تاريخ ومزارات

قرية هربيط بالشرقية وعلاقتها بـ “حور مرتي” حورس الصقر المحارب.. اعرف القصة

من الشيق حقا، أن تجد علاقة بين اسم قرية “هربيط” والموسيقى! … ومن الشرف أن يفتخر المحارب المنتصر بما فقده من أعضاء أثناء دفاعه عن قيمة عظمى، وتصبح عاهته رمزا لانتصاره، وهو ما سنجد له علاقة أيضا بإسم قرية “هربيط” … لذا اخترت لكم التعرف على هذه القرية لتلك الأسباب، ولعدة أسباب أخرى أذكر منها:
– التأكيد على القاعدة التي أتبناها (ب+ح = ف) أو (ب+هاء = ف)، وأوردت أمثلة تطبيقية في مقالات سابقة.
– كشف اللغز المحير، في تسمية القرية في اليونانية بإسم “فربيط”، فمن غير المتصور تبادل (الهاء مع الفاء).
– التعرف على التبادل النادر بين (ف، ق) الذي يسمح بتحول “فربيط” الى “قربيط”، حيث دعيت القرية في بداية العصر الإسلامي “كورة قربيط”، ورغم ندرة التبادل بين (ف، ق)، إلا أنه يجوز تبادل أي حرفين متجاورين في الأبجدية. فتعال معي في تلك الرحلة القصيرة الممتعة:

الموقع الجغرافي

وفي هذا الصدد قال محمد حمدان الخبير في التاريخ القديم، قرية هربيط هي إحدى القرى الكبيرة التابعة لمركز أبو كبير في محافظة الشرقية في مصر. يحدها من الشرق مدينة أبو كبير، ومن الغرب قرى “كفر أبو الديب”، الخضارية” بمركز الإبراهيمية، ومن الشمال قرى “البوها”، “تليجة”، “كفر النصيري”، “كفر أبو الديب”، ومن الجنوب قرى “أبو ياسين”، “كفر هربيط”. وتطل القريه على فرع رئيسى من فروع النيل ويسمى ببحر مويس (بحر الصفرة) وبحر الصادي.

 من هو حور مرتي

وتابع حمدان، “حور مرتي” هو معبود اتخد شکل الصقر، فهو حورس الصقر المحارب الذی انتصر على “أبوفیس” أمام قارب “رع”، وهو الذی حارب المعبود “ست” وهزمه أیضاً، ولکن بعد أن اقتلع ست (عینه الیسرى) فی معرکة دامیة، وظلت (العین الیسرى) یرمز لها بعد ذلك بشکل (الهلال)، والعین (الیمنى) بشكل (قمر) مکتمل. ولما كان لحورس بعد هذه الحادثة عينان مختلفتان، دعي (حورس ذو العينين) أو “حور مرتي”، ومن هنا دعي مقر عبادته “بر حور مرتي” وهو (هربيط).
وقد صور حور مرتی على شکل صقر أو رجل برأس صقر وفوق رأسه قرنان وقرص الشمس المزین بالکوبرا، کما صور فی العدید من الهیئات الأخرى مثل الثور والتمساح.

مصر أم الدنيا

من العجيب أن تدعى المصلصلة في اللغة المصرية “حر ن بعت” أي (وجه البشر)، ترى لماذا؟! .. أنتظر أن يدلو صديقي القارئ بدلوه في تلك النقطة … ولأن جدودنا هم من ابتدعوا الموسيقى، ستجد أن كلمة “خني” تعنى (حديث، كلمات، عزف)، من هنا جاءت كلمة (غناء، يغني، مغني)، حتى أن كاهنة الموسيقى دعيت “خنوت” وهي كاهنة موسيقى حتحور … والمدهش أن معبودة الموسيقى دعيت “مرت” وهي تعني حرفيا (عين) كما يظهر بالمخصص كناية عن (الخلق الفني)، لذا دعي أي لحن “مرتي” أي (المنتسب لربة الموسيقى)، ثم أخذه كل العالم في كلمة melody “ميلودي” والمقصود به (تتابع النغمات الذي يعطي اللحن).

 أسماء القرية في مصر القديمة

بالإضافة للاسم الأشهر “بر حر مرتي” الذي تحدثنا عنه، يوجد للقرية عدة أسماء، منها “بر يابت-حر” بمعنى (مدينة حورس الشرقية)، ثم “بت حور” بمعنى (بيت حورس)، وأيضا “با سبتي ن عا.ك” (سور عظمتك؟)، “سشن.ت” (محل زهرة اللوتس)، “تا راب.ت إمن” (شئ؟ خاص بآمون) … ويظل المقطع “حر” في أسماء القرية يعبر عن حورس في حالته الاستثنائية، وهو (حورس ذو العينين)ن والآن ترى كيف ظهر إسم قرية “هربيط”، وما معناه؟ .. وما التفسير اللغوي لظهور أسماء أخرى مثل “فربيط” و”قربيط” كما حدث عند دخول العرب؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى