من هم الحويين؟ تاريخ مجهول لشعب قديم
الحويين، قبيلة حويون هي إحدى القبائل العربية التي تعود أصولها إلى الحوريين. وهم شعب قديم استوطن بلاد الشام وبلاد الأناضول وشمال العراق. في هذا المقال، سنتعرف على تاريخ هذه القبيلة وعلاقتها باليهود والكنعانيين واليونانيين وغيرهم من الشعوب. التي تقابلت معها في مسيرتها الحضارية.
أصل الحويين
لم يرد ذكر الحويين في غير التوراة من المصادر القديمة. ولذا أصبحت الروايات التي وردت في الكتب التوارتية المصدر الوحيد الذي استند إليه المؤرخون في محاولتهم تحديد هوية هذا الشعب وصلاته ببقية الشعوب واستنباط ملامح تاريخه. ولما كانت روايات التوراة في أغلب الأحيان مقتضبة وغير وافية، فقد اختلف العلماء في تفسيرها وتأويلها.
نسب الحويين في التوراة إلى كنعان، وهو ابن حام بن نوح، كما نسب اليبوسيون والعموريين والجرجاشيين وغيرهم من الشعوب التي سكنت بلاد كنعان قبل غزو بني إسرائيل لهذه البلاد. فإذا صحت هذه النسبة، فإنها تعني أن الحويين كانوا من الشعوب السامية. أو على الأقل من الشعوب التي اندمجت مع الساميين وتأثرت بلغتهم وثقافتهم.
إلا أن بعض العلماء يرفضون هذه النسبة، ويعتقدون أن الحويين كانوا من الشعوب الهندية الأوروبية. وأن اسمهم ما هو إلا تحريف لاسم الحوريين. وهم شعب قديم ذكر في الوثائق الحوية المكتشفة في مدينة نوزي، التي كانت المركز الحضاري الرئيس للحوريين في شمال العراق. ويستند هؤلاء العلماء إلى أن لفظ “حوي” كان يحل محل “حورايت” أي الحوريين في بعض النصوص العبرية، وأن الحويين كانوا من الغرباء الذين نزحوا إلى فلسطين من مناطق نائية. وأنهم دخلوا مع الهكسوس. وهم جموع من الشعوب الهندية الأوروبية التي غزت مصر وفلسطين في القرنين الثامن عشر والسابع عشر قبل الميلاد.
وهناك فريق آخر من الباحثين يعتقد أن الحويين لم يكونوا غير الآخيين اليونانيين. وهم شعب هندي أوروبي ذكر في الإلياذة والأوديسة. وظهر في الوثائق المصرية القديمة باسم “آكيواشا”. ويستند هؤلاء الباحثين إلى أن الحويين كانوا يسكنون في مدن ساحلية مثل جبعون وجزريم وجرار، وأنهم كانوا يمارسون التجارة البحرية. وأنهم كانوا يعبدون آلهة يونانية مثل زيوس وهيرا وأثينا.
يظهر مما مر بوضوح صعوبة البت في تحديد هوية الحويين. وأن أيا من الآراء التي قدمت تنقصها الأدلة المقنعة. وبالتالي فإن الحقيقة التاريخية قد تكون مختلطة بين هذه الآراء، أو قد تكون مختلفة عنها جميعا.
علاقتهم باليهود
ذكرت التوراة أن الحويين كانوا من الشعوب التي قاومت بني إسرائيل عندما حاولوا احتلال أرض كنعان. وأنهم عقدوا معاهدة مع يشوع بن نون. قائد بني إسرائيل. بعد أن خدعوه بأنهم من سكان بلاد بعيدة، وأنهم جاءوا لطلب السلام والصداقة. وقد قبل يشوع معاهدتهم دون استشارة الله. ولما علم بالخداع. لم يقدر على فسخ المعاهدة. ولكنه جعلهم عبيدا لبني إسرائيل. وألزمهم بحمل الماء والحطب للمحراب.
وقد استمرت هذه العلاقة بينهم وبني إسرائيل طوال فترة القضاة والملوك. ولم يذكر أن الحويين قاموا بأي تمرد أو خيانة ضد بني إسرائيل. بل على العكس، فقد ذكرت التوراة أن بعض الحويين اعتنقوا اليهودية. وأن بعضهم تزوج من بنات إسرائيل. وأن بعضهم أصبح من الأنبياء والحكماء والأبطال في تاريخ إسرائيل.