قصة طريفة.. لماذا تستخدم “الكوسة” للتعبير عن الواسطة والمحسوبية ؟
أسماء صبحي
“الكوسة” ذلك النوع من الخضروات المظلوم مع البشر، فأي ذنب جناه هذا المخلوق النباتى المسكين حتى نلصق بمعناه صفة بشريه سيئة. وتشتم فيها رائحة الواسطة والمحسوبية، فقد شاع استخدام تلك الكلمة للتعبيروعن حالة من انعدام تكافؤ الفرص أو إعطاء الحق لغير صاحبه. وتعددت الأقاويل والحكايات حول تفسير كلمة كوسة كتعبير عن الواسطة والمحسوبية
قصة الكوسة والمحسوبية
وقعت أحداث هذه القصه الطريفة في العصر الفاطمي، امتدت وتوارثت حتي الآن. فقد كانت أبواب المدينة تقفل ليلاً ولا يسمح لاحد بالدخول، فكان التجار ينتظرون حتى الصباح لكى يدخلون المدينة ويبيعون بضاعتهم.
ولأن الكوسة من الخضروات سريعة التلف فكان يسمح فقط لبائع الكوسة بأن يترك الصف ويدخل دون انتظار بالدخول والمرور من الأبواب. وعندما يبدأ الناس في الاحتجاج يرفع التاجر يده ويقول (كووسة).
أما في العصر المملوكي، فكان التجار والمزارعين في الارياف يخرجون مبكراً لحجز مكانهم لبيع الخضار في السوق وكانوا ينتظرون في طابور طويل. حتى يتم تحصيل الرسوم والسماح لهم بالدخول فلا يتم أستثناء أحد.
ولكن في ايام الحر الشديد يستثنى من الطابور تجار الكوسة فيتركون الصف ويدخلون دون انتظار لأنها تفسد سريعاً ولا تحتمل الحرارة.زوعندما ويبدأ الناس في الأحتجاج، يرفع يده التاجر ويقول “كــوووووووسـة” أي أنه تاجر كوسة فيتركوه يمر بأمان وسلام.
رواية أخرى
كان المصريون قديماً يستوردون بعض البضائع من الدول المجاورة وكان من ضمنها الكوسة ولطبيعتها التي لا تتحمل أن تترك كثيراً حتى لا تفسد. فكان المسموح بدخوله فوراً من الميناء وتفتح له الأبواب والتساهيل هي الكوسة. فعندما يجد الناس الأبواب فتحت فى غير مواعيدها مثلا فيسألون ماذا حدث؟ يكون الرد: “كوسة … كوسة”.
ولهذه الأسباب أطلق المصريون على أي شيء يمر بدون مراقبة أو بسرعة أو من غير اتقان مصطلح (الكوسة) للتعبير عن الكوسة.