علاء عبد الله يكتب :أكتوبر هيبة الحروب

علاء عبد الله يكتب :أكتوبر هيبة الحروب
نعيش الآن أجواء انتصار أكتوبر العظيم فى الذكرى الـ49، لهذا النصر المبين نتذكر الغائب الحاضر فى اذهاننا جمال عبد الناصر الذى استوعب هزيمة يونيو 1967 وخطط على الفور لحرب الاستنزاف التى سجلت بطولات معجزة قادت إلى النصر فى معركة استرداد الكرامة، وبدأت (حرب الاستنزاف) فى مارس 1969، وهو تعبير أطلقه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر على العمليات العسكرية التى دارت بين القوات المصرية شرق قناة السويس والقوات الإسرائيلية المحتلة لمنطقة سيناء عقب حرب الأيام الستة التى احتلت فيها إسرائيل الأرض العربية فى كل من الضفة الغربية وقطاع غزة وهضبة الجولان وسيناء.
بالطبع كانت هناك دروس كثيرة مستفادة من تلك النكسة، وليست “هزيمة” كما يقول البعض، لأنه بخسارة الحرب لم تنكسر الإرادة الوطنية، ولعل حجم المظاهرات التى انطلقت لرفض القرار الوطنى المسئول بتنحى عبد الناصر غير المسبوقة تحقق هذا المفهوم، فقد أكد هذا الطوفان الشعبى على عدم انكسار الإرادة الوطنية، صحيح أنك خسرت قطعة من أرضك وهناك هزيمة عسكرية بكل المقاييس على مستوى الدولة، ومع ذلك ظلت معنويات الشعب عالية، مايعنى انتفاء صفة الهزيمة، ومن ثم تمت عمليات إعادة بناء القوات المسلحة بشكل يدرس عالميا، خاصة أنه تم فى ظل ضغوط من جانب العدو، وبعد ضرب الطيران المصرى على الأرض فى 67 وأصبحت الأرض مكشوفة، وهو ما أوعز ببناء دوشم للطائرات بدعم من القطاع المدني، وبناء مطارات جديدة وممرات داخلها لتنفيذ الطلعات بشكل سريع.
ويهمنا أن نذكر فى هذا المقام، أن هذه الدروس المستفادة حققت التفوق لحساب القوات الجوية التى حاربت فى أكتوبر 73
و كان لحرب أكتوبر تداعيات سياسية، فلولا الحرب ما استطاع الرئيس الراحل محمد انور السادات أن يبدأ مسير التسوية السلمية، فقد كانت الحرب بمثابة تحريك للمياه الراكدة، وفتحت المجال لعقد صلح بين مصر وإسرائيل، فلا شك في أن تطورات الحرب هي التي اقتضت كلا من الطرفين بان السلام العادل هو السبيل الوحيد لإتاحة الفرصة للتنمية والتقدم والاستقرار في المنطقة، وكان السادات قد أعلن أن حرب أكتوبر هي آخر الحروب.
فقد دافع ابنائنا ابناء الجيش المصرى بكل استماتة عن ارضهم وظلوا فى تكاتفهم حتى ازاحوا الغمة عن الارض المصرية وصابر واصطبروا على العدو الذى قيل انه لا يقهر واستطاعوا ان يحطموا حلم الكيان الاسرائيلى وقهروا وحطموا خط بارليف واذهل الجيش المصرى العالم بقيامه بتحطيم خط بارليف وتمكن جنودنا فى عبور القناة فى ست ساعات واختلطت الدم المصرية التى روت ارض سيناء الحبيبة لتصبح ارض المجد والعزة والكرامة وايقن العالم كله بان جيش مصر ورجاله قادرون فى كل زمان ومكان ان يثبتوا وجودهم وقوتهم وتماسكهم فسبقتهم كلمة الله اكبر فى ميدان القتال فكانت يد الله معهم وتمكنوا من استعادة الارض فى ساعات قليلة ووقف الشعب مع جيشه يؤازره صامدا لمواجهةالعدو وتمكن من خلال الخطة المدروسة من القيادة العسكرية فى الانتصار على العدو الذى كانوا يصفونه بانه لايقهر ولا ننسى دور الدول العربية التى ساندتنا وقت الحرب والدور الايجابى للملك فيصل وقتها والدور السورى وتكاتف العرب مع مصر ليعود للامة العربية كرامتها وتعودلمصر عزتها لترفع رأسها عالية شامخة بانتصارها الكبير فى حرب النصر الذى سيظل محفورا فى ذاكرة الجميع الى ان يرث الله الارض ومن عليها
فاكتوبر المجيدة احيت الوطن العربى وايقظت الهمة والوحده العربية وبعثت الحياة ونبضها بقلوب المصريين خاصة والعرب عامة واصبحت الايقونة الحقيقية التى نعيش وسيعيش ابنائنا عليها الى ابدا الدهر فعاشت مصر وتحيا مصر بجيشها ورجالها