رؤى الشرفاء الحمادي.. رحل (2023 ) والصراعات مستمرة، فهل نعود إلى الله في (2024)؟
رؤى الشرفاء الحمادي.. رحل (2023 ) والصراعات مستمرة، فهل نعود إلى الله في (2024)؟
مضى عام (2023) بآلامه ومآسيه وصراعاته وحروبه، وأقبل عام (2024) ولا نعلم ماذا يخفي في طياته، ولذلك خصصنا افتتاحية (مجلة العرب) في العام الجديد، للتذكير بأبرز وأهم الأطروحات والمعالجات والتحليل والرؤى التي قدمها المفكر العربي الكبير، الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي، حول الأحداث العربية.. من خلال استعراض ملخص الافتتاحيات التي كتبها في المجلة خلال عام (2023)، ومنصة مركز العرب الرقمية، والتي ناقش فيها كل الأحداث الجِسام التي مرت على وطننا العربي.
اتِّباع منهج الله
ثم نستعرض أهم وأبرز النصائح والتوصيات التي قدمها الكاتب إلى الشعوب العربية والإسلامية، حتى تنهض وتعمها الرحمة والسلام والعدل، وتغادرها الفرقة والصراع والخلاف، والتي أوجزها في اتباع التوجيهات الإلهية التي جاءت في (القرآن) الكريم خلال ثلاثة مواضع: أولها قول الله تعالى: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ). وثانيها: قوله عزَّ وجل: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا). وآخرها قوله تعالي: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ).
عامٌ من الفِكر والتنوير
خلال العام الماضي (2023) وعلى مدار (12 مقالاً فكرياً)، افتتحنا بها مجلة العرب الشهرية، و(52) مقالاً يُنشر أسبوعياً
(كل جمعة) في المنصة الرقمية للمركز، بقلم المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي، يناقش فيها قضايا مختلفة ويقدم معالجاتٍ واضحة مستنيرة وقابلة للتطبيق في مجالات(السياسية، والاقتصاد، والثقافة، والاجتماع، والفكر التنويري)، ولذلك شرعنا في عرض مقتطفاتٍ من أطروحات الشرفاء لنذكر القارئ ببعض ما تم طرحه ومعالجته في منابر المركز خلال عام (2023)، آملين أن نكون قد ناقشنا قضايا حقيقيةً وقدمنا أفكاراً تساهم في رفع الوعي لدي الشعوب العربية والإسلامية، وهو دورنا الذي عاهدنا عليه متابعي المركز منذ اليوم الأول .
قضايا شائكةٌ ومعالجاتٌ محكمة
لقد قدم الشرفاء الحمادي أطروحات متنوعة، وقدم معالجاتٍ لقضايا شائكة.. في السياسة قدم مقترحاً حول الوحدة العربية، وتحدث عن أحداث يناير 2011، وثورة 30 يونيو، وأحداث السودان وليبيا وفلسطين، وقدم نصائح للفصائل الفلسطينية المختلفة، كما وضح دور القوة التي تفرض الحق، وألقى الضوء على أهمية مساندة الشعب المصري للرئيس السيسي، الذي يعد قيادةً تاريخية لن تتكرر، وكيف استطاع أن يوقف مخططات المتربصين بمصر وأمنها.
تصحيح المسار والعودة إلى الله
وفي الخطاب الديني، قدم عددًا كبيراً من الأطروحات حول تصحيح المسار والعودة إلى الخطاب الإلهي، حتى نعود إلى الاعتصام بحبل الله عز وجل، ونخرج من دائرة الصراع والخلاف والفرقة، كما وضح بعض المسائل المتعلقة بشهر رمضان والناسخ والمنسوخ في القرآن، والأضحية.. وغيرها من أمور الدين.
وإليكم بعض الأطروحات في (2023) بشكلٍ مقتضب
أولاً: في السياسة
أولاً: مؤامرة يناير كشفت السرائر
يقول الشرفاء الحمادي عن ثورة يناير (2011 )
لقد تم التخطيط لتغيير النظام وإسقاط الدولة فى مصر منذ سنة 2006م، وقد شاركت فى إعداده المخابرات الأمريكية ووزارة الخارجية الأمريكية، بشهادة وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، التى اعترفت فيها بالتعاون مع الإخوان لإقامة دولةٍ إسلامية فى سيناء، وتقسيم الدولة المصرية حتى لا تهدد أمن إسرائيل فى المستقبل، واتخاذ كل ما يلزم لتهيئة المسرح السياسي فى مصر لتسليم جماعة الإخوان الإرهابية حكم مصر، والعبث بمستقبل الشعب المصري، وتكريس تخلفه وتعطيل خطة التنمية وتفتيت الجبهة الداخلية وتهديد الوحدة الوطنية.
ثانياً: الثلاثي المقدس
يقول الشرفاء الحمادي أن الثلاثي المقدس (الشعب، والجيش، والشرطة) سوف يظل صمام الأمان، لاستمرار تقدم مصر وتطورها، لتستطيع أن تمد يدها لأشقائها العرب في كل مكان، وتكون لهم الدرع الواقي من مؤامرات العدوان في كل زمان ومكان. تحيا مصر قويةً عزيزة لا تهزها أعاصير الشائعات ولا عواصف الأكاذيب، ولن يؤثر فيها فئران التجارب، وسيُهزم الجمع ويولون الدبر.
ثالثاً: 30 يونيو ثورة الروح
تحدث المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي عن ثورة (30) يونيو المجيدة في مصر، والتي وصفها بثورة الروح، إذ تحدث في مقاله بشكلٍ مقتضب عن إنقاذ ثورة (30) يونيو مصر من الضياع، إذ تحدى الشعب المصري كل الجبابرة والذئاب والثعالب الذين خططوا لاختطاف الدولة المصرية، وباستدعاء أرواح الماضي وجينات المصريين التي تعرف العلم والتوحيد، وقضت على مساعي الخونة من اختطاف مصر.. مقالٌ يوضح كيف نجح الشعب المصري في إقصاء المتآمرين والخونة..
رابعاً: شهادة الشرفاء عن دور الشيخ زايد في حرب أكتوبر
تحتفل مصر كل عامٍ بنصر أكتوبر العظيم، وعن هذا النصر المبين قال المفكر العربي الكبير علي محمد الشرفاء الحمادي عن جانبين في هذا النصر: الأول، العزيمة والفكر والقوة التي تحلى بها الجيش المصري العظيم على مستوى القيادة والأفراد، والثاني، دور الشيخ زايد التاريخي لدعم مصر، فيصف مشاهد الجانب الأول ويقول: “إن جنود مصر البواسل استطاعوا تحقيق المعجزة العسكرية وقلب الموازين، عندما حطموا خط بارليف ودكوا حصون العدو وتفوقوا على الدعم الأمريكي الأوروبي لإسرائيل”.
ويضيف الشرفاء عن الدعم العربي “إن الشيخ زايد قال كلمته التاريخية، وكنت شاهد عيان عليها حين قال: (إن البترول العربي ليس أغلى من الدم العربي)”.
واختتم الشرفاء مقاله قائلاً: “حفظ الله مصر وسدد خُطى قادتها العظماء الذين حققوا النصر، وأيد فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي بالنصر والنجاح على أعداء مصر في الداخل والخارج.. وإنها لمنصورة إن شاء الله”.
خامساً: مقترح الوحدة والتضامن العربي
قدم المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي دراسةً واقعية لحل كل الأزمات العربية من خلال رؤيةٍ وإستراتيجية قابلة للتنفيذ على أرض الواقع في الوطن العربي، وعلى كافة المحاور السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية، بعنوان (دراسةٌ استشرافية للقرن الحادي والعشرين.. رؤيةٌ مستقبلية لأزمات الوطن العربي)، وذلك من خلال محاور سبعة يجب العمل عليها، حتى نحقق الاستقرار والتنمية في الوطن العربي، ويصبح وطننا قوياً مؤثراً دون (نزاعات وخلافات وحروب)، ويغادرنا الفقر والجهل، وتحل التنمية والرخاء والسلام بيننا.
سادساً: الوحدة العربية تخلصنا من التشتت والفرقة
يقدم المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي، رؤيةً موضوعية حول تأسيس وحدةٍ عربية تهدف إلى التخلص من التشتت والصراعات والفرقة التي تسببت بشكلٍ مباشر في تخلف بعض الدول وضياع ثرواتها، ويذكرنا الكاتب بما تملكه الدول العربية من خيراتٍ ونعمٍ حباها الله بها، ثم يضع لنا رؤيةً للمعالجة وتحقيق الهدف، من خلال إنعاش الطاقات العربية المهدرة من خلال منهاجٍ عربي، وتعاونٍ مشترك وفق آلياتٍ محددة، وترسيخ مفاهيم الوحدة، والتحرر من السلبية، والتخلص من الإرهاب والتطرف، والنظر في الحقوق التي أقرتها الشرائع السماوية وفق مراد الله، واحترام القوانين والتأكيد على الوحدة، والتشاور والتنسيق بين القادة العرب، والإخلاص والنصيحة الصادقة، والمحبة والتكاتف.
واختتم الشرفاء قائلاً: “تلك خواطر وأماني مواطن يعيش هموم أمته، ويتألم لما آلت إليه علاقاتها من خلافاتٍ لا تجد طريقاً لحلها”.
سابعاً: شكراً إسرائيل.. لقد كشفت حرب عزة عورتكم!
قدم المفكر العربي الكبير علي محمد الشرفاء الحمادي، طرحاً جديداً تحت عنوان شكراً إسرائيل، إذ وضح الكاتب أن حقيقة اليهود الإجرامية الوحشية ظهرت للعالم في الحرب الأخيرة على غزة، وأسقطت الحرب مصطلح أنهم شعب الله المختار، وكشفت عورتهم وزيفهم وخداعهم التاريخي للعالم الذي أسس له من خلال خطابٍ إعلامي مزيف تم فيه حجب الحقيقة، بعد تزوير وتحريف التوراة والإنجيل، وإدخال الإسرائيليات على الإسلام، والتي نالت منه. ثم وضح الشرفاء الأسباب الحقيقية وراء إحساسهم بالاضطهاد والمظلومية حين قال:
“لقد وضعوا دستور الحكم لليهود وتشريعاته من قبل أحبار اليهود وحاخاماتهم، المتعصبين والغاضبين مما عايشوه في الدول الأوروبية من اضطهادٍ وإذلال ومعاملةٍ غير كريمة، ومما ذاقوه أثناء الحروب العالمية من مطارداتٍ وقتل وسفك دمائهم، والمجازر الدموية التي قضت على عشرات الآلاف منهم، فجعلت تفكيرهم ينحرف وإنسانيتهم تموت”..
ويختتم الكاتب مقاله الذي جاء بعنوان (شكراً) ليؤكد أن وحشية الصهاينة في غزة أظهرت عورتهم وكشفت حقيقتهم للعالم، ليقول لهم: “شكراً على أنكم أظهرتم حقيقتكم من خلال إجرامكم ووحشتيكم في فلسطين”.
ثامناً: صنَّاع الاحتلال لن يساندوا المقاوم
هكذا ضاعت فلسطين وهكذا تعود
في هذا المقال يوضح المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي حقيقة القاعدة الحياتية الثابتة، التي تؤكد أنَّ من يملك القوة يملك الحق، حتى لو كان هذا الحق باطلاً، وهذا مبدأ الأزلية التي تؤسس لقاعدة (القوة تفرض الحق)، فلا مكان في الحياة للضعفاء حتى لو كانوا أصحاب حق، وهذا ينطبق على ما يحدث لأشقائنا في فلسطين، من خلال المشاهد الدموية الباكية والجرائم التي يرتكبها الصهاينة وحلفاؤهم في العالم في حق أوطاننا، وفي الجزء الثاني من المقال تحدث الكاتب عن سيناريوهات احتلال الأراضي الفلسطينية بشكلٍ تحليلي ومبسط، منذ بدء المؤامرة الدولية لإيجاد وطنٍ لليهود وحتى اليوم، ثم وضح نقطةً مهمة وجوهرية في القضية، وهي أن من أنشأ إسرائيل ومكن لها في فلسطين هم الغرب، من خلال تفريق وتمزيق الوطن العربي، وتحقق لهم ذلك عندما غابت العقول العربية، ولذلك ليس غريباً أن تدعم أمريكا وبريطانيا والغرب إسرائيل، لأن الكيان المحتل مشروعهم التاريخي لتفريق العرب وتفكيك وحدتهم ونهب ثرواتهم.
ثم ذكر الكاتب الأسباب الحقيقية التي أدت إلى ضياع فلسطين، كما وضع معالجاتٍ حقيقية لعودة الأرض من خلال الوحدة التي تخلق القوة.
تاسعاً: استمرار الخلافات بين القيادات الفلسطينية يضيِّع الفُرص ويهدد مستقبل القضية
قال المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي، إن الفرقة والخلاف التاريخي بين القيادات الفلسطينية، هي السبب الأول في ضياع أرض فلسطين التاريخية، وقتل وتشريد شعبها على يد الاحتلال الصهيوني، وذلك منذ قرار الأمم المتحدة رقم (181)، القاضي بتقسيم الأراضي الفلسطينية على دولتين (عربية ويهودية)، وكان غياب تمثيل فلسطين بسبب الاختلاف والصراع بينهم على مَن يمثلهم في التفاوض، من أهم الأسباب التي أدت لضياع الحقوق، واستأثر الصهاينة بالأمر، واستغلوا الفرصة في بناء المستوطنات وتسكين اليهود المشردين من أوروبا والعالم، وضاعت أرض فلسطين التاريخية، بسبب الصراع الداخلي الذي مكَّن الإسرائيليين من تنفيذ مخططهم الإجرامي.
ويؤكد الشرفاء الحمادي أن استمرار الخلاف والصراع سيضيع القضية، ويقوِّض فرص إعادة الحقوق، ويدفع الشعب المغلوب على أمره وحده الثمن، إذ يُقتلون ويسحقون تحت أنقاض العمارات من خلال استهدافٍ وإجرام صهيوني ممنهج، في المقابل يبقي القادة المتناحرون المختلفون، يعيشون مترفين مع أبنائهم في قطر، آمنين على أرواحهم، مستمتعين بحياتهم، محافظين على ثرواتهم، فلا يهمهم عشرات الألوف من الأبرياء القتلى.
عاشراً: الشرفاء الحمادي: إرادة الفتَّاح اختارت عبد الفتاح
هنأ المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي، رئيس ديوان الشيخ زايد السابق، الشعب المصري باختياره الرئيس عبد الفتاح السيسي لقيادة مصر في المرحلة المقبلة وحتى 2030.
وقال إنَّ إرادة الله اقتضت أن يكلف أحد خلقه ليتسلم أمانة الارتقاء بالمستوى المعيشي لأبناء الشعب المصري، ويعيد بناء حضارته ويحشد قدرته وقوته لتوظيفها في تأمين متطلبات المواطنين، وما يهم أمر حياتهم ومستقبلهم.
وأضاف: (نظرًا للأعباء والمسؤوليات الجِسام التي اختارك القدر للقيام بها لنهضة جمهورية مصر العربية والارتقاء بإمكانيات شعبها لتحقيق الاستقرار والأمان لرفع مستوى معيشة المواطن وحماية كرامته الإنسانية، من تأمين السكن الصالح للاستخدام الآدمي، وتحقيق الاكتفاء الذاتي له ولأسرته، ليعيش في وطنه مكرمًا معززًا لا يخاف من حاضره ولا يقلق من مستقبله).
ثانياً: في الفِكر والتنوير
أولاً: شهر رمضان والعودة للقرآن
يقول الشرفاء الحمادي أنَّ صيام شهر رمضان وسيلةٌ فقط تهدف إلى الوصول لغايةٍ منشودة وهي التقوى، وهذا واضح في قول الله عز وجل: (يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ). (البقرة: 183).
والتقوى هي أداء تكاليف العبادات كما أمر الله، والخوف منه يوم الحساب الذي يمنعه من ارتكاب أنواع المعاصي كافةً، وكفّ الأذى والعدوان والبعد عن الظلم والبغي، والتقرب إلى الله بتلاوة القرآن والتدبر في آياته، واتباع ما أنزل الله وما حرمه، قال تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ). (المائدة: 2).
ثانياً: ليلة القدر مضت وانقضت ولن تعود
قال المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي، إن الله عز وجل قريبٌ من عباده في كل زمانٍ ومكان، وهذا ما جاء في القرآن الكريم في قوله: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ).
ثم يؤكد أن ليلة القدر هي الليلة التي نزل فيها القرآن، وقد مضت وانقضت منذ أكثر من أربعة عشر قرناً، ولن تعود مرة أخرى، ويطالب الكاتب المسلمين بالاستعداد في هذه الليالي من شهر رمضان بالعودة إلى الله، وفتح صفحةٍ جديدة مع الحي القيوم من خلال التوبة والاستغفار واتباع منهج الله القويم.
ثالثاً: المنهج الإلهي في العبادات (الأضحية)
تحدث الأستاذ علي الشرفاء الحمادي، عن المنهج الإلهي الصحيح في العبادات، إذ وضَّح أن الله عز وجل (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا)، وبذلك الحج يُفرض على المسلم في حالة الاستطاعة، والأضحية تسنُّ في حالة الاستطاعة أيضاً، فالله عز وجل يريد أن يعرف الناس الهدف الحقيقي من العبادة حتى لا تتحول إلى عادة تفعل دون وعيٍ أو إدراك، هذا الأمر ينطبق على كل فروض الإسلام من صلاةٍ وزكاة وحج، فالغاية في العبادات التقرب إلى الله.
رابعاً: جوانب مضيئة في هجرة الرسول من مكة إلى المدينة
وضح المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي الأسباب وراء هجرة الرسول من مكة إلى المدينة، قائلاً: (لقد تحمَّل الرسول عليه الصلاة والسلام الظلم والمعاناة، وترك وطنه وأهله في سبيل إيصال الأمانة وتبليغ الرسالة، بعد أن حاصره أصحاب المصالح والمنافع الذين أدركوا أن رسالة الإسلام بما فيه من رحمةٍ وعدل وصدق وسلامٍ، ستكون خطراً كبيراً على مصالحهم، وسوف تعري أكاذيبهم وتكشف ألاعيبهم التي خدعوا بها الناس من خلال رواياتٍ وأساطير وتحريفٍ واضح لكل ما جاء به الأنبياء والمرسلين قبل الرسول من كتبٍ سماوية لهداية الناس إلى الطريق المستقيم، وما حرَّمه عليهم من ظلم الناس وقتلهم الأنبياء، ولذلك هاجر الرسول عليه الصلاة والسلام مضطرًا إلى (المدينة) لتبليغ دعوته).
خامساً: الناسخ والمنسوخ في القرآن
وجه المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي سؤالاً إلى الذين يقولون إن آيات القرآن الكريم بها ناسخٌ ومنسوخ، قائلاً لهم: “إن الله أتم الرسالة، وقال لرسوله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ)، فبأي منطق تحكمون أيها الجهلاء على رسالة الإسلام أن بها ناسخاً ومنسوخاً؟ والله يقول (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)؟. فكلام الله ليس به نسخٌ أو تبديل أو إزالة لأنه مقدس واضح البيان والأحكام من خبير عليم، وما تتحدثون به من كلام ينم عن جهلكم وعن نواياكم الخبيثة لخلق بلبلةٍ خطيرة لدى الناس في العقيدة الإسلامية.
في النهاية نقول:
إن المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي أكد خلال كل أفكاره وأطروحاته التي قدمها خلال عام (2023) على ضرورة أن نقف مع أنفسنا وقفةً جادة عام (2024 )، ونعود إلى تطبيق منهج الله عز وجل الحقيقي، الذي ينهي كل الخلافات والصراعات ويؤسس للرحمة والعدل والحرية والسلام، جاء في الآيات الثلاثة التالية: الأولى: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ). والثانية: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا). والثالثة: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ).
وهي تشكل الجانب الأكبر من استقرار الشعوب والأمم وتقدمها ونمائها، وهي أيضاً أبرز ركائز أفكار الشرفاء الحمادي..
عامٌ جديد نتمنى فيه العودة إلى الله.