه القبيلة، فخلال السبعينيات من القرن الماضي قامت السلطات الهندية برحلات بين الحين والآخر إلى الجزء الشمالي منها لمصادقة القبيلة، بناء على طلب من كبار الشخصيات الذين أرادوا المغامرة.

وفي إحدى تلك الرحلات تركت الحكومة خنزيرين ودمية على الشاطئ، فقام أبناء الجزيرة برمي الخنازير ودفنها، إلى جانب الدمية، بعدها أصبحت مثل هذه الزيارات أكثر انتظامًا في الثمانينيات، حيث استمرت الفرق الحكومية في الهبوط في مكان بعيد عن متناول السهام، وترك الهدايا مثل جوز الهند والموز وقطع من الحديد.

في بعض الأحيان أبدى “السنتينيليز” إيماءات ودية وفي مرات أخرى كانوا يأخذون الهدايا في الغابة، ثم يطلقون السهام على عناصر الفرق المرسلة إليهم.

في عام 1996 توقفت مهمات إسقاط الهدايا، وبدأ العديد من المسئولين التشكيك في الحكمة من محاولة الاتصال بأشخاص يتمتعون بصحة جيدة وتمكنوا من زيادة عددهم خلال 55 ألف عام، مؤكدين أن التواصل المستمر مع السنتينيليز سيكون له عواقب مأساوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى