أهم الاخبارقبائل و عائلات

بنو سادن: قبيلة أمازيغية تفخر بتراثها وهويتها

بنو سادن هي قبيلة أمازيغية تنتمي إلى الأطلس المتوسط، وتعيش في منطقة تقع بين مدن فاس وصفرو وتازة في المغرب. تعني كلمة “سادن” بالأمازيغية “الضوء” أو “الحكمة” أو “الشجاعة”، وتعكس هذه الصفات تاريخ وثقافة هذه القبيلة العريقة.

تاريخ بنو سادن

يعود أصلهم إلى وسط المغرب. حيث هاجروا منه في أوائل القرن السادس عشر ميلادي بحثا عن الأراضي الخصبة والماء العذب. انقسموا إلى مجموعتين: الأولى استقرت في سايس بجانب واد النجا وتسمى اليوم آيت نظير. والثانية واصلت الطريق إلى المنطقة التي تسكنها اليوم وتسمى آيت سادن. كما تمتد هذه المنطقة من سيدي حرازم إلى أولاد عياد، وتحدها سدان كبيران: سد مولى إدريس الأول وسد علال الفاسي، اللذان يستخدمان لتوليد الكهرباء.

عرفت بنو سادن بمقاومتهم للغزاة والاستعماريين، فشاركوا في الحرب الفرنسية-المغربية في عام 1912، وهاجموا القوات الفرنسية المتواجدة في فاس بالتحالف مع قبيلة آيت وراين. كما وقعت مواجهات عنيفة بين الطرفين، أدت إلى سقوط قتلى وجرحى وأسرى. كانت هذه الهجمات من أسباب نقل الفرنسيين عاصمتهم من فاس إلى الرباط في عام 1914.

ثقافتهم

تتحدث بنو سادن باللغة الأمازيغية، ولا تختلف ثقافتهم عن ثقافة القبائل الأخرى في الأطلس المتوسط، باستثناء أنهم من الذين راهنوا في وقت مبكر على تعليم النساء. كما عرفت بنو سادن بشغفهم بطلب العلم والمعرفة، فأنجبت هذه القبيلة عددا من العلماء والمفكرين والسياسيين والفنانين، من أبرزهم:

– محمد شفيق (1926-2018): كاتب وباحث ومستشار للملك الحسن الثاني وكاتب للدولة وأول عميد للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. حائز على جائزة الأمير كلاوس الهولندي للثقافة والتنمية.
– عبد المالك أو سادن (1938-2014): أحد مؤسسي الحركة الأمازيغية في المغرب ومن نشطائها البارزين. شارك في تأسيس جمعية تاماينوت والمجلس الوطني للحقوق الإنسان.

هي قبيلة تفخر بتراثها وهويتها الأمازيغية، وتسعى إلى المحافظة عليها وتطويرها في ظل التحديات الراهنة. هي قبيلة تعيش في وئام مع جيرانها وتسهم في بناء المغرب الحديث.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى