مرأه بدوية

بين اليشمق والسواريه.. ملابس النساء في مصر المحروسة في القرن الـ 19

أسماء صبحي

كانت ملابس النساء من الطبقة العالية في أواخر القرن التاسع عشر، تتمثل في لباس يسمى “الشنتيان“. وهو عبارة عن سراويل واسعة جدًا تضيق عند القدمين أحيانـًا بحيث تتمكن السيدة من الجلوس على الشلتة. وفوق الشنتيان يرتدين “السلطة” أو صدار “جيليه” بدون أكمام. ثم “اليلك” وهو رداء طويل، وكان هذا الزى غالبـًا من الحرير المزركش.

أما عند عند الخروج للزيارات، كن ترتدين “الفراجية” ذات الأكمام المفتوحة. وفوق الرأس ما يسمى “خوطوز” أو عزيزية وهى غطاء للرأس مبطن من الداخل بقماش فوقه ورد صناعي يسدل عليه “التل” بحيث يرى الورد. ثم تحته “اليشمق” وهو من القماش الشفاف، ومنه تظهر العينان فقط. وكان هذا الزى منتشرًا في السرايات وعند كبار الأهالى، ولا سيما التركيات.

ملابس النساء من الطبقة الوسطى

وتقول أميمة حسين، الخبيرة في التراث، إن النساء من الطبقة الوسطى كن يرتدين الشنتيان والسلطة، ولكن من قماش متوسط. وعند الخروج للزيارة يرتدين “السبلة”، وهى عبارة عن قميص من الحرير بدون أكمام. وفوقها “حبرة” تغطى الجسم من الرأس إلى القدم؛ وهي في الغالب من الحرير الأسود. و”البرقع” الأبيض للوجه، والمناديل المطرزة كغطاء للرءوس تحت الحبرة. ويرتدين خفـًا أصفر من قطعتين: قطعة تغطي القدم والأخرى تلبس داخل الأولى وتغطى الساق.

وأضافت حسين، أنه كان يوجد بالقاهرة عدد كبير من الخياطين الذين يخيطون ثياب الأهالي من أبناء البلد. وذكرت المصادر المعاصرة أن القاهرة كان بها خياطون من اليونان والأرمن يخيطون ملابس أفراد الطبقة العليا. وكان الخياطيون من اليونانيين والأرمن بارعون فى صناعتهم، ولهم دراية تامة في تكليف الثياب بالقيطان أو الذهبي. حيث يصنعون منه أشكالاً تطريزية ورسوما جميلة.

وأشارت إلى أن بعض الخياطين الأرمن ارتقوا إلى العمل فى قصور الطبقة الحاكمة. فمنهم من عمل رئيساً للخياطين فى قصر إبراهيم باشا. كما أنهم برعوا فى التطريز، حتى احتفظ بعض الخياطين بمكانة مرموقة بسبب مهاراتهم. ووصل البعض منهم إلى أن أصبح “طراز سمو الخديوي توفيق“.

ضربة عنيفة للخياطين

وأشارت إلى أن الخياطين تعرضوا لضربة عنيفة بسبب تدفق الملابس الأوروبية الرخيصة ذات الجودة العالية خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر. إلا أن الخياطين الأرمن تماشوا مع الأذواق الأوربية الحديثة، واحتفظوا بمكان مرموق في السوق المصري.

وأوضحت الخبيرة في التراث، أن الأمر لم يقتصر على دخول فئات من اليونانيين والأرمن في العمل بهذه الحرفة. فقد اشتغل العديد من الشوام أيضا بهذه الحرفة، ومن أشهر الشوام الذين عملوا بهذه الحرفة في القاهرة بتلك الفترة “جوان زنانيرى بالموسكى”، وديمترى الجمال الذى كان محله بشارع كلوت بك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى