“باب زويلة” شاهد على أحداث تاريخية.. وهذه علاقته بـ قبيلة مغربية
أميرة جادو
يعتبر باب زويلة هو أحد أبواب القاهرة الفاطمية، وهو من البوابات التي لا تزال قائمة حتى يومنا هذا، ويشهد على فترة مهمة في التاريخ المصري، لا سيما العصرين الفاطمي والأيوبي، وشهد الباب أهم الأحداث التاريخية هو تعليق رؤوس رسل هولاكو قائد التتار عليه حينما أتوا مهددين للمصريين، كما أعدم عليه أيضاً السلطان طومان باي عندما فتح سليم الأول مصر وضمها للدولة العثمانية، وينسب باب زويلة إلى قبيلة مغربية تسمى “زويلة” جاءت إلى القاهرة مع بدايات العصر الفاطمي.
علاقة الباب بقبيلة زويلة
ووفقًا لما ذكره الكاتب جمال الغيطاني، في كتابه “ملامح القاهرة في ألف سنة”، عن وجود قبيلة “زويلة” في مصر، فإن القبيلة احتلت جزءا كبيرا من القاهرة، وهو مكان حارة اليهود حاليا بشارع الموسكي وسط القاهرة؛ لذلك نسب إليها الباب الذي كان أحد 8 أبواب اختارها جوهر الصقلي في السور الذي أحاط به القاهرة.
تكون باب زويلة، في بدايته، من جزئين متجاورين، ويروي الغيطاني أنه “حينما جاء المعز لدين الله الفاطمي إلى القاهرة، مرّ من أحد الجزئين، فاعتنى الناس بهذا الجزء وأهملوا الآخر حتى سد”.
وبحسب كتاب التاريخ، بني باب زويلة في عام (485هـ/1092م)، عندما أمر الخليفة الفاطمي المستنصر بالله، وزيره بدر الجمالي، ببناء السور، عندما لم تعد أبواب القاهرة صالحة للأغراض الدفاعية.
أنشأ بدر الجمالي “أمير الجيوش” سور آخر من الحجر، بعد أن مد مساحة القاهرة بمقدار 150 مترا إلى شمال السور القديم، ونحو 30 مترا إلى الشرق، ومثلها إلى الجنوب، وتم إضافة المئذنتان إلى السور في عهد السلطان المملوكي المؤيد شيخ، الذي بنى مسجده بجوار البوابة، واستغل برجيها لإقامة مئذنتي جامعه.
سبب تسمية بوابة المتولي
ويرجع سبب تسمية البوابة باسم “بوابة المتولي”؛ لأن متولي الحسبة في العصر الفاطمي كان يجلس عندها لتحصيل الضرائب.
وفي السياق ذاته، قال المقريزي عن باب زويلة: “أخبرني من طاف البلاد ورأى مدن الشرق، أنه لم يشاهد في مدينة المدائن عظمة باب زويلة، ولا يرى مثل مئذنتيه اللتين عن جانبيه، ومن تأمل الأسطر التي كتبت على أعلاه من خارجه، فإنه يجد فيها اسم أمير الجيوش والخليفة المستنصر، وتاريخ بنائه، وقد كانت المنئذنتان أكبر ما هما الآن بكثير”.
والجدير بالذكر، في النصف من شعبان سنة 665 هجريًا، سجل التاريخ أول حادثة صلب علنية، عندما شن الظاهر بيبرس حملة على الحشيش والعاهرات في المدينة، وفي تلك الأثناء قبضت الشركة على شخص اسمه “ابن الكازاروني” وكان سكرانا، فصلبوه على باب النصر، ولم يصلب على باب زويلة، ويبدو أن الصلب كان يتم في الأماكن الظاهرة للناس دون تخصيص مكان معين لذلك.