وطنيات

البطل ضياء الأرناؤطي.. عمل في عمق العدو لمدة 6 أيام واستشهد في حرب أكتوبر 73

قبل يوم 6 اكتوبر 73، قام رئيس استطلاع الفرقة السادسة مشاة ميكانيكا باستدعاء الملازم ضياء الأرناؤطي. وأصدر له التعليمات بتجهيز مجموعة استطلاع تتكون من 2 عربة بردم برمائية. لإجراء تجربة إبحار في خليج السويس خلال فترة تدريب مناورات الخريف. ثم تم تجهيز المجموعة، وفي 4 أكتوبر تم مراجعة نقطة الإبحار جنوب ميناء الأدبية بـ 4 كم. وتم اختيار أنسب مكان ممهد لنزول العربات منه لمياه الخليج، وتم تدبيش الأرض لتسهيل عملية تحرك البردم ونزولها للمياة.

فجر يوم 6 أكتوبر، وصلت المجموعة للموقع المحدد، وكانت مجهزة للعمل في عمق العدو. ومعها احتياجات من المياة والتعيين الجاف والذخيرة لمدة خمس أيام. بمهمة الوصول عن طريق الخليج لمدخل مضيق سدر الجبلي. والإبلاغ عن أي عدو يحاول الدخول لمضيق سدر من الشرق. والوصول لساحل الخليج وتأمين اللواء الأول مشاة ميكانيكا بالمعلومات قبل وصوله المنطقة.

مهمة المجموعة في حرب أكتوبر

بعد الساعة 2 مباشرة، وبمجرد عبور طائراتنا نحو الشرق. نزلت المجموعة المياة وبدأت الإبحار لمسافة 10 كم. ووصلت المجموعة لنقطة جنوب النقطة القوية بعيون موسي بحوال 5 كم. وبعد إبحار لمدة 2 ساعة وصلت المجموعة للبر الشرقي، وبسرعة تم عبور الإسفلت الملاصق للساحل. وباستخدام الأرض والوثبات تم الوصول قبل آخر ضوء لمنطقة بئر أبو جراد على مدخل مضيق سدر. وفي خلال ثلاث أيام تم الوصول لأكثر من منتصف المضيق بدون أي ظهور لتواجد أي عدو.

في مساء 10 أكتوبر، قامت طائرات مقاتلة للعدو بهجمات جوية متتالية على أكتاف المضيق من مدخله الشرقي عند قلعة الجندي وحتي منتصف المضيق. وأبرار وحدة مظلات على أكتاف المضيق من مدخله، وكانت عناصر من الكتيبة 143 صاعقة. والتي تم إبرارها على أكتاف المضيق مساء 6 أكتوبر. قد تمكنت من تعطيل لواء مدرع إسرائيلي من دخول المضيق وتدمير عدد من دباباته. مما اضطر العدو للقيام بالهجمات الجوية وإبرار مظليين للتعامل مع أبطال الصاعقة المصرية.

استشهاد البطل ضياء الأرناؤطي

ومع الهجوم الجوي، تمكنت سرية دبابات من الوصول حتى منتصف المضيق. لمكان قريب من مجموعة الملازم ضياء، حيث قام بإبلاغ رئاسته عن تقدم سرية دبابات نحوه وعددها 11 دبابة باتون m60. تحاول الوصول لمخرج المضيق والوصول للساحل.

صباح يوم 11 اكتوبر تمكن العدو من رصد عربات مجموعة الملازم ضياء. وقامت بتوجيه مواسير الدبابات اتجاهها مما اضطر الشهيد ضياء إلى إصدار أوامره بنزول عدد 2 قاذف Rpj للتعامل الفوري مع دبابات العدو. وقيام مدافع الـ 14.5 بإطلاق القذائف على العدو. وتم إصابة وتدمير عدد 2 دبابة، وقام العدو بتدمير عربة بردم بقذائف شديدة الانفجار من الدبابة. واستشهاد كل من فيها 4 فرد، وإصابة مركبة الشهيد ضياء. حيث أصيب بشظية في رأسه، وتوفي علي إثرها وتم استشهاده. وقام باقي الأفراد 3 بتسليم أنفسهم للعدو بعد نفاذ ذخيرتهم. وتم عودة الأبطال الثلاثة بعد انتهاء وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بعد 6 شهور في الأسر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى