حوارات و تقارير

“صُنّاع الحياة.. من الوطن وإليه”.. أحمد موسى المدير التنفيذى لمؤسسة صُنّاع الحياة: نحن خُدّام الفقراء |حوار|

تطوير مدينة بئر العبد تحت شعار «حق أهل سيناء علينا».. وقروض لإنشاء مشروعات صغيرة ومتناهية الصِغر للشباب

 

تحديث الحضانات وبرامج البرمجة الرقمية من أعظم إسهامات المؤسسة لتنمية المجتمع

 

واجهنا البرد بـ«حملة الشتاء» وبناء أسقف المنازل وتوفير الأغطية .. ولأول مرة إيداع مبالغ للمحتاجين بمحال الملابس ليتمكنوا من شراء ما يريدون

 

تطوير المدارس ومعامل الكمبيوتر في بنى سويف ضمن مبادرة «تعليم المبتدئين لغة العصر»

 

«الناس لبعضها» مبادرة صُنّاع الحياة لتوصيل احتياجات المتضررين من «كورونا »

 

المؤسسة أمّنت توصيل المساعدات لمتضررى الوباء من خلال فروع «فورى» و«ضامن» بمنافذ البقالة 

 

نجاح ساحق لمبادرة «عِيشة وهوية» بالتعاون مع اتحاد البنوك.. وتحت شعار «من عشوائية إلى عيشة وهوية»

  

تسوية «تبّة الجبال» لتسهيل المواصلات لأهلنا فى حلايب وشلاتين.. ورحلات لزيارة القاهرة لتعريف الشباب ببلدهم

 

حفر وتطهير 50 بئرًا سطحية.. وإقامة 200 مشروع صغير لـ200 أسرة فقيرة لإخوتنا فى سيناء

 

دعاء رحيل

 

قديما قالوا إن «اليد التى تقدم الورد لا بدّ أن يعلق بها عبيرها» .. هكذا هو العطاء أسمى الصفات البشرية، وما أقدس العطاء إذا كان خالصا لوجه الوطن وفي خدمة الفقراء والمحتاجين أينما كانوا، مع الأخذ في الاعتبار الحفاظ على كرامتهم وأسرارهم وخصوصياتهم..

مؤسسة «صُنّاع الحياة» تجسد المعنى الحقيقي لهذا العطاء في حب مصر دون كلل، ومنذ إنشائها تكفلت المؤسسة بعشرات المشروعات والمبادرات التي غيّرت طبيعة ووجه الحياة لدى قطاع كبير من المصريين، في مبادرات مجتمعية هدفت أولا وأخيرا لرفع مستوى الحياة والمعيشة لدى من يحتاجون ليد المساعدة والتطوير وتغيير نمط حياتهم للأفضل.

و«صُنّاع الحياة» مؤسسة أهلية وطنية غير حكومية وغير هادفة للربح، تأسست عام 2011 ومسجلة مركزيا برقم قيد 839 لسنة 2018 وتعمل طبقا لقانون الجمعيات والمؤسسات الأهلية المصري، تعتمد المؤسسة على التطوع وتعمل منذ نشأتها على تنمية الشباب لبناء قدراتهم من أجل العمل على تنمية المجتمعات.

 

«صوت القبائل» التقت المهندس أحمد موسى، المدير التنفيذي لـ «صُناع الحياة»، الذي كشف عن أهم المبادرات التي تبنتها المؤسسة والمشروعات القائمة لتطوير المجتمعات الأكثر احتياجا وما هو قادم ومستهدف من مشروعات في سياق الحوار التالي..

 

* في البداية حدثنا أكثر عن مؤسسة صُناع الحياة ودورها وتأثيرها في المجتمع المصري؟

 

بدأت مؤسسة صُناع الحياة عام 2011 وهي مؤسسة تنموية والمفهوم الأكبر فيها يعتمد على التطوع وكان يوجد جمعيات شريكة لها في عام 2004 بنفس الاسم «صُنّاع الحياة» بدأت في جميع محافظات مصر، ومن أكثر المشروعات التي تركز عليها المؤسسة، المشروعات الصغيرة أو المشروعات المتناهية الصغر، وكيفية دعم الأسر الصغيرة بداية من متابعة فريق خاص بالمؤسسة من داخل كل محافظة ويكون دور الفريق إجراء بحث اجتماعي للأسر لمعرفة الأسر المستحقة.

 

*ما طبيعة هذه المشروعات؟

 

أغلب المشروعات يكون في مجال محلات البقالة والدواجن وغيرها على نفس المنوال، كما تبنت صُناع الحياة مشروع «محو الأمية» وكان الراعي الرسمي له شركة «فودافون» وتم إنجازه على مرحلتين ونجحنا في محو أمية 130 ألف شخص، ثم بدأت المؤسسة في التوسع بالمشروعات التنموية والتداخلات القوية مع الدولة، خاصة في شبه جزيرة سيناء بالتعاون مع القوات المسلحة، وهناك تجربة أخرى في المناطق الحدودية مثل حلايب وشلاتين، كما تتواجد «صُناع الحياة» في 25 محافظة، وتعتمد المؤسسة في عملها على فكرة «التطوع» حيث يوجد لدى المؤسسة آلاف المتطوعين.

 

*من أعضاء مجلس أمناء مؤسسة صُنّاع الحياة؟

 

يضم المجلس كوكبة من رجال مصر الوطنيين، من بينهم الدكتور مهندس محمد يحيى رئيس مجلس الأمناء، اللواء محسن النعماني عضو مجلس الأمناء، اللواء أحمد زغلول مستشار مجلس الأمناء، الدكتور أحمد جمال الدين، وزير التعليم الأسبق، الدكتور عمرو عزت سلامة وزير التعليم العالي الأسبق والدكتور حسن القلا، صاحب سلسلة مدارس المستقبل، بجانب مجموعة من الشباب الموجودين في مجلس الأمناء.

 

* هل يوجد لدى مؤسسة صُنّاع الحياة مشروعات مشتركة مع الدولة؟

 

بالتأكيد.. فهناك توافق وتنسيق كبيران بين صُناع الحياة ومؤسسات الدولة، وأهمها المشاركة في المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي وهي عبارة عن إعمار آلاف المنازل، التي تم إعمارها داخليا وخارجيا، وكانت مؤسسة صُناع الحياة من المؤسسات المتميزة التي أنهت مهمتها في المواعيد المحددة من وزارة التضامن، وانقسم المشروع ما بين إعمار البيوت والعمليات الجراحية. وتميزت صُناع الحياة في المهام التي اضطلعت بها على أكثر من وجه.

 

*ما أبرز المشروعات التي تميزت بها صُنّاع الحياة؟

 

مشروع تطوير الحضانات بالاشتراك مع وزارة التضامن الاجتماعي، وهو عبارة عن تطوير البنية التحتية للحضانات، بالإضافة إلى التدريب داخل الحضانات والذي يعتبر من أكبر المشروعات التي عملت بها «صُناع الحياة»، وهناك جانب آخر له علاقة بالشركات الكبيرة مثل سامسونج واتحاد البنوك، حيث توجد مبادرة كبيرة معهم، وتعتبر هذه السنة السابعة للتعاون فيما بيننا، بداية من تطوير المدارس في بني سويف وتطوير معامل الكمبيوتر انتهاءً بمبادرة تعليم المبتدئين «الكودينق» أو البرمجة الرقمية، والتي تعد لغة العصر.

 

*هل تم تخريج دفعات بالفعل؟

نعم تم تخريج أربع دفعات، والعام القادم سيتم تخريج أربع دفعات جديدة تم تأهيلهم لخدمة المجتمع بأحدث لغات العصر وأساليب التكنولوجيا، بينما تعد هذه السنة الرابعة على شراكتنا مع اتحاد البنوك والتي نتج عنها تطوير منطقة عرب راشد في حلوان، وكانت البداية بإجراء منظومة مجمع سكني بسبب وجود مشكلة كبيرة في القمامة، قامت المؤسسة بتجميل الشوارع وزراعة أسطح من خلال مبادرة «عيشة وهوية»، وذلك بالتعاون مع اتحاد البنوك وكان شعار المبادرة من (عشوائية إلى عيشة وهوية).

 

* ما أهداف مؤسسة صُنّاع الحياة في المرحلة القادمة من مبادرة (عيشة وهوية)؟

 

نستهدف في العام القادم فئة الشباب من خلال تعليمهم لغة العصر وتطوير التكنولوجيا لديهم من خلال تعلم «الكودينق»، لكي نجعل شباب حلوان لائقين بالمنطقة المتطورة، فكانت المؤسسة تستهدف تطوير الجدران والأسطح ولكن حان الوقت لكي نعمل على تطوير الإنسان.

 

*ما دور مؤسسة صُنّاع الحياة في مواجهة أزمة وباء كورونا؟

 

يوجد العديد من الشراكات التي قامت بها المؤسسة لمواجهة أزمة كورونا، وكان أبرزها شراكة مع مؤسسة ساويرس، وكانت من خلال مبادرة «الناس لبعضها» وكانت الميزة الأساسية في هذه المبادرة هي توصيل احتياجات المتضررين من كورونا بأمان وذلك من خلال المدفوعات الإلكترونية مثل «فوري وضامن»، تعاقدت المؤسسة مع شركة «ضامن»، والتي توجد في كل المنافذ مثل الموجودة في محلات البقالة، ويكون ذلك من خلال إرسال رسالة له ليذهب بها إلى التاجر ليأخذ السلع بالمبلغ المحدد له من المؤسسة، ويكون ذلك بعد دراسة الحالة ومعرفة الأسر المستحقة، وبهذه الفكرة قمنا بحماية المتطوع والمستفيد، وقمنا بتنشيط عمل محلات البقالة في ظل الركود الناتج عن تفشي فيروس كورونا المستجد.

 

كما قامت المؤسسة بالاشتراك مع مشروع تحيا مصر لمساعدة الأسر الأكثر تضرراً من كورونا، وتم إطلاق أكثر من حملة على وسائل التواصل الاجتماعي لتوعية المواطنين وكيفية التعامل مع الفيروس القاتل وأيضا مبادرات لدعم الأطباء وتدشين حملات توعوية تنزل في الشوارع لحث المواطنين على ارتداء الكمامات واستعمال الكحول.

 

*حدثنا عن دور صُنّاع الحياة في حملة الشتاء؟

 

تتمثل حملة الشتاء في ثلاثة أمور وهي : بناء أسقف أو توزيع ألحفة وأيضا الكسوة، قامت المؤسسة بتطبيق برنامج جديد من خلال وضع مبلغ معين في محلات للملابس ليدخل المستفيد إلى المحل وشراء احتياجاته فقط ويختار الذي يريده فقط دون فرض أي شيء عليه، نحن مؤسسة ننفرد بفريق متطوعين نشيط جدا وحريص على أداء الخدمة في مكانها المناسب.

 

* ماذا عن إنجازات مؤسسة صُنّاع الحياة في محافظة شمال سيناء؟

 

لسيناء أولوية خاصة لدى المؤسسة، حيث قامت مؤسسة صُناع الحياة على سبيل المثال بتطوير مدينة بئر العبد بشمال سيناء، وذلك ضمن خطة المؤسسة لتطوير المحافظة، تحت شعار «حق أهل سيناء علينا»، حيث تسعى المؤسسة لتقديم عدد من القروض لإنشاء مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر لدعم المجتمع المحلى.

 

كما ساهمت المؤسسة في تنفيذ عدد من المشروعات فى سيناء وخاصة القرى الأكثر فقرا، كما سبق ونفذت عدة مشروعات بالفعل منها بناء مدرسة للتعليم الأساسى وذلك بمشاركة جهات مختلفة من ضمنهم الدكتور حسن راتب، وبمشاركة بعض السفارات ، وحفر وتطهير 50 بئرا سطحية، كما تهدف المؤسسة خلال العام القادم إلى إقامة 200 مشروع صغير لـ200 أسرة فقيرة، مع فكرة تشغيل الشباب السيناوى وتنفيذ عدد من المشروعات الصغيرة بتقديم قروض ميسرة.

 

*عودة لسيناء.. ما طبيعة تلك المشروعات التي تناسب الحياة السيناوية؟

 

خبراء المؤسسة حددوا عددا من المشروعات الأولية التى تحتاجها المدينة منها “توك توك، ومراكب صيد، وتربية أغنام ودواجن، وتطريز يدوى، ومعصرة زيتون “موسمى”، ومصنع عجوة “موسمى”، ومصنع بلاستيك، ومشروعات تجارية صغيرة، وأطلقت صُنّاع الحياة عددا من المشروعات لإنهاء البطالة فى المجتمع السيناوى، وتم التواصل مع محافظ شمال سيناء وأجهزة الدولة وعدد من الجمعيات الخيرية فى المحافظة لتبنّى تمويل عدد من المشروعات الصغيرة فى مدينة بئر العبد كمرحلة أولى وعقد تعاون كبير من الدولة وجمعية رجال الأعمال وتنمية المشروعات الصغيرة لتمويل هذه المشروعات، وأرسلت المؤسسة عددا من الخبراء لتحديد نوعية المشروعات التى تحتاجها المدينة وذلك لسد الاحتياجات وفى نفس الوقت إيجاد سوق مناسب لتشغيل هذه المشروعات.

 

*ماذا عن مشروعات صُنّاع الحياة في مدينتي حلايب وشلاتين؟ 

 

ساهمت المؤسسة في عدد من المشروعات في حلايب وشلاتين استهدفت الأطفال والنساء وتم تطوير منطقة «تبة الجبال» لتسهيل المواصلات، بالتعاون مع مكتب شؤون القبائل وجهات مختلفة من الدولة، كما تم إجراء رحلات لزيارة القاهرة للتعرف على بلدهم والعكس، وكان عدد من المتطوعين يقومون بذبح الأضاحي هناك.

 

كما خصصت المؤسسة قافلة طبية تشمل 9 تخصصات وهى: (الأطفال، النساء والتوليد، الجلدية، الباطنة، الأنف والأذن والحنجرة، الأسنان، الجراحة، المسالك البولية، والعظام)، ونهدف من خلال القافلة تقديم الخدمة الصحية وتقديم العلاج المجانى للأسر المحتاجة.

 

*ما الفئة المستهدفة من مبادرة «رزق حلال»؟

 

نفذت مؤسسة صُنّاع الحياة بالتعاون مع وزارات الشباب والرياضة، والتربية والتعليم، والتضامن الاجتماعي، ووزارة الداخلية، 1400 مشروع للأسر الفقيرة في مختلف المحافظات، كما دشنت المؤسسة حملة تحت عنوان «رزق حلال» في شهر رمضان الماضي لتنفيذ 14 مشروعًا للأسر الفقيرة استكمالا لمشروع الحملة السابق والذى حمل اسم (1000 حياة)، كما نفذت المؤسسة 600 مشروع للأسر الفقيرة على مستوى 18 محافظة.

 

وتسعى المؤسسة لترسيخ الدور الحقيقى للمجتمع المدني وذلك بالتعاون مع المؤسسات الحكومية والوزارات وتقديم الدعم والتعاون المشترك بما يخدم المجتمع والأسر المستحقة للمساعدة وتوفير مشروعات تساعدهم على المعيشة.

 

* كيف غيّر التأمين الصحي بـ«رزق حلال» حياة الأسر وإنقاذها من خط الفقر؟

 

القضاء على الفقر والمرض لن ينجح بدون أشخاص أصحاء قادرين على العمل. وفي «صُناع الحياة» ننفذ مشروعات متعددة التأثير؛ على سبيل المثال في مشروع رزق حلال، لا نكتفي بتوفير مشروع للأسرة، بل نقدم لبعضهم مواد غذائية، ومتطلبات العملية التعليمية التي يحتاجها الأطفال، وخدمات صحية كبطاقات تأمين صحي، وتقوم المؤسسة أيضا بتلبية احتياجات المستحقين الأكثر حاجة، وتستمر حتى يصبحوا قادرين على توفيرها بأنفسهم.

 

*تبنت صُنّاع الحياة لأول مرة أول مشروع تأمين صحي تكافلي.. كيف نفذتم المشروع؟

 

نحن في المؤسسة وجدنا أن الصحة هي الحجر الأول الذي يجب أن نبني عليه؛ فمرض عائل الأسر الفقيرة يفقدها مصدر الدخل، بل ويجعلها تتحمل أعباء ونفقات أخرى تتمثل في العلاج، لذا أسست صُناع الحياة أول نظام تأمين صحي تكافلي لرعاية الفقراء في مصر تنفذه منظمات المجتمع المدني، يغطي هذا النظام في مرحلته الأولى 1205 مستفيدين، ونتطلع إلى زيادة هذا العدد خلال المرحلة الثانية لتغطية ما يزيد على 3000 مستفيدٍ.

 

*ما فكرة المشروع؟

 

المشروع عبارة عن نظام تكافل يضمن تقديم الخدمة الصحیة لمجموعة من المشتركین الفقراء مقابل قسط تأمیني تتحمله المؤسسة، ومن أبرز أهداف التأمين الصحي، إزالة العائق المالي بین المریض الفقیر وحصوله على الخدمة الطبیة، وتوفیر خدمة طبیة متكاملة بجودة عالية من كشف طبي وعمليات جراحية وتحاليل وأشعات، وصرف أدوية من خلال شبكة طبية تشتمل على أقوى وأفضل المستشفيات بجميع المحافظات والمراكز.

 

*ما العقبات التي تواجه مؤسسة صُنّاع الحياة؟

 

تعتبر أهم المعوقات: غياب التعامل الجيد مع الفكرة، حيث اعتبرت أغلب الأسر أن هذه الأموال هى على سبيل المساعدة، بالإضافة إلى غياب ثقافة المشروعات الصغيرة وأيضا وجود شرط إمضاء إيصال أمانة يستعيده المشترك بعد التأكد من جدية الأسرة الذى يمثل مشكلة لبعض الأسر بسبب عدم الثقة والخوف من النتيجة. ومن ضمن العقبات أيضا التي تواجه المؤسسة جمع التبرعات وتغيير الأفكار لدى بعض الفئات، فعلى سبيل المثال المشاركة في محو الأمية حيث يوجد 17 مليون أمي يحتاجون إلى تغيير حياتهم، والجزء الأكبر في التحديات هو التعامل مع أفكار الناس، وبالتالي يجب أن يتم تطوير أساليب المتطوع لإقناع الفئة المستهدفة.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى