حوارات و تقارير

باحثة في التاريخ تتحدث عن تجوال الأرواح في المعتقدات المصرية القديمة

أسماء صبحي 

لقد كان جثمان المتوفي في مصر القديمة عندما يتم تحنيطه تنطلق الروح في رحلتها الكبرى التي سوف تؤدي بها أمام محكمة أوزيريس وإلى حقول “اليارو”، وحتى لا تضل تلك الروح طريقها كان يتم وضع خرائط عن العالم الآخر بداخل المقبرة لتبين خط السير الذي يجب اتباعه.

كتاب الطريقين

وقالت شروق السيد، الباحثة في التاريخ المصري القديم، إن هذه الاحتياطات قد ظهرت خلال الدولة الوسطى “بكتاب الطريقين” أما كتاب الموتى، فهو الذي كان يحدد الأهوال والمخاطر التي سوف تلاقيها الروح خلال سفرها للعالم السفلي، ثم يقدم لها الصيغ والوصفات السحرية مضافاً إليها بعض التمائم والطلاسم لتساعدها على الخروج سالمة من هذه المخاطر والمحن.

وأضافت شروق، أنه حالما كانت تغادر الروح مقبرتها في هيئة المتوفي تنطلق نحو الصحراء الغربية مثل أي حاج، وهناك تقابل شجرة جميز تقيم بها إحدي الإلهات (غالباً حتحور) التي تقدم لها بعض الطعام والمياه، وبمجرد أن تقبل الروح هذه الهبات لا يحق لها الرجوع.

وتابعت الباحثة في التاريخ، إنه عندما كانت تبدأ التجارب الخطيرة وهي في طريقها بأجواء الغرب الغامض تقابل الروح عدداً من الثعابين وكذلك “أبوفيس”، كما يتحتم عليها عبور إحدى البحيرات التي تبدو مياهها في حالة غليان بل تكون ملزمة أيضاً بالشرب من هذه المياه، ثم تتوغل لمنطقة مستنقعات والأمر الوحيد الذي يساعد الروح للعبور هو التمائم السحرية التي تحملها وتلاوتها لبعض الصيغ السحرية من كتاب الموتى.

وصول الروح إلى بلاد الروسيتو

وأوضحت، أنه من خلال كتاب الطريقين نرى الروح قد وصلت إلى بلاد الروسيتو بواسطة باب قُد من النيران المتأججة، أو إلى بحيرة الروسيتو الذي يقف على حراستها تمساح له رأس كبش ومسلح بخنجر، ولكي تتمكن الروح من عبور البحيرة وردت روايتان في متون الأهرام عن الأمر، تذكر إحداهما أن هناك قارباً يقوده جني يساعد المتوفى على العبور ولكن قبل العبور يتحتم على هذا الاخير الإجابة على أسئلة هذا الملاح واستفهامات كل جزء من أجزاء المركب، ولكن يبدو هذا الاستجواب في صورة مغايرة بكتاب الموتى.

وفي نهاية الأمر عند وصول الروح إلى مملكة أوزيريس، تجد في استقبالها الآلهة المساعدين لأوزيريس فيقومون بإرشادها إلى موقع المحكمة لتمثل أمامها وتتم محاكمتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى