المفكر العربى علي محمد الشرفاء يكتب: المفاوضات والمناورات.. حمى الله مصر من كيد أعدائها
المفكر العربى علي محمد الشرفاء يكتب: المفاوضات والمناورات.. حمى الله مصر من كيد أعدائها
كل الشرائع الدينية، تسمح باستباحة حق الحياة من أجل توليد الكهرباء…..!!
علمًا بأن دول الخليج، وما لديها من طاقات توليد الكهرباء بعشرات الالاف من الميجاوات، لا تعتمد على أنهار، وليس لديها أصلا أنهار، وكان من الممكن إنشاء محطة كهرباء في أثيوبيا دون الاضطرار لبناء سد الخيبة، الذي قد يؤجج الصراع في المنطقة، ويتسبب في خسائر لأثيوبيا لا يعلم مداها إلا الله تعالي، وكان من الممكن أيضًا تفادي كل التعقيدات والأخطار الناجمة عن هذا السد، وكان من الممكن بقيمة تكاليف بناء السد تستطيع أثيوبيا أن تنشئ محطة توليد كهرباء بأكبر طاقة مضاعفة عما سينتجه السد، ولكن الحقيقة توضح للعالم أمرًا آخر، وهو أن موضوع السد هو قرار سياسي يستهدف تجفيف نهر النيل كما ورد في نبوءة سفر أشعيا الآية 19 وأثيوبيا تقوم بتنفيذ تلك النبؤة ليتحقق للطغاة الانتقام من مصر بعد آلاف السنين منذ أيام موسى – عليه السلام.
إذًا الاستهداف العدواني ضد الشعب المصري لا يحتاج إلى دليل، وكل المعطيات تؤكد النوايا الخبيثة للحكومة الأثيوبية غير الشرعية، ومن يقف خلفها بما يملك من قوة سياسية واختراق قرارات أعتى دول العالم، أن يجعل العالم كله يبارك الخطوة الاثيوبية في تحقيق تلك النبوءة، ولا يهم لمن يقف خلفهم أن تحترق أثيوبيا والسودان ومصر، طالما كان قرار بناء السد يخدم أهدافهم، تلك عقيدتهم وأمانيهم …..!!
ولذلك فان مصر التي تحاصرها الثعابين من مختلف الجهات الجغرافية، من أجل الاطاحة بالجبهة الجنوبية، كما تم اسقاط الجبهة الشرقية (العراق وسوريا) وحاولوا في سنة 2011وفشلوا، وما أثار استغرابي أن تطلب مصر ممن كان خلف مؤامرة 25 يناير خطة وضعتها أمريكا لخلق الفوضى في مصر، واسقاط النظام لتسليم السلطة للإخوان، فكيف بعد ذلك تثق الدولة المصرية بأن تطلب من أمريكا التوسط في حل أزمة سد النهضة بينها وبين إثيوبيا المكلفة بتنفيذ المهمة “القذرة” بموافقة أمريكية ومباركة الدول الغربية…..؟!،
ودلالة على ذلك: أين الموقف الأمريكي ضد ما ارتكبته القيادة غير الشرعية الأثيوبية بدءًا من اختطاف السلطة، وانتهاءًا بارتكاب المجازر ضد الإنسانية في شعب تيجراي….؟!، والأغرب من ذلك كله، أن أمريكا حتى لم تصدر بيان احتجاج ولو على استحياء ضد الحكومة غير الشرعية الأثيوبية، وهذا يكشف المتواطئين مع آبي أحمد، الذي يستند على دعمهم.
إذا فالمطلوب بعد كل هذه السيناريوهات العدائية، هو استدراج مصر إلى فخ بضرب السد، حتى تتكالب عليها الدول الاستعمارية، والتي لا تريد خيرًا لمصر والعرب، والأمر يتطلب حكمة وروية لأبعاد المخطط الشرير ومن خلفه من أعداء الإنسانية.
وفي يقيني أن القيادة المصرية التي صبرت على تصرفات القيادة الاثيوبية عشر سنوات، تدرك تمامًا أبعاد وتفاصيل ما يخطط لها، وأدعو الله ألا تنساق إلى معركة تمت التهيئة والتخطيط لها من قبل الدول العظمي، لتكون شركًا كما حدث عندما تم استدراج مصر في سيناء سنة ١٩٦٧م، وعلى الإخوة المصريين أن يحذروا من الخلايا النائمة، عملاء الاستعمار الذين لا يهمهم دين ولا يخافون الله، هؤلاء الذين ماتت ضمائرهم، وفقدوا الولاء للوطن، ولا يهمهم أمر أشقائهم من الشعب المصري ولا الوطن العربي أن يخرب ويدمر دون أن يرف له جفن أو يحزنون,
واليوم أرى مصر تقف وحدها معتمدة على الله وعلى شعبها وجيشها وشرطتها، ولا تتصور أن يقف معها من تعتبرهم أشقاء كما قال الشاعر: ” فما أكثر الأصحاب حين تعدهم .. ولكنهم في النائبات قليل”، الله ينصر مصر على أعدائها، ويرشد قيادتها لطريق الحق، ويحمي شعبها من مؤامرات الداخل والخارج والله على نصرهم لقدير