أهم الاخبارحوارات و تقارير

رحيل الحاج محمود رفاعي عميد عائلة الكاشف بسيناء عن عمر ناهز 88 عاما

أحد رموز الخير في سيناء

سيناء – محمود حسن الشوربجي

رحل عن عالمنا صباح اليوم الأحد، الحاج محمود محمد رفاعي الكاشف، الذي وافته المنية عمر ناهز 88 سنة، وهو أحد رموز سيناء وابن عائلة الكاشف بالعريش وعميدها، وأحد رموز الخير في سيناء؛ وذلك بعد تعرضه لأزمة صحية خلال الأيام الماضية.

أعلنت أسرة الكاشف، صباح اليوم، نبأ وفاته في المركز الطبي العالمي بالقاهرة أثناء العلاج بها.

وخيم الحزن بين عائلات مدينة العريش لنبأ وفاته وقدمت جميع قبائل سيناء وعائلاتها واجب العزاء لأسرته وذويه.

وكان الحاج محمود رفاعي قد تعرض لأزمة صحية نُقل على إثرها إلى المركز الطبي العالمي بالقاهرة، إلى أن وفاته المنية صباح اليوم الأحد.

 

آخر منشوراته على مواقع التواصل:

قبل وفاته بأسبوع نعى الحاج محمود رفاعي أحد أبناء عائلته مقدمًا العزاء لجميع الأسرة، وكان قبلها قد نشر مشاركة عن مسجد الخلفاء الراشدين بالعريش في 19 سبتمبر 2021 قائلًا: «مسجد أعتز به ولكن إرادة المولى عز وجل هي الأقوى والحمد لله والشكر لله وجزا الله كل من تعاون معنا في إنشاء هذا الصرح العظيم ومجلس إدارة الجمعية الذي أشرف وأدار مشروعات الجمعية من إنشاء مساجد جديدة ومستوصفات خيرية ومدارس الحضانة وكثير من المشروعات من أجل خدمه فقراء الإسلام والمسلمين خلال أربعون عام مرت وأذكر من مجلس الإدارة الذين فارقو الحياة وهم المرحوم مصطفي البلك وفوزي جربوع وقدوره حسين جزاهم الله خيرا لكل ماقدموه في حياتهم، وندعو الله أن يحشرهم مع الصديقين والشهداء والصالحين والحمد لله رب العالمين؛ محمود محمد رفاعي».

نبذة عن حياته:

ولد الحاج محمود رفاعي الكاشف بمدينة العريش مسقط رأسه، في عام 1934م، وقضى فيها فترة طفولته حتى انتهاء المرحلة الثانوية، ثم التحق بجامعة عين شمس كلية التجارة في سنة 1962م، وبدأ حياته شابًا صغيرًا في العمل العام وذلك برعاية وتحفيز والده، عليه رحمة الله.

اكتسب الكاشف خبرة العمل من والده وفي سنه الصغير بالرغم أنه كان طالبًا وقتها، وجمع بين العلم والعمل في وقت واحد، ووفقاً لمصدر مقرب من أسرته، فإن والده قد أعطاه ألف جنيها رأس مال كبداية مشروع له ومن ثم إنطلق في مشاريع أكبر.

أنجز الحاج محمود رفاعي بعد تألقه في العمل عدة مشروعات وأعمال مقاولات من خلال القوات المسلحة أثناء حرب الاستنزاف، وأسندت إليه مشروعات رائدة حققت التنمية على أرض شمال سيناء.

حقق الكاشف مشروعات وأعمال عامة منها، إنشاء محطة كهرباء العريش، وإنشاء أول كورنيش يتمتع بشكل جمالي في العريش، وهو أول من ساهم في بناء حي ضاحية السلام القديمة بعد استلام العريش من الإحتلال سنة 1979م، كما أنه أنشأ ولأول مرة في سيناء المعهد العالي للسياحة والفنادق بالعريش، وقرية بالم بلازا السياحية في القرن الحالي.

لم تكن أعمال الحاج محمود رفاعي متوقفة على شمال سيناء فقط، بل امتدت إلى المحافظات الأخرى مثل الإسكندرية والقاهرة وأسوان والسويس،حيث قام بإنشاء دار الشرطة العسكرية بالقاهرة وكذلك إنشاء مبنى شئون الضباط بمنشية البكري وكذلك إنشاء مصانع تجميد وحفظ الخضروات للقوات المسلحة، وإنشاء مصنع المكرونة بالجبل الأحمر وكذا إنشاء قسم ثان القديم بالعريش.

نال «رفاعي» العديد من التكريمات والأوسمة وشهادات التقدير كما كان من أوائل من دخلوا محافظة شمال سيناء بعد تحريرها 1979م عن طريق إدارة الأشغال العسكرية وذلك للإعداد لاحتفالات السلام ورفع العلم المصري خفاقاً في مدينة العريش، وذلك نظراً لدوره الرائد في إنجاز الأعمال في المواعيد المحددة ووفق الاشتراطات والمواصفات المطلوبه.

مشروعاته ودوره في المجال التعليمي:


وإلى جانب مشروعاته مع القوات المسلحة.. أقام عدة مشروعات تدعم السياحة بمدينة العريش مثل قرية “بالم بلازا” لتحقيق التنمية السياحية وجذب الاستثمارات وكذلك أنشأ قرية “دنا بلازا” في مدينة الاسكندرية وأسس وترأس عدة مشروعات رائدة منها شركة شمال سيناء للمنشآت السياحية وكذلك للمشروعات الغذائية وشركة رفاعكو والمؤسسة العصرية للمقاولات.


ووفقًا لحديث مسبق في عام 2019م مع أحد الصفحات “سيناء زمان”، ذكرت على لسانه أن الحاج محمود قام بشراء مجمع تبريد وتجميد شركة جيركو بالعريش الذي كان متوقفاً عن العمل والبلدة كانت في إحتياج شديد لهذا المشروع حيث قام بتشغيله للمحافظة وتحقيق الاستفادة المثلى منه، وكذلك في مجال الزراعة قام بإنشاء العديد من مزارع الزيتون بمنطقة وادي العريش بشمال سيناء وكان صاحب أول فكرة لزراعة أشجار النخيل الزغلول وأشجار الكمثرى.


وفي المجال التعليمي فلقد قام بإنشاء المعهد العالي للسياحة والفنادق بالعريش 2005م ثم أضاف إليه قسم اللغات إنجليزي وفرنسي 2009م ثم أضاف إليه قسم علوم إدارية 2014م ثم تغير أسمه أخيراً ليصبح “معهد سيناء للدراسات النوعية ” ليشمل أقسام (سياحة ولغات وإدارة) ليسهل على أبناء سيناء فرص الالتحاق بالتعليم العالي ونظراً للظروف التي تمر بها المحافظة فلقد قام بعمل فرع آخر له في الاسماعيلية.

دوره الإجتماعي:

أما عن الدور الاجتماعي، فبالرغم من أن الحاج محمود رفاعي لا يحب ذكر أعمال الخير الكثيرة التي يقوم بها ويفضل أن تكون تجارته مع الله ولكن بعد إلحاح شديد قال أنه يترأس عدة جمعيات تهدف إلى إنشاء وتعمير بيوت الله ومساعدة المرضى والفقراء والمساكين منها رئاسة جمعية الخلفاء الراشدين التي قامت بإنشاء مسجد الخلفاء الراشدين بالعريش وكذلك المستوصف الخيري به والذي يضم عيادات طبية لجميع التخصصات بأجر رمزي زهيد لمساعدة المرضى.


وكذلك إنشاء مسجد الأزهر الشريف بحي الصفا والملحق به عيادة صحية ودار حضانة وجمعية لتحفيظ القرآن الكريم، وكذلك إنشاء المجمع الإسلامي بحي الزهور الملحق به مستوصف خيري ومبنى لتحفيظ القرآن الكريم
كذلك يترأس الحاج محمود رفاعي جمعية رجال الأعمال التي تقدم القروض للشباب لإنشاء المشروعات الصغيرة وتقديم الدعم والاستشارات الفنية لهم.

أعماله الخيرية:


بالاضافة إلى الأعمال الخيرية التي تقوم بها جمعيات يترأسها كجمعية التوفيق وجمعية مكة التي أسسها معه الحاج كامل الشوربجي رحمه الله التي ما زالت تقدم المساعدات للفقراء والمحتاجين من أهالي سيناء.


وهو أيضاً عضو مجلس إدارة مستشفى العريش العام ويسهم بجهود حثيثة في تطوير المستشفى من خلال تقديم الدعم المادي لتحسين جودة الخدمات المقدمة للمرضى.


الحاج محمود رغم مكانته وقيمته فهو إنسان متواضع جداً ورمز إجتماعي بارز ليس في عائلته فحسب بل لكل أهل سيناء وسخر نفسه لخدمة أهله من سيناء ليسهم في حفظ السلم الاجتماعي وكثيراً ما كان له تداخلات فاعلة في حل كثير من المشاكل العائلية التي يُطلب منه حلها حيث أن كلمته مسموعة من الجميع.

شخصيات في حياته:

ووفقًا لحديث مسبق للحاج محمود رفاعي، قال أن من الشخصيات التي أثرت فيه وكانت سبب في نجاحه بعد فضل الله تعالى هم اثنان، أولهما والده رحمه الله الذي زرع فيه السعي والعمل وعلّمه الاعتماد على النفس منذ نعومة أظفاره، وثانيهما أخيه المجاهد توفيق رفاعي رحمه الله الذي كان عوناً ومعيناً له بعد الله عز وجل وناصحاً أميناً له، كما يؤكد أن ما وصل إليه لم يكن إلا لإنه كان يراعي الأمانة والنزاهة والاخلاص في عمله.

وللحاج محمود رفاعي خمسة بنات وأولاد، ثلاث بنات وولدان، الإبنة الأولى زوجها هو الدكتور حسام رفاعي رحمه الله عضو مجلس الشعب السابق، والثانية زوجها هو اللواء محسن راضي مدير أمن محافظة بور سعيد السابق والثالثة هي الآنسة إيمان طالبة بالسنة الأولى بمعهد الدراسات النوعية. أما الولدان فهما الأستاذ أحمد توفيق رفاعي حاصل على بكالوريوس تجارة، والمهندس هاني – كلية الهندسة قسم عمارة بجامعة سيناء.

 

أهالي ورموز سيناء تتحدث عنه:

نعى الدكتور عبد العاطي سليمان، نقيب أطباء شمال سيناء، وفاة الحاج محمود رفاعي، وذلك في بيان رسمي، وفي تصريح صحفي خاص لـ «صوت الأمة العربية»، قال أن الحاج محمود رفاعي شخصية أعرفها من عشرات السنوات، وقتها كنت رئيس قسم الباطنة ورئيس وحدة الكلى بمستشفى العريش العام، وكان دائما لا يتأخر عن فعل الخير في التبرع للأجهزة الطبية، وكذلك تبرعات عينية للمرضى.

وفي تصريح خاص للنائب فايز أبو حرب، عضو مجلس الشيوخ بشمال سيناء، لـ «صوت الأمة العربية» قال أن الحاج محمود رفاعي، رحمه الله، رمز من رموز سيناء ورجل أعمال معروف، وهو واحد من أبناء سيناء المخلصين ورجل الخير والعطاء وكان لا يبخل على سيناء.

وقال إبراهيم الكاشف، أحد رموز سيناء، أن عائلة الكاشف فقدت هرم من أهرامها بل من أهرام سيناء، وهو ترك خلفه السيرة العطرة والطيبة وأعمال الخير التي حققها في حياته لجميع الأهالي، وهو أحد الرموز القوية بالعائلة وعميدها، لافتًا أنه له تاريخ معروف في مساندة الدولة بمشروعات تنموية وسياحية في مجالات مختلفة.

قال الممثل والمخرج السينمائي السيناوي أحمد نشأت رفاعي، في تصريح خاص لـ «صوت الأمة العربية» أن بدأ عمله عقب الثورة في أحد مشروعات الحاج محمود رفاعي وهو المعهد العالي للسياحة والفنادق بالعريش، وبعد فترة وجيزة من إثبات جديته في العمل التحق بالعمل كمسؤول في المشروعات المتعلقة به من مصانع ومزارع وشركات في المحافظات القائم فيها العمل.

أضاف نشأت أنه كان يُمثل إسم الحاج محمود في المؤتمرات وزيارات المسؤولين حيث أعطاه الثقة الكاملة في متابعة جميع الأعمال، لافتًا أنه كان إنسان متواضع جدا ومحفزًا له في العمل، وكان رفاعي يقول له “إنت هتكون إنسان ناجح وكبير جدا في عملك”، وأشار أنه شخصية عزيزة عليه وأنه سبب في نجاحاته.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى