وطنيات

مركب “سيدي ياقوت”.. العملية التي أنقذت أحد المطارات المصرية من قصف العدو خلال حرب أكتوبر

أسماء صبحي

عندما نشبت حرب أكتوبر لم يقتصر دور القوات البحرية علي النشاط البحري فقط. ولكن امتد لمساعدة الدفاع الجوي على كشف الطيران المتقدم للعدو والذي كان يستهدف مطاراتنا لشل حركة القوات الجوية. وضرب الأهداف الحيوية في عمق الأراضي المصرية.

كانت المهمة المنوط بها بعض أفراد البحرية أثناء الحرب هي مراقبة طائرات العدو التي تغير على مطارات الدلتا شمالاً. وكان ضباط البحرية يتخفون في بلنصات الصيد بعد تجهيزها بمعدات المراقبة والإشارة، وحين يتم رصد الطائرات المعادية ترسل الإشارة إلى القوات الجوية للرد على تلك الطائرات المعادية.

عملية مركب سيدي ياقوت

يقول عميد بحري ا.ح مصطفي الحو: “كنت منوطاً بمركب صيد “سيدي ياقوت” في مياه البحر المتوسط شمال مدينة رشيد لرصد هجوم أسراب الطائرات. وكان العدو معتاداً على الهجوم الجوي مع أول ضوء للشروق”.

وتابع: “في فجر ١٤ أكتوبر اتخذت موقع المراقبة على سطح المركب. ومع شروق الشمس فوجئت بتسع طائرات ميراج أسفلها النجمة السداسية تعبر فوق رأسي تماماً عليى ارتفاع شديد الانخفاض لتفادي الرادار. قمت في لحظتها بإرسال رسالة فورية إلي قيادة القوات البحرية ولكن يبدو أن لانشات العدو التقطت تلك الرسالة وقامت بالتوجه ناحيتنا. فما كان منا إلا أن انطلقنا بأقصى سرعة حتي غرسنا في رمال الشاطيء قرب مدينة رشيد”.

وأضاف أنه بعد أن هدأت الأمور تلقيت رسالة استدعاء من قيادة القوات البحرية إلي مركز القيادة فوراً، لم أكن أعلم السبب من ذلك الاستدعاء. وفي جو التوتر والشحن المصاحب للحرب أخذت الظنون تدير برأسي. ما الخطأ الذي ارتكبته ليتم استدعائي؟ لم أكن لأخطأ أبداً النجمة السداسية.

تكريم وشكر

واستطرد: “توجهت إلى مركز القيادة، وتم نقلي من غرفة إلى غرفة، حتي وجدت نفسي أمامي قائد القوات البحرية بنفسه. ولم يكن ليخفف توتري إلا رؤيته مبتسماً في وجهي ثم قام متوجهاً إلي وصافحني. وقال لي: (لقد تم إبلاغي باستدعائك وتوجيه شكر خاص من القوات الجوية. فلولا تلك الإشارة لما تم رصد الطائرات ولتم تدمير أحد المطارات المصرية. ولقد قامت طائراتنا في مطار جناكليس والتي كانت على أهبة الاستعداد بالانطلاق فوراً ومطاردة طائرات العدو حتى أسقطت واحدة و فرت الثمانية الأخري منسحبة)’.

وصادف ذلك اليوم أنه شهد معركة المنصورة الجوية، أكبر معركة جوية في التاريخ، وتم اتخاذه عيداً للقوات الجوية.

وانتهت الحرب و تم تكريم عميد بحري ا.ح مصطفي الحو في فبراير 1974 بسبب تلك المهمة بنوط الواجب العسكري من الطبقة الأولي وشهادة من الرئيس السادات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى