يثير الدهشة.. ما تاريخ «القميص المسحور» الموجود بمتحف الفن الإسلامي؟
يوجد في متحف الفن الإسلامي، الواقع في منطقة باب الخلق، والمجاور لمديرية أمن القاهرة، قميصًا يثير الغرابة، يرجع تاريخه إلى أعوام طويلة، ويعرف بـ”القميص المسحور” والذي يثير استغراب رواد المتحف.
الكتان والتقسيمات الهندسية
القميص المسحور، يبلغ طوله 137سم، كما يبلغ عرض الصدر 89 سم، ويبلغ اتساع الوسط 92 سم، أما طول الذراع فيبلغ 20 سم واتساعه 30 سم، وفتحة الرقبة تبلغ 16 سم، وهو ثوب مصنوع من الكتان، يتكون من تقسيمات هندسية غاية في الدقة والإمعان بالتصميم، ومدون عليه آيات قرآنية وطلاسم غريبة.
قميص ملطخ بالدماء
القميص الذي يعد ضمن المقتنيات الأثرية للمتحف الإسلامي بالقاهرة، ملطخ بالدماء، إذ تتخلل أنسجته آثار دماء واضحة المعالم، فضلاً عن كونه مدون عليه أرقام وآيات قرآنية وطلاسم غريبة، وجمل ترجع إلى علم الجفر الذي يرجع إلى الإمام علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه، وذلك بحسب باحثين.
عمر القميص
وفي هذا السياق قال الدكتور عليم الدين محمد عبدالفتاح، الباحث في التراث الإسلامي القديم، إن القميص المسحور الموجود بمتحف الفن الإسلامي بالقاهرة، يبلغ عمره قرابة 349 عامًا، وكان له شهرة عظيمة وذاع صيته في الحروب إبان العصور القديمة، منوها أن القميص المسحور يعود تاريخه إلى عصر الدولة الصفوية بإيران، حيث تم تصنيعه خلال ذلك العصر في القرن الثاني عشر هجريا – الثامن عشر ميلاديا.
كتابات غامضة
ذكر عبدالفتاح، أن القميص يضم عددا من الكتابات الغامضة إلى جانب الآيات القرآنية، حيث مدون عليه أسماء غريبة فسرها عددا من الباحثين والمؤرخين ورجال الدين، أن بعضها أسماء الملائكة وأسماء الشياطين، إلى جانب التعاويذ الخاصة بالسحر التي لم يتمكن أحد حتى الآن من فك شفراتها.
وأفاد عبدالفتاح، أن القميص ارتداه سليمان الصفوي، الشاه الإيراني الذي توفي ودفن في مدفن فاطمة بنت موسي الكاظم، والذي كان أحد أبرز أمراء الدولة الصوفية، حيث كان يخوض به المعارك كحماية ووقاية.
5 جنيهات قيمة بيعه للمتحف الإسلامي
أورد عبدالفتاح، أن ماكس ھرتز، المشرف على متحف الفن الإسلامي في ثلاثينيات القرن الماضي، اشترى القميص المسحور من شخص يدعى مصطفى بك شمس الدين، بمبلغ 5 جنيهات، دون معرفة سبب تخلص شمس الدين من القميص المسحور حتى الآن.
8 قمصان مسحورة بالعالم
أفاد الباحث، أن هنالك قرابة 8 قمصان، أطلق عليها القمصان المسحورة في العالم كله إلى جانب مصر، توجد في دول مصر وإيران وتركيا وألمانيا وإيطاليا، وترفض تلك الدول بيعها أو التصرف فيها، لكونها قيمة أثرية وتراثية كبيرة.