أحمد رفعت يوسف يكتب: ماذا وراء الدعوات إلى الحلول والمخارج السياسية.
أحمد رفعت يوسف يكتب: ماذا وراء الدعوات إلى الحلول والمخارج السياسية.
فجأة بدأنا نسمع لهجة جديدة، من أطراف عديدة من تحالف العد.و.ان، تدعو إلى البحث عن مخارج وحلول سياسية، للأوضاع المتفجرة في فلس.ط.ين المح.تلة، وعموما المنطقة.
** وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن، يتحدث وهو في طريقه إلى فلس.ط.ين المح.تلة، عن الحاجة إلى إنشاء دولة فلس. طي.نية مستقلة، ويدعو إلى التهدئة بين الكيا.ن الصه.يو.ني والمقا.و.مة اللبنانية، ويؤكد أن التصعيد ليس من مصلحة أي طرف، سواء إسرائيل أو لبنان.
** وزير الخارجية الإيطالي، يكشف أن دول مجموعة السبع، تبحث مع إسرائيل، سبل إيجاد مخرج من المرحلة العسكرية للنزاع في غز.ة.
** اما الأهم، فهو ما يجري الحديث عنه من خلافات داخل المؤسسين السياسية والعسكرية، في القيادة الاسرائيلية، محورها ان إسرائيل فشلت في تحقيق أهدافها، والأمل مفقود في تحقيقها، وتساؤلات ماذا عن اليوم التالي.
يمكن ربط كل هذه التصريحات والمواقف، مع ما تم الكشف عنه من الجانب الإيراني، عن رسالة أمريكية إلى طهران، عبر وفد خليجي، تعرض فيها تسوية كبرى في المنطقة.
هذه المواقف الجديدة، تدعو إلى التساؤل عن خلفيتها ومؤشراتها، ولماذا غابت لهجة التهديد والوعيد، ومواسم الحج الأمريكي والغربي إلى فلس.ط.ين المح.تلة، لإعلان التأييد للكيا.ن الصه.يو.ني، وعن حق الكيا.ن في الدفاع عن نفسه، ولعدم توقيف القتال قبل تحقيق الأهداف الإسرائيلية.
في السياسة والصراعات والحروب، لا شيء من فراغ، ولا عواطف ولا قوانين، ولا شيء يحكم الأوضاع والمواقف، الا لغة الميدان، وهذا يؤكد أن هذه المواقف ناتجة عن تطورات الميدان فقط وأهمها..
** الفشل الإسرائيلي الأمريكي، في تحقيق اي من الأهداف الاستراتيجية، التي وضعوها في بداية العدوان على الشعب الفلس.طي.ني.
** تأكد الإدارة الأمريكية، التي تدير هذه الحرب، إلى جانب قادة الكيا.ن، من عدم قدرة الجيش الاسرائيلي، على الاستمرار في الحرب، او تحقيق اهدافه.
** الخوف الأمريكي الاسرائيلي، من توسع نطاق الحرب، والانجرار الي معركة أوسع سيكونون الخاسرين فيها، وقد تؤدي إلى خروج سريع ومذل للأمريكيين، من كامل منطقة شرق المتوسط وغرب آسيا.
** استشعار الإدارة الأمريكية، بأن تطورات هذه الأوضاع واستمرارها، والفشل في تحقيق الأهداف، بدأت تؤثر بشكل جدي، على مكانة الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى ملفاتها الاستراتيجية الكبرى، وخاصة في صراعها مع الصين، ومع روسيا في أوكرانيا.
** ما تبديه الأدوات الأمريكية في المنطقة، من مخاوف على مواقفهم، وحتى وجودهم.
مع هذه التطورات يبقى التساؤل مشروع، عن إمكانية تحقيق ما تسعى اليه أطراف تحالف العدوان، للخروج من مرحلة الصراع والاشتباك، إلى البحث عن المخارج والحلول، وكيف؟ وما هو الثمن؟ وماذا عن مواقف الاطراف المقابلة؟ وهذا يثير التساؤلات، حول ما هو مطروح على الطاولة من حلول، وإمكانية قبوله كأساس لهذا الانتقال.
** الحل الأول والأكثر تداولاً، هو حل الدولتين في فلس.طي.ن المح.تلة، فهل لا يزال هذا الحل مقبولا وواقعيا، بعد كل ما جرى؟.
** بالتأكيد لن يكون العرض الأمريكي، متضمناً خروجهم من العراق وسورية، فهل ستقبل اطراف المقاومة، باي حل يبقيهم في البلدين، بعدما أصبحت إمكانية إخراجهم باليد؟.
** الوصول إلى تسوية في كامل المنطقة – كما تقترح الرسائل الأمريكية إلى الإيرانيين – يتضمن بالتأكيد، طلبات وملفات تتجاوز بكثير الصراع الجاري في فلس.ط.ين المحتلة، فهل تستطيع الإدارة الأميركية، والكيا.ن الصه.يو.ني، الاستجابة الي كل طلبات دول وأطراف حلف المقا.و.مة؟.
يمكن بكل سهولة الاستنتاج، بأن إمكانية التوصل إلى حلول أصبحت أكثر صعوبة، ان لم تكن مستحيلة لسببين:
** الأول أن الولايات المتحدة والكيا.ن الص.هيو.ني، عاجزين عن دفع الأثمان المطلوبة، للخروج من مرحلة القتال والاشتباك، إلى المخارج والحلول.
** الثاني لان الصراع وصل إلى مرحلة، أصبح مطلوب فيها حسم الكثير من الملفات، وأصبحت المنطقة مهيأة لتغيير دراماتيكي، في خريطتها الجيوسياسية، ومن المؤكد أن أطراف حلف المقا.و.مة، لن تفرط بسهولة في كل ما راكمته من مكاسب، وما حققته من إنجازات، اوصلتها إلى قرب مرحلة حصد النتائج، ويمكن الاستدلال على ذلك بمؤشرين هامين:
** الأول وهو أن قاعدة التفاوض، المعروفة في الصراعات سواء السياسية أو العسكرية، أنها تتم في مرحلتها الأولى، بصمت وخلف الكواليس، حتى حسم توجهاتها، بين التهدئة أو التصعيد، والوصول إلى الخطوط العريضة للتوافق، ثم الانتقال إلى بحث التفاصيل، وهنا يمكن التأكيد، بأن الكشف الإيراني عن الرسائل الأمريكية، يؤكد فشل هذه الرسائل، في تحقيق المطلوب منها.
** الثاني هو دعوة الحكومة العراقية، لخروج قوات التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية من العراق، والحديث عن تشكيل لجنة لبحث تطبيق هذا الطلب.
هذا يؤكد، ان الاوضاع تميل إلى استمرار الصراع، وليس إلى التهدئة، وان كان هذا الصراع قد يأخذ أشكالا مختلفة عما هو عليه اليوم، وقد يصبح مع الأمريكيين بشكل مباشر.