المزيدعادات و تقاليد
أخر الأخبار

القهوة مشروب الحب والجمال

كتب: حاتم عبدالهادي السيد

لقد تبارى الشعراء في وصف القهوة ومنافعها، وعددوا صفاتها ومناقبها، ووصفوها بأنه ” قهوة الحب ” تارة، و ” مشروب الجمال ” تارة أخرى ، وقال أحد شعراء مصر آنذاك متغزلاً فيها :
قم واسقنى قهوة بُنِّيَةً فَضَحَتْ بنتَ الدِّنان وشَنِّف لى الفناجينا
من كفِّ ظبى رشيق القَدِّ ذى حَوَرٍ نادنه عَشَّاقَةٌ يا إِلْفَ ناجينا
تدعو إلى نحو ما فيه البقاء ولو دعت إلى نحو ما فيه الفَنَا جِينا
لو أن ألف امرىء طاف بساحتها راموا النجاة وجدت الألفَ ناجينا .

وإذا عدنا إلى التاريخ العربى عام 430م ، وإلى دواوين الشعراء سنجد أن الشاعر “أحيحة بن الجُلاح الأوسي” قد ذكر القهوة في أشعاره، وعرفها بأنها الخمر فقال :
لِتَبكِني قَينَةٌ وَمَزهَرُها وَلتَبكِني “قَهوَةٌ” وَشارِبُها
وَلتَبكِني ناقَةٌ إِذا رَحَلَت وَغابَ في سَردَحٍ مَناكِبُها

وبحلول عام 1414، كانت القهوة معروفة في مكة المكرمة، وفي أوائل القرن الخامس عشر كانت تنتشر في الدولة المملوكية بمصر وشمال أفريقيا من ميناء المخا اليمني. ولارتباطها بالصوفية، نشأ عدد لا يحصى من المقاهي في مصر حول جامعة الأزهر.هذه المقاهي فتحت أيضا في سوريا، وخاصة في مدينة حلب العالمية، ثم في اسطنبول، عاصمة الإمبراطورية العثمانية، في عام 1554، ولقد ارتبطت القهوة في مصر بالمقهى، وجلس الشعراء، وكبار أصحاب البلاط، والمثقفين، والتجار على المقاهى ليشربون القهوة والشاى، والأرجيلة ( الشيشة ) كذلك، ومن هنا أصبحت القهوة مؤصلة تراثياً ، وممتدة في الوجود الإنسانى حتى عصرنا الحديث .

ولقد تمت زراعة القهوة في صعيد مصر، وفى الجيزة؛ وتم جلب الشتلات من البرازيل التى تعد أكبر منتج للقهوة في العالم؛ إلا أن الإمام ” رفاعة رافع الطهطاوى ” قد عارض زراعتها في مصر، بإعتبار إن المصريين يشربوها تلذذاً وكيفاً كالدخان ، ولقد أكد رأى رفاعة ما جاء في كتاب ابن الخطيب المسمى : ” الملحوظات ” انه لابد من استبدال زراعة شجرة البن المحرمة بأشجار المارينوس ” التى تصلح ” لتربية الماشية،ولعل هذا ما حدا كثير من الشعراء لهجاء ابن الخطيب، فقا أحدهم :
قهوة البن حُرِّمَتْ فاحتسوا قهوة الزبيب
ثم طٍيبوا وعربدوا واصفعوا لى قفا الخطيب
ورد آخر يقول مرتجزاً :
قهوة البن حرمت فاشربوا قهوة العنب
ثم قوموا وعربدوا واصفعوا من هو السبب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى