حوارات و تقارير

كتاب «أيامي» شهادة على خمسة عصور للكاتب والسياسي جمال أسعد

كتاب «أيامي» شهادة على خمسة عصور للكاتب والسياسي جمال أسعد

جمال أسعد إصلاحى وطنى، من الكتاب والمفكرين الأقباط المعتدلين، تميزت حياته بالكفاح والنضال والتجارب المميزة، لهذا طلب بعض الأصدقاء الأعزاء من الكاتب والمفكر جمال أسعد أن يكتب سيرته الذاتية التى استطاع ببراعة وصراحة وحيادية أن يسرد فيها شهادته على تجربته فى كتابه «أيامى.. شاهد على خمسة عصور»، الذى يعد وثيقة كاشفة على الحياة السياسية والعمل البرلمانى، وبعض الشخصيات البارزة، والأهم سرد علاقاته مع البابا شنودة الثالث، بطريرك الأقباط الأرثوذكس، من العلاقات الوثيقة معه وقيامه ببعض المهام التى أوكلها إليه فى علاقته بالدولة وأجهزتها كنائب فى البرلمان إلى الفتور والصد.

 

أكد الكاتب جمال أسعد أنه لم يكن مقتنعًا بأن سيرته هذه تستحق أن تُحكى، فليس فيها ما هو غير ما لدى أقرانه وزملائه وأصدقائه، ولكنها تجربة حياة شاءت فيها الأقدار أن يخرج من بلدته القوصية فى ظروف سياسية مواتية لهذا الخروج، فمارس العمل السياسى والحزبى وصولًا إلى عضوية البرلمان انتخابًا وتعيينًا.

 

 

ولما كانت حياته وانتماؤه الطبقى وقدرته المالية ونسبه إلى الأقلية العددية المسيحية المصرية لا تخول له الحلم بالوصول إلى عضوية البرلمان هنا وجد أن هذه التجربة الحياتية يمكن أن تكون هاديًا ومحفزًا لشباب الأجيال القادمة، لتستفيد من هذه التجربة أيًا كانت الظروف الاجتماعية أو الاقتصادية أو الطبقية، فعند الإيمان بالموقف والعمل فى إطار الخدمة العامة من أجل الوطن والجماهير ثم الثقة فى الله وفى النفس بلا غرور يمكن للإنسان أن يحقق ما يريد.

 

 

ووجّه جمال أسعد شكره وتقديره لأصدقائه بقوله: «هذه التجربة الحياتية، فإذا كانت بها إيجابيات فلكم أن تستفيدوا منها، وإذا كان هناك، بالطبع، سلبيات فلكم أن تستفيدوا أيضًا بها بألا تكرروها، ثم بعد ذلك وقبله لا يسعنى غير تقديم الشكر، كل الشكر، لأصدقاء العمر الأوفياء الأساتذة المحترمين الذين أضافوا للكتاب قيمة بمقدماتهم، وهم الأساتذة: أحمد الجمال ونبيل عبدالفتاح وعمار على حسن، كما أشكر الصديق الشيخ ماهر نجيب الذى رافقنى حوارًا منذ البداية»، مختتمًا قائلًا: «حفظ الله مصر وشعبها العظيم».

 

 

أكد الكاتب أحمد الجمال على وطنية جمال أسعد فى مقدمته إذ كتب: «نعم.. هو قبطى- أى مصرى- مسيحى أرثوذكسى، تم تعميده ويتناول ويعترف، وتزوج وفق مذهبه، وأنجب وعمّد أولاده، ويذهب للصلاة فى الكنيسة ويحترم أكليروسها، ولكنه لم يتتردد لحظة واحدة فى الانتصار لوطنيته، ولمصر الواحدة ثرية التعدد، عندما نشبت نيران الفتنة الدينية وظهر المتعصبون على الطرفين، ولم يتردد فى الاعتراض على لغة ومواقف نُسبت إلى قيادات كنسية مرموقة، حتى اتُّهم من قبل كثيرين، ممن يعدون أنفسهم النخبة السياسية والفكرية المسيحية، بأنه خان الكنيسة وخان المسيحيين وانحاز لغيرهم! ولم يتردد أيضًا فى مواجهة المتعصبين من مجموعات الإسلام السياسى، ومواجهة الذين اتخذوا من المرجعية الدينية الإسلامية أساسًا يعلو فوق الدستور، ووجدان مصر الذى لم يعرف التعصب عبر تاريخه.. ولم يكن لجمال أسعد أن يتخذ هذا الموقف لولا أنه مستغنٍ، يمد رجله أينما شاء لأنه لم يمد يده».

 

 

«كتابة بحبر القلب».. كلمة الدكتور نبيل عبدالفتاح، والتى أكد فيها: الأهمية الخاصة لجمال أسعد ودوره السياسى الاستثنائى تتمثل فى دوره الناقد سياسيًا للتطرف على الجانبين، وكلاهما يمثل وجهًا من وجوه الحدة والعنف: أن ينتقد البابا والكنيسة فى موضوعية وجدية، وفى نفس الوقت موقفه صارم ضد الطائفية، ومع المواطنة الكاملة غير المنقوصة لكل المصريين، وضد نزعة الانقسام الدينى الرأسى بين المواطنين، الذى دعت إليه الجماعات الإسلامية السياسية والسلفية المتشددة. أيضًا كان ولايزال إطفائى حرائق طائفية فى الصعيد بحكم حنكته السياسية وحزمه وصرامته، وهى مهارة سياسى عملى حصيف.

 

 

«كتاب أيامى لجمال أسعد» سردية حياة سياسية، تعبر بجدية عن نمط السياسى الوطنى الذى يعمل فى إطار الهامش المفتوح للسلطة السياسية الحاكمة، وعبّر عن حياته، مواقفه بصدق، سواء وافق بعضهم عليها أو وجه لها الانتقادات، إلا أنها تشير إلى واحد من أبرز من عملوا بالسياسة طيلة المراحل التاريخية التى عمل من خلالها.

 

 

وجاءت كلمة الدكتور عمار على حسن تحمل عنوانين هما «الباب الموارب- التاريخ من أسفل»، 40 عامًا بين السياسة والفكر، وأوضح فيها: «وقد تابعت الأستاذ جمال أسعد عبدالملاك على مدار أربعة وثلاثين عامًا، ليس فى أدائه السياسى فقط، بل أيضًا فى طرحه أفكارًا دينية تطالب بالتجديد، وترفض جمود المؤسسة الكنسية، قرأتها له فى مقالات وتعليقات، وشاهدته ينافح عنها فى المحطات التليفزيونية. وقد كلفه هذا الكثير، إثر الغضب منه، والابتعاد عنه، وتسليط ألسنة وأقلام لتشويهه، بل التشكيك فى اعتقاده. وقابل هو كل ذلك بابتسام وصبر، لا يقل عن صبره فى الحياة السياسية، الذى يطول، ويُضنيه، كما يُضنينا. لكل هذا قرأت مذكراته أو شهادته على تجربته الحياتية الثرية بنهم وإمعان، ووجدت فيها ما يفيد الجيل الحالى، الذى يريد أن يعرف جزءًا من التاريخ السياسى والفكرى المنسى لبلادنا.. أن الرجل عاصر أحداثًا مهمة، وخالط رجالًا كبارًا، وطرح آراء فى قضايا حيوية، وعرض حلولًا لمشكلات لاتزال مقيمة بيننا، ولا يكل ولا يمل من أن يفعل ما فى وسعه فى سبيل بلاده، التى يحبها، ويخلص لها».

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى