مصور سيناوي وموثق عالمي يكشف أسرار تصوير الزواحف الخطرة في شبه جزيرة سيناء

سيناء – محمود الشوربجي

بين الحين والآخر يخرج أحمد وحيد، المصور العالمي والمتخصص في توثيق الحياة البرية، بعدسته الخاصة إلى جبال شبه جزيرة سيناء، الواقعة شمال شرق مصر، وكذلك أيضا المحافظات الواقعة على ضفاف البحر الأحمر، لتوثيق الحياة البرية والطبيعية فوتوغرافيًا. حيث يتواجد في هذه الأماكن عدد كبير من الأحياء البرية والتي تستوجب التوثيق.

وهو أحد المصورين البارزين في مصر، حيث يحظى أرشيفه الفوتوغرافي على آلاف الصور التي توثق الحياة البرية في عدة محافظات مصرية، وهو عضو الجمعية المصرية لحماية الطبيعة التي أُسست في عام 2005م؛ وأحد خبراء اللجنة المصرية لتسجيلات الطيور النادرة، قام بالتصوير في مختلف محافظات مصر وكذلك في دولة كينيا؛ وشارك في عدة معارض فوتوغرافية محلية ودولية؛ كما حصل على عدة جوائز أهمها مسابقة نيكون مصر ومسابقة EIPC  – Egypt international photo contest

وفي حديث خاص لـ «صوت القبائل العربية» يقول المصور الوثائقي العالمي، أحمد وحيد: بدأت بتوثيق الحياة البرية، بعد أن شعرت بجمال الطبيعة والجبال المحيطة بنا التي تستوجب التوثيق للأجيال القادمة؛ ولفت أن أرشيفه الفوتوغرافي يحتوي على أكثر من 100 ألف صورة توثق الحياة البرية.

وقال أن عمله الأساسي هو مراقب جوي، وتصوير وتوثيق الحياة البرية هواية قديمة نشأ عليها وهو في مقتبل العمر، حيث كان والده مدير محمية الزرانيق في شمال سيناء.

أطلعنا المصور أحمد وحيد، على عدد من الصور الفوتوغرافية للحياة البرية وخاصة الزواحف في شبه جزيرة سيناء، التي هي جزء بسيط من أرشيفه، وإليكم جولة سريعة عن الصور التي تأخذ لعالم جميل من صور الزواحف المتنوعة والحياة البرية التي تعيش في جبال شبه جزيرة سيناء والبحر الأحمر…

حردون البحر الأحمر

يقول المصور الوثائقي، أن هذه  الصورة هي أصعب صورة تم التقاطها.  وهو من العجمات الصحراوية التي تعيش في الصحراء، ويتغذى على الحشرات والنباتات وبيض الزواحف الصغيرة، وأماكن تواجده في مصر هي: جبل علبة والصحراء الشرقية، ويتغير لونه باختلاف درجة الحرارة ووفقًا لنشاطه.

سقرقط منقط صغير

ويقول المصور: هي السحلية ذات البقع الحمراء هي نوع من السحالي التي تعيش في الرمال في عائلة Lacertidae. وتتواجد في المغرب والصحراء الغربية والجزائر وليبيا ومصر وموريتانيا ومالي والنيجر والسودان.

ثعبان أبو السيور

ويقول المصور: يعيش ثعبان «أبو السيور» في الأراضي العشبية في دلتا النيل شمال مصر. وهو ثعبان لديه أنياب خلفية معتدل السم، يكاد يقدر على قتل فأر صغير بعد عدة لدغات في أغلب الأحيان، لكنه لا يشكل أي خطر على الإنسان. وغذائه الرئيسي يتكون من السحالي والقوارض الصغيرة. ذا لون أخضر مغبر والجسم أسطواني والرأس صغير نسبيا ويصل طول الثعبان إلى المتر تقريبا، وسُمي بأبي السيور لوجود خطوط فاتحة صفراء على جانبي الجسم، يوجد نابان خلفيان يفرزان سمًا ضعيفًا يستخدمه الحيوان في قتل الفريسة.

صورة أخرى لـ ثعبان أبو السيور 

ثعبان ابو السيور 3

ثعبان أبو السيور 4

ويقول المصور: لكي أقوم بتصوير ثعبان بعدسة واسعة، كان عليّ أن أراقب حركته واتجاهها، وأبدأ الدوران من بعيد حتى يمكنني أن أكون في اتجاهه من بعيد ومن ثم أنتظره.

حردون سيناء

يقول المصور: حردون سيناء أو كما يسمى أحيانا أبو الأباليس. ومن طريف ما يروى في التراث السيناوى عنه أنه عندما يتصارع حيوانين ويظهر في أرض المعركة يتوقف العراك ويفرا فورا لذا أطلقوا عليه قاضى الجبل.

سحلية بوسك هدبية الأصابع

يقول المصور: واسعة الانتشار في العديد من المناطق وهي سحلية متوسطة الجسم يصل طول الحيوان البالغ إلى 10 سم وطول الذيل كطول الجسم مرة ونصف، الرأس متطاول والبوز مستدق ولا يوجد عنق والأطراف جيدة التكوين تنتهي بأصابع عليها حراشف لحمية صغيرة. ولون الجسم رمادي أو بني فاتح وتظهر خطوط فاتحة تمتد على طول الجسم. لون الجسم العام ترابي أو رملي أما البطن فلونه أبیض.

برص قصير الأصابع

الحية المقرنة (الطريشة)

يقول المصور أن هذه الأحياء يجب أن يكون المصور على دراية بسلوكها وفي وضع حذر أثناء تصويرها، وكشف “وحيد” خلال حلقات تصويره لهذه الأحياء عن الخطورة والصعوبات التي تعرض لها، وقال: في جولة تصوير لي في أحد الأيام وكنت جالس على ركبتي أثناء تصوير أحد الطيور فوجئت بالطريشة أو “الحية المقرنة” أمامي على بعد 5 سم تقريبا من ركبتي، ولأنني دارس سلوكها جيدًا، بكل هدوء انتظرت قليلًا وبعد التقاط أنفاسي قمت بالعودة إلى الخلف بهدوء، لأنه أي حركة سريعة أو ردة فعل عنيفة مني يتكون خطر على حياتي وخاصة مع هذه الأحياء تحديدا.

خفاش الفاكهة المصري (أكبر خفافيش مصر)

يقول المصور، هذه الصورة استغرقت 3 ليالي لتصويرها، ليلتين منهم بدرس وأفهم سلوكهم وتجربة إعدادات الكاميرا والإضاءات المختلفة، وثالث ليلة تم تصويره وهو بعد مغادرته أحد أشجار النخيل وهو ممسك بثمرة البلح في فمه.

وكشف المصور عن معلومات مغلوطة عن الخفافيش، حيث يعتقد الناس أن الخفافيش بتمسك في وجه الإنسان وهو الأمر الذي نفاه وقال أنها معلومات مغلوطة، قائلا: أن الخفافيش مبتلزقش في الوجه، ومبتمصش الدم كما يعتقد البعض، وهذا نوع واحد بس من الخفافيش الذي يقوم بذلك ولكنه موجود في أمريكا الجنوبية؛ لافتًا أن معظم أنواع الخفافيش في مصر تتغذى على الحشرات بشكل أساسي وهي تقوم بتخليصنا من آلاف الحشرات.

وقدم المصور أحمد وحيد نصيحته لكل المصورين والهواة قائلا: “لو لقيت ثعبان ومتعرفش إن كان سام أو لا متقربش منه”. كما أضاف أن هناك موثقين آخرين في سيناء بدأوا التوثيق بعد عودة سيناء من بينهم باسم ربيع، مدير محمية الزرانيق الحالي، وكان قبله والده الأستاذ وحيد سلامة حميد، وهو أول مدير لمحمية الزرانيق،  والمؤسس لها سنة 85 وهي ثاني محمية يتم إعلانها في مصر،

وتقلد عدة مناصب في وزارة البيئة آخرها وكيل الوزارة للتنوع البيولوچي قبل خروجه على المعاش، كما أن لديه عدد كبير من الصور الفوتوغرافية، حيث كان هو أول موثق للحياة البرية في سيناء بعد استعادتها.