قبيلة آل الفضل.. رواد البادية الشامية
دعاء رحيل
قبيلة آل الفضل هي قبيلة عربية تنتسب إلى بني طيء من خلال جدها المفرج بن دغفل. اشتهرت هذه القبيلة بدورها في مواجهة الحملات الصليبية في الشام، وحصولها على منصب أمير العرب من الأيوبيين والمماليك، وسيطرتها على مناطق واسعة من البادية الشامية.
تاريخ قبيلة آل الفضل
ظهر اسم آل الفضل لأول مرة في التاريخ في أوائل القرن 12 الميلادي، عندما ساعدوا الدولة البورية والدولة الزنكية في مقاومة الصليبيين. كان أول من تولى منصب أمير العرب من آل الفضل هو عيسى بن مهنا، والذي حكم من 1200 إلى 12201. كان أمير العرب هو المسؤول عن قيادة القبائل العربية في شمال سوريا، وتأمين حدود الممالك المسلمة، وجمع الجزية من المسيحيين.
وفي هذا الصدد قال فاضل وناس من أبناء قييلة آل الفضل، أصبح آل الفضل يتقاسمون منصب أمير العرب مع قبيلة بنو كلاب، وأحيانا يتصارعون معهم على نفوذه1. كان لآل الفضل نفوذ كبير في سوريا، حيث حصلوا على إقطاعات في سلمية، تدمر، وغيرها من المناطق. كان آل الفضل موالين للسلاطين المملوكية، خاصة للسلطان ناصر محمد بن قلاوون، والذي أكد لهم منصب أمير العرب بشكل راث.
في أواخر عصر الممالك، تعرضت القبيلة لصراعات داخلية، وانخفض نفوذها. بعد دخول العثمانيين إلى سوريا، سمحوا لزعماء آل الفضل بالاستمرار في قيادة القبائل العربية بشكل وراثي. في منتصف القرن 16، انضم جزء من زعماء آل الفضل إلى قبيلة الموالي، وأطلق على نفسه اسم آل أبو ريشة، بينما هجر جزء آخر إلى وادي البقاع، وظل يحمل اسم آل الفضل.
وفي القرن 18، تعرضت القبيلة للتهديد من قبيلة عنزة، التي دخلت إلى شمال سوريا، واستولت على بعض مناطقها. في نفس الوقت، انقسم آل الفضل في البقاع إلى قبيلتين هما الحروك والفعور. انتقلت قبيلة الفعور إلى مرتفعات الجولان، حيث دخلت في صراعات مع المستوطنين الأكراد والتركمان والدروز والشركس على الموارد الطبيعية.
في نهاية القرن 19، فقد آل الفضل استقرارهم في منطقة محددة، وانفصلوا عن زعوفهم. استقر بعض أفراد القبيلة في قرى مختلفة من الجولان، وواصلوا مهنة الرعي، بينما استقر زعيمهم في دمشق، وكان يأخذ نصيبه من أرباح القبيلة1.
صفاتها
كانت قبيلة آل الفضل تتميز بشجاعتها وحكمتها وولائها للسلاطين المسلمين1. كان لها دور بارز في تاريخ سوريا، حيث شاركت في مواجهة الغزوات الصليبية والمغولية والعثمانية. كانت تحظى بامتيازات كبيرة من الحكام، مثل حصولها على إقطاعات وأراض وأموال وأسلحة.
كانت تلك القبيلة تحافظ على عاداتها وتقاليدها البدوية، مثل المجالس والشعر والغناء والرقص1. كان لها شعراء مشهورين، مثل أبو فراس الحمداني، والذي كان ينتسب إلى هذه القبيلة من جانب أمه. كان لها أيضا علماء وأدباء وسياسيين، مثل أحمد باشا التلاوي، والذي كان ينحدر من هذه القبيلة.
قبيلة آل الفضل هي قبيلة عربية تاريخية، لها دور مهم في تاريخ سوريا. اشتهرت بدورها في مواجهة الصليبيين، وحصولها على منصب أمير العرب. سيطرت على مناطق واسعة من البادية الشامية. انخفض نفوذها في أواخر عصر الممالك. انضم جزء من زعماء آل الفضل إلى قبيلة الموالي. هجر جزء آخر إلى وادي البقاع. انتقل جزء من آل الفضل إلى مرتفعات الجول