لعبت دوراً هاماً.. من هي الربة المهدأة في مصر القديمة ؟
أسماء صبحي
لقد كانت التعاويذ والتضرعات لها دور كبير من أجل تهدئة الأرباب المقيتين مثل الإلهة “سخمت”. حيث كان دور الكاهن وعب أي “الطاهر” يستلزم تحويل هذه الربة الخطرة إلى الربة المهدأة. أي تحويل سخمت اللبؤة إلى القطة باستت.
واذا أصبحت سخمت مهدأة فإنها تكون راعية وخيرة، وكان الكاهن يتحصن ويحتمي من هجمات الربة بواسطة نقائه وطهره. وهذا يتبين من خلال أحد النصوص الخاصة “بتهدئة سخمت”، حيث يقول”لن يكون لكِ سيطرة علي، انني بكل تأكيد الوعب المنتمي اليكِ”.
وبهذا فإن الكاهن الخاص بالالهة سخمت لديه سمة مزدوجة وهي أنه يضر وينفع. وهذا يفسر أن الكاهن عندما يهدئ سيدته الخطرة يصبح هو سيد الموقف فهنا تتم ظاهرة تماثل وانتقال صفاتها إلى القائم بتقديسها. وبذلك فإنه يستطيع أن ينشر الأضرار ويشفي منها في آن واحد.
دور الربة المهدأة
وتقول شروق السيد، الباحثة في التاريخ المصري القديم، يبدو أن الربة الخطرة تكون شديدة الضراوة بصفة خاصة خلال أيام النسيء التي تكمل العام المصري البالغ عدد أيامه ٣٦٠ يوما. حيث تضاعف سخمت من نفثاتها الضارة، وهذا يفسر التواجد الملح للكاهن وعب الخاص بالربة والمكانة المتميزة لها في أيام النسيء.
وأضافت شروق، أنه بشكل عام، فقد كان بعض كهنة الوعب أطباء مشاهير يستدعون إلى بلاط ملك الفرس. وكانوا يستدعون أيضاً من أجل مراقبة عمليات الذبح الطقسي للثيران في نطاق المعابد. ففي الواقع أن الثور يتماثل مع العدو الأسطوري والكاهن وعب الخاص بالالهة سخمت بفضل وظيفته هذه يستطيع مصارعته. ولقد دعم هذا التماثل بين الثور الذي سيذبح وبين العدو باستعمال ختم يمثل عدوًا سجينا يدمغ به الحيوان المراد التضحية به.
وأشارت شروق، إلى أن معارف هؤلاء الكهنة وكفاءاتهم الثقافية كانت تجعل منهم أيضا أشخاصاً إداريين. وإذا كان عدد كبير من كهنة الوعب الخاصين بالالهة سخمت قد وصلوا الى أعلى المراتب. فلا شك أنهم جميعاً قد استهلوا مهنتهم بأسلوب واحد وهو ممارسة الطب.