حوارات و تقارير
أسد الدين شيركوه: الفاتح الثاني لمصر
أسد الدين شيركوه هو أحد أبرز القادة العسكريين في العصور الوسطى. كما ساهم في تحرير مصر من الحكم الفاطمي والصليبي. وفتح الطريق لإنشاء الدولة الأيوبية. وهو عم صلاح الدين الأيوبي. وشقيق نجم الدين أيوب. ومن أصل كردي.
من هو أسد الدين شيركوه
ولد أسد الدين شيركوه في بلدة دوين في أرمينيا في القرن الثاني عشر الميلادي. كما نشأ في تكريت، حيث كان أبوه شاذي بن مروان والياً عليها. انضم إلى خدمة الأمير بهروز، قائد شرطة بغداد، ولكنه انشق عنه بعد أن ساعد الأمير عماد الدين زنكي، مؤسس الدولة الزنكية، في عبور نهر دجلة. انتقل إلى الموصل، حيث أصبح من أمراء وقادة عماد الدين زنكي، وشارك في حروبه ضد البيزنطيين والصليبيين والمغول.
بعد وفاة عماد الدين زنكي في عام 1146 م، خلفه ابنه نور الدين زنكي. كما استمر في الجهاد ضد الصليبيين والفاطميين. وكان أسد الدين شيركوه من أقرب الناس إلى نور الدين، وأشجع قادته، وأكثرهم خبرة وحنكة. كما أرسله نور الدين ثلاث مرات إلى مصر، لمواجهة التهديد الصليبي، ولإنهاء الحكم الفاطمي، ولنشر السنة في البلاد.
في أول مرة، سار إلى مصر في عام 1164 م، بناء على طلب شاور، وزير العاضد الفاطمي. الذي كان متنازعاً مع ضرغام، وزير آخر. وقد هزم الجيش الفاطمي، وأعاد شاور إلى الوزارة، ولكنه انقلب عليه، وطلب مساعدة الصليبيين. الذين أرسلوا جيشاً بقيادة الملك أمالريك، ملك القدس. وقد اندلعت معركة بين الجيشين الزنكي والصليبي عند بلبيس. وانتهت بتسوية سلمية، بموجبها عاد إلى الشام. كما حصل الصليبيون على مبلغ من المال.
هجوم من الصليبيين
في الثانية، عاد إلى مصر في عام 1167 م. بعد أن طرد شاور ضرغام، وتحالف مع الصليبيين. وقد حاصر القاهرة، وأجبر شاور على الاستسلام. وأصبح وزيراً مكانه. ولكنه تعرض لهجوم من الصليبيين، الذين كانوا يريدون الاستيلاء على مصر. وقد دافع أسد الدين شيركوه ببسالة. وأجبرهم على التراجع، وأقام معاهدة معهم، بموجبها تنازلوا عن مطالبهم المالية، ووافقوا على سلام مؤقت.
في الثالثة، غادر مصر في عام 1168 م، بعد أن توفي العاضد. وخلفه ابنه العظيم. وقد انتهك الصليبيون الهدنة، وهاجموا بلبيس، وحرقوا الإسكندرية. كما استنجد العظيم بنور الدين زنكي، الذي أرسله مرة أخرى إلى مصر، بجيش أكبر، ومعه ابن أخيه صلاح الدين. وقد وصل أسد الدين شيركوه إلى مصر في عام 1169 م. وهزم الصليبيين في معركة البابين، ودخل القاهرة، وأصبح وزيراً للعظيم. ولكنه لم يدم طويلاً في الوزارة، فتوفي بعد شهرين من توليها، بسبب خراج في الحلق.
وقد خلفه في الوزارة صلاح الدين. كما أطاح بالحكم الفاطمي. وأعلن الولاء لنور الدين زنكي. وأسس الدولة الأيوبية، وواصل الجهاد ضد الصليبيين. وفتح القدس والشام والعراق واليمن والحجاز. كما كان معلماً وقدوة لصلاح الدين، ومن أهم الرجال الذين ساهموا في تاريخ الإسلام والحضارة العربية.