عائلات مصرية

القهوة العربية: تقاليد ضيافة تروي حكاية 600 عام من الكرم في قطر

منذ دخول القهوة إلى المنطقة قبل حوالي 600 عام أصبحت جزءًا لا يتجزأ من ثقافة المجتمعات الخليجية وأداة للتعبير عن الكرم والضيافة التي لا مثيل لها في العالم العربي، وتعد القهوة العربية في قطر رمزًا مهمًا لما تحمله من قيم اجتماعية وثقافية، وهي جزء أساسي من الحياة اليومية في المجالس القطرية التي تجسد تواصل الأفراد وتعزز الروابط الاجتماعية، ويتناول القطريون القهوة بطريقة احتفالية ويقومون بتحضيرها بعناية، مستعرضين تاريخًا طويلًا من العادات والتقاليد التي تكمل صورة الحياة في هذا البلد الخليجي.

تحضير القهوة في قطر:

في قطر، يتم تحضير القهوة العربية التقليدية عبر تحميص حبوب البن ثم غليها مع الهيل والزعفران، وهي عملية تكتسب أهمية خاصة حيث يشهدها الضيوف في المجالس القطرية، ورغم أن هذا المشروب يُعدّ تقليديًا في المنازل، إلا أنه أصبح جزءًا من الثقافة المعاصرة التي تتسارع نحو الانتشار في المؤسسات التجارية والمراكز الثقافية لتقديم طعمه الفريد للمقيمين والزوار

القهوة تعكس روح المجتمع القطري

تقول المغتربة السريلانكية لانكا بيريرا، التي تعيش في قطر منذ ثلاث سنوات، إنها لم تكن تعرف أن هذا المشروب يحتوي على القهوة ولا يشبه طعم القهوة المعتاد بالنسبة لها، وتضيف بيريرا أن القهوة تُحضر أمام الضيوف من قبل رب الأسرة، ويقوم ابنه الأكبر بتقديمها، وهو ما يعكس احترام التقاليد المتأصلة في المجتمع القطري، حيث يُعتبر تحضير وتقديم القهوة جزءًا من التفاعل الاجتماعي بين الأفراد.

انتشار القهوة في المؤسسات الثقافية والتعليمية

على الرغم من أن القهوة كانت تقليدًا يقتصر على المجالس الخاصة والعائلية، إلا أن القهوة العربية أصبحت الآن تروج لثقافة قطر في مراكز ثقافية متعددة مثل مركز إيمبراس الدوحة، ويتم تنظيم جلسات نقاشية ودورات تعليمية تتعلق بالقهوة وأصولها في المركز الثقافي، حيث يكتسب الزوار معرفة أعمق عن مشروبهم المحلي وأثره على المجتمع القطري على مر السنين ، تقول بيريرا بعد حضورها الجلسة الثقافية: “القهوة مشروب نراه في مكتبنا، ولا يمكننا الاستغناء عنه في حياتنا اليومية، لكنني لم أكن أعلم شيئًا عن مكوناتها وكيف يتم تحضيرها بشكل تقليدي”.

من التراث الثقافي القطري

في عام 2015، قدمت أربع دول خليجية هي السعودية والإمارات وعمان وقطر مبادرة لضمان إدراج القهوة العربية في قائمة التراث الثقافي غير المادي لمنظمة اليونسكو ، وأصبحت القهوة العربية منذ ذلك الحين رمزًا دوليًا للكرم والضيافة، حيث أكدت اليونسكو على أن تقديم القهوة يعد فعلًا احتفاليًا يعكس خصال المجتمع العربي وتقاليده الموروثة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى