تاريخ ومزارات

باحثة في الآثار الإسلامية تروي أحداث غزوة بدر.. وهذا سببها 

أسماء صبحي

كان السبب الرئيسي لـ غزوة بدر هو خروج النبي -عليه الصلاة والسلام- مع مئتين من الصحابة الكرام لملاقاة قافلةٍ لِقريش بقيادة أبي سفيان. حيث كانت قادمةً من مكة ومتوجّهةً نحو الشام، ولكنّها تمكّنت من النّجاة، فبقى الصحابة ينتظرون عودتها. فوجّه النبي -عليه الصلاة والسلام- طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد -رضي الله عنهما- مع دوريّةٍ نحو الشمال؛ لانتظار عودة القافلة.

ولما علِموا بعودة القافلة التي تبلغ ألف بعير، رجعوا وأخبروا النبي -عليه الصلاة والسلام- بذلك. فنادى فيهم: (هذه عير قريشٍ، فيها أموالهم، فاخرجوا إليها، لعلَّ اللهَ ينفِلكموها). وخاصةً أنّ المُهاجرين قد استولى المشركون على أموالهم وكل ما يملِكون عندما هاجروا. فخرج النبي -عليه الصلاة والسلام- ومن معه، وكان ذلك في يوم الأربعاء، في الثامن من شهر رمضان من السنة الثانية للهجرة.

ولما علِم أبو سفيان بِنيّة المسلمين؛ بعث إلى قريش يطلب منهم المساعدة والنّجدة. فتجهّز زعماؤهم ومعهم تسعمئة وخمسين مقاتلاً، ومئة فرس، وسبعمئة بعير. لِنجدة أبي سفيان والقافلة، وأثناء طريقهم بعث إليهم بنجاة القافلة وطلب منهم الرجوع. فرفض أبو جهل الرجوع قبل محاربة المُسلمين ووصوله لبدر، ولِيَفرح هناك بالحرب.

أحداث غزوة بدر

وتقول رحمه سليم، الباحثة في آثار مصر الإسلامية، إن المشركين تحركوا ونزلوا بالعدوة القصوى من الوادي. ونزل المسلون في مكانٍ تنزل فيه أقدامهم وحوافر دوابِّهِم. وسبقهم المُشركون إلى آبار بدر، وحفروا القلب؛ ليشربوا منه ويسقوا دوابهم. وعندها أدرك الصحابة النعاس، فأرسل الله -تعالى- عليهم المَطَر بعد أن كانوا لا يقدرون الوصول للماء لأجل الشرب والوضوء. فشربوا، وتوضّؤوا، وسقوا دوابهم، وبقي النبي -عليه الصلاة والسلام- يدعو طوال الليل ويقول: “يا حيّ يا قيوم”. وعند الفجر نادى النبيّ للصلاة، وصلّى بهم، ثمّ خطب بالصحابة وحثّهم على القِتال .

وأضافت سليم، أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- نزل بالصحابة إلى ماء بدر. فأشار عليه الحبّاب بن المنذر النزول إلى أقرب عيون لماء بدر، وإخفاء جميع الآبار الأخرى. ليشرب المسلمون، ويمنع الماء عن المشركين، فانتقلوا من مكانهم إلى المكان الذي أشار له الحبّاب. وغمر المسلمون جميع الآبار، وبنوا حوضاً على بئر القليب، وملأوا آنيتهم.

انتصار المسلمين

وتابعت: “ثمّ أمر النبيّ سعد بن معاذ -رضي الله عنه- ببناء عريشٍ له وراء المسلمين؛ ليراقب تحركاتِهِم في المعركة. فسوّى صفوفهم، ورغّبهم في القتال والشّهادة، وبشّرهم بأن من يستشهد فله الجنة، وبدأ بالدعاء لهم. وأطال في سجوده حتى طمْأنه أبو بكرٍ -رضي الله عنه-، وانتهت المعركة بانتصار المسلمين. وقتِل سبعون من المُشركين، وأسِر سبعون منهم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى