إنذار إلهي أم ظاهرة طبيعية.. ماذا حدث في شواطيء العريش والبردويل؟
انحسار مياه البحر بشمال سيناء.. ظاهرة تسبب رعبًا..
سيناء – تقرير: محمود الشوربجي
شهدت شواطئ محافظة شمال سيناء؛ خلال الـ48 ساعة الماضية انخفاض وتراجع منسوب مياه البحر المتوسط في ظاهرة تحدث لأول مرة. مما أحدث مخاوف ورعبًا بين المواطنين لحدوث هذه الظاهرة دون معرفة أسبابها العلمية.
وأكد أهالي مدينة العريش أنهم فوجئوا منذ أول أمس السبت تراجع ملحوظ في شاطئ البحر المتوسط قبالة شاطئ مدينة العريش، وعدد من الشواطئ الأخرى، بمنطقة الرواق بمدينة بئر العبد بشمال سيناء.
وأضاف الأهالي أن تراجع الشاطئ تراوح ما بين 10 إلى 15 متر في اليوم الأول فيما تشهد تراجع آخر في منسوب المياه قليلًا بشكل يومي، وهذه ظاهرة تحدث لأول مرة دون معرفة أسباب تراجعها.
كما أضاف أهالي بمدينة بئر العبد بشمال سيناء؛ أنه جرى انحسار مياه بحيرة البردويل حوالي 100 متر تقريبًا بمرسى اغزيوان والرواق في ظاهرة لم تحدث من قبل.
من جهته أكد الدكتور سامح الكفراوي ، رئيس قسم علوم البحار وإدارة المناطق الساحلية بالهيئة القومية للاستشعار من بعد، خلال حديثه لـ «صوت القبائل العربية» أن عمليات البحث والتقصي لانحسار المياه لازالت جارية من خلال الأقمار الصناعية وتحليل الصور الخاصة بها، للتأكد من كافة الأماكن التي شهدت انحسار المياه بها على الشواطئ الشمالية لمصر، موضحًا أن نتيجة البحث سيتم خروجها خلال الساعات القادمة.
وأضاف «الكفراوي» أن الصور الفوتوغرافية التي تم التقاطها في عدد من الأماكن بالعريش وبحيرة البردويل وبئر العبد خلال الساعات الماضية يجري البحث والتدقيق العلمي من خلال انتظار نتيجة التحليل لصور الأقمار الصناعية، لافتًا إلى أن انحسار المياه ربما قد جرى أيضًا في كافة السواحل الشمالية لمصر وهو ما سيتم تأكيده من خلال نتيجة التحليل لصور الأقمار الصناعية في الساعات القليلة المقبلة.
كما لفت إلى أنه جرى تكليف وتشكيل فريق من المعمل بغرض إنشاء معالجة وتحليل للمرئيات الفضائية وفي انتظار النتائج؛ مشيرًا إلى أن هناك عوامل متعددة ومختلفة لظهور هذه الظاهرة وليس بالضرورة أنها مرتبطة بزلزال تركيا، وقال أن نتيجة المعمل هي التي ستحدد الظاهرة بدقة وخاصة من الناحية العلمية.
رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية
من ناحيته كشف الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، سبب انحسار مياه البحر المتوسط بشواطئ شمال سيناء خلال الساعات الماضية. وقال القاضي في تصريحات لقناة “القاهرة والناس” مساء أمس الأحد، إن “السبب وراء ذلك موجات المد والجز والأمر ليس كبيرا ويرتبط بعلاقة القمر في أطواره المختلفة مع الأرض، لكن ليس للزلازل علاقة بهذا الأمر كما يردد البعض”.
وشدد على أن هذا الأمر ليست ظاهرة جديدة بل أمر طبيعي ومتكرر، وهناك محطات رصد منتشرة على السواحل المصرية تتابع منسوب سطح البحر بصفة مستمرة.
وأثارت صورًا فوتوغرافية ومقاطع فيديو مصورة تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر ولبنان حول انحسار مياه البحر المتوسط عن الشاطئ لأكثر من 10 أمتار، جدلًا ورعبًا خلال الساعات الماضية، خاصة في منطقة عدلون اللبنانية والعريش المصرية والرواق وبحيرة البردويل ببئر العبد، في الوقت الذي ربطها البعض بالزلزال المدمر الذي وقع في تركيا وسوريا مطلع الشهر الجاري.
بيان اتحاد بلديات قضاء صور في لبنان
من جهتها أصدرت وحدة إدارة الكوارث في اتحاد بلديات قضاء صور في لبنان بياناً، أمس الأحد، نفت فيه الأخبار المتداولة عن تسونامي في لبنان، مشيرة إلى أنه لا يوجد أيّ أثر حالي لحدوثه.
وقالت الوحدة في بيان نشرته وكالة لبنان24، إنه “يتم التداول على مواقع التواصل الاجتماعي بأخبار عن حال البحر وإثارة القلق عن تسونامي محتمل وقوعه على شاطئ المتوسط”، مشيرة إلى أنه “بعد التواصل مع مركز علوم البحار ومركز البحوث العلمية، فإن ما يهم تأكيده هو أنه لا وجود لأي تسونامي محتمل طالما أنه لم يحدث أي زلزال في البحر”.
وأضافت: “إن حال التراجع في البحر هي طبيعية تتعلق بالمد والجزر الطبيعي للبحر والتي تتأثر بحركة الكواكب لاسيما وضعية القمر وحركته التي تؤثر على حالتي المد والجزر، وبالتالي فإنّ الحالة المشهودة على شاطئ المتوسط طبيعية ولا داعي للهلع أو الخوف.
كما أهابت الوحدة بمواقع التواصل الاجتماعي توخي الدقة في نقل الأخبار خصوصاً تلك التي تحتاج إلى أدلة علمية والتي يجب تأكيدها من مصادرها الرسميّة والعلميّة.
هذا وأحدثت ظاهرة انحسار المياه جدلًا واسعًا وتخوفًا من تسونامي للبحر، الأمر الذي نفاه البيان. فيما تواصل مراكز البحوث القومية بمصر عمليات الرصد والتتبع لانحسار المياه حيث ستظهر نتائج التحليل خلال الساعات القليلة المقبلة.