سرابيوم سقارة.. أهم المقابر التي بنيت في منف عند المصريين القدماء
أسماء صبحي
السرابيوم هو اسم يطلق على كل معبد أو هيكل ديني مخصص لعبادة إله الوحدانية سيرابيس. وهي عبادة مقدسة في مصر في العصر الهيلينستى اليوناني تجمع بين إلهين من آلهة مصر القديمة، وهما أوزوريس وأبيس. والهدف منها جعل المواطنين ذات الأصول الإغريقية والآخرين من ذوى أصول مصرية يشتركون في عبادة الإله الحامي الذي يجمع بين صفات الإلهين الإغريقيين “زيوس” و “هاديس”. مع صفات الإلهين المصريين “أوزوريس” و”وأبيس”.
سرابيوم سقارة
تقول فاطمة عصام عثمان، الخبيرة في التاريخ المصري القديم، إن سرابيوم سقارة يعد أهم المقابر التي بنيت في منف. ويقع في مجمع مدافن العجل أبيس الذي كان مقدساً في فترة الأسرات المصرية القديمة، ويرمز للخصوبة ويعبد في منف. واعتبر قدماء المصريين أن روح الإله “بتاح” تتجسد فيه، وسرابيوم يعني مقر الإله سرابيس. وهو مسمى يوناني مرتبط بالمسمى اليوناني سرابيس للإله المصري القديم “حب”. وسرابيس كلمة مركبة تجمع بين الإلهين “أوزير” و “حب” واكتشفه عالم المصريات اوجست مارييت عام 1848.
وأضافت عصام، أن السرابيوم هي المدافن الأكثر قدماً للعجول المقدسة المحنطة والمحفوظة داخل نواويس. ويرجع تاريخ إنشائها إلى عهد أمنحتب الثالث، وفي القرن ال١٣ ق.م قام ابن رمسيس الثاني خعمواست بحفر نفق في أحد الجبال منحوت على جوانبه محاريب يوجد بها نواويس العجول.
وأشارت إلى أن عالم المصريات أوجوست مارييت، اكتشف السيرابيوم، وهو الذي نقب عن الجزء الأكبر من المجمع. لكن المخطوطات التي كتبها بشأن هذا الأمر قد فقدت، وهذا يحد من إمكانية استخدام المقابر لتكوين تسلسل زمني للتاريخ المصري.
مدافن مارييت
وأوضحت الخبيرة في التاريخ المصري القديم، أنه هناك أربعة مدافن نسبها مارييت إلى عهد رمسيس الحادي عشر تم تأريخهم بتاريخ رجعي. مما خلق هذا فجوة زمنية ما يقرب من 130 عاماً حاول الباحثين سدها بشتى الطرق. ووفقاً للبعض، فإنه يجب إعادة النظر في التسلسل الزمني كله للقرن العشرين. ووفقاً لباحثين آخرين فإن هناك مدافن أخرى للثور أبيس لم يتم إكتشافها بعد.
وتعد التوابيت لغزاً آخر من ألغاز السرابيوم من حيث عددها وضخامة حجمها. إذ يبلغ عددها 26 تابوتا مصنوعا من الجرانيت متقن الصنع، ووزن جسم التابوت 75 طنا. أما غطاؤه 30 طناء ويتراوح إرتفاع التابوت بين 3 و 4 أمتار ويصل عرضها إلى 2,5م وطولها 3 أمتار.