«البرقع البدوي».. ثروة المرأة البدوية وتراثها البديع

حاتم عبدالهادي السيد
تضع المرأة البدوية “البرقع” لتغطي الوجه في الغالب، كما تتقنع، أي “تضع القناع علي الرأس”، أو من خلال الطاقية التي تثبت جيداً، وفوقها القنعة، أو غطاء الرأس.
أما البرقع فهو يكشف عن حياء المرأة البدوية، كما أنه سترة لها، لتخفي وجهها عن الرجال والشبان علي امتداد الصحراء المترامية الأطراف .
مهر العروس
ويعتبر البرقع “ثروة المرأة في البوادي المصرية والعربية، وفي سيناء”، وقديمًا كان “مهر العروس” برقعاً محلي بالذهب الخام، والفضة، وبعض العملات الذهبية القديمة، لذا عد ثروة المرأة تحملها معها أينما سارت أو حلت، ويعتبر كذلك من الزينة التي تكشف عن جمال خفي، وعبر سيناء عرف البرقع السيناوي، ليس فقط كقطعة مميزة بزينة المرأة السيناوية و لكن كقطعة فنية، أو تابلوه تراثي مميز فهو مرصع بالعملات الفضية و المرجان و الخرز و الصدف والتطريز.
وبالنظر إلى تفاصيله فهو قطعة فنية مميزة تستحق التوثق نف هو تراث مادي حيّ ملموس وجميل، وعن جمال المرأة البدوية قال المتنبي الشاعر:
حسن الحضارة مجلوب بتطريةٍ وفي البداوة حسن غير مجلوب .
النقاب بدوي
يصنع غطاء الوجه أو ( البرقع السينائي)، أو برقع “هاند ميد” – كما يصفونه حديثًا – من الأقمشة والأصواف السيناوية البدوية المميزة، كما يمكن تغيير الأشكال بحسب الخرز والصوف، أو الخرز المعدني، أو من النقود الفضية والذهبية ، وهذا يجهل البرقع أغلي ثمنًا كذلك.
ويستخدم البرقع، لحجب وجه المرأة ما عدا العينين، وهو مصنوع من القطن الرفيع أو الحرير الخالص وتتدلي منه صفوف من العملات المعدنية المتراصة والمثبتة علي قماش البرقع، وهو ليس مجرد عادة فقط، لكنه جزء من تراث وتاريخ كل قبيلة، ومن العار أن تبيع المرأة البرقع الخاص بها، أو تستبدله ،وحين يبلي تقوم بنقل ما عليه من قطع وعملات إلي برقع آخر جديد.
لقد رأينا في سيناء لدي بعض القبائل، أن الفتاة قبل الزواج ترتدى ثوبًا إما أزرق اللون أو أحمر أو أصفر، ويكون مطرزًا بزخرف بسيط وفوقه قنعة سوداء.
البرقع والحالة الاجتماعية
ترتدى السيدة المتزوجة ثوبًا أسود اللون بزخارف على الصدر والأكمام والجزء السفلى منه، ويغطى رأسها قنعة سوداء، تُجمل أيضًا بوحدات زخرفية على طريقة الكنافاة، على أطرافها وعلى الخلف، وأسفل القنعة تحزم رأس المرأة بالوقاه.
ويكون الجزء العلوي من “البرقع” على شكل مثلث، ويجمل بقطع من العملة التي تثبت في منتصف البرقع بحيث تمر بين العينين وفوق الأنف بشكل عمودي على هيئة صفوف متراصة، وتدل هذه العملات على الوضع الاقتصادي للعائلة.
فإذا كانت من الذهب دلت على ثراء القبيلة والعائلة، وإذا كانت من الفضة دلت على أن القبيلة ميسورة الحال، أما إذا كانت من المعدن الأبيض، فإنها تدل على فقر العائلة.
أما ثوب المطلقة، فعبارة عن أرضية سوداء عليها زخارف من اللون الأزرق فقط، وتشبه في وحداتها نفس الزخارف الملونة في جلباب السيدة المتزوجة.
وتختلف أشكال البرقع باختلاف سن المرأة، فالفتاة تصنع البرقع ذا الألوان الزاهية كالأحمر والأزرق، والوردي، بينما ترتدي المرأة المتزوجة البرقع ذا الألوان الهادئة ، وترتدي العجائز البرقع الاسود اعتبارًا وقيمة لعمرها كذلك.
البرقع الأشهب
أما البرقع أو “البرجع” بلغة أهل سيناء، فهو ملازم للفتيات والسيدات هناك، ويختلف شكله وتصميمه من قبيلة إلى أخرى، ولكل قبيلة برقع خاص بها يمكن أن يميز أهل سيناء من خلاله الفتاة أو السيدة التي ترتديه، وهو ما لا يلاحظه بالطبع الغرباء عن المجتمع السيناوي.
كما أن البرقع أيضًا مؤشر للحالة الاجتماعية والاقتصادية لمن ترتديه، فهناك من يطعمه بالجنيهات الذهبية أو الفضية، ومؤخرًا تم إدخال قطع معدنية رخيصة لإضفاء الطابع الجمالي فقط.
وهناك غي جنوب سيناء البرقع الأشهب، ويبدو أن التسمية مأخوذة من الجمل الذي له لون أشهب، أو أسود داكن جمبل .