تاريخ ومزارات

نفحات آل البيت “على مدد الشوف”.. تاريخ شارع الأشراف “بقيع مصر”

أميرة جادو

يقع شارع الأشراف في حى الخليفة بجوار مسجد السيدة نفيسة، ويسمى بـ «بقيع مصر» لأن به مقامات ومشاهد كثيرة لآل البيت، وفي مدخل الشارع يوجد ضريح السلطان الأشرف خليل بن الملك المنصور قلاوون، والذي يرجع إلى العصر المملوكى ومسجل لدى وزارة الآثار تحت رقم 275.

ويرجع تاريخ هذا الضريح إلى القرن الثالث عشر ومدفون به واحد من أهم مماليك الدولة المملوكية فى مصر إلا أنه يعانى من الإهمال وتراكم القمامة، ومياه الصرف الصحى.

الأصل وسبب التسمية

تعددت الأبواب والوصل واحد، واصل هذا الشارع يعود إلى اسمه، بحسب المتوارث، إلى السلطان الأشرف خليل بن السلطان الملك المنصور قلاوون، ويعود فضله وشهرته إلى أولياء الله، فذهب اسم السلطان أدراج الرياح لا يتذكره سوى الباحثين، وارتفعت رايات مريدى الأشراف، فالمريد، إذا أراد، يمكنه الانتقال من مسجد السيدة نفيسة إلى السيدة سكينة والسيدة رقية والسيدة عاتكة والجعفرى وسيدي محمد الأنور رضي الله عنهم أجمعين.

مساجد ومقامات شارع الأشراف

ويضم الشارع العديد من المقامات، منها مقام «ابن سيرين»، صاحب كتاب تفاسير الأحلام «سيدى عبدالغنى عبدالله البلاسى» ويرجع نسبه إلى آل البيت، أما لقب «ابن سيرين» فجاء نتيجة حبه الشديد لأمه السيدة «سيرين» أخت ماريه القبطية زوجة الرسول (ص) وأبوه حسان بن ثابت شاعر الرسول.

كما يضم الشارع، مقام سيدى «على الجعفرى» رضى الله عنه، وهو ابن جعفر الصادق بن سيدى محمد الباقر بن على زين العابدين بن مولانا سيدنا الحسين، وبهذا يرجع نسبه إلى بيت على بن أبى طالب وشقيق السيدة عائشة التى يوجد مسجدها بالميدان. ومقام السيدة «عاتكة»، رضى الله عنها، وهى بنت عمرو بن نفيل القرشى.

وبالإضافة إلى، العديد من مساجد ومقامات آل البيت وأعلام الصوفية يضم الشارع بين جنباته أيضا مجموعة من القبور مبهمة الأسماء وأضرحة أولياء ذهبت أسمائها من فوق الحجارة وجلست في قلوب الناس فأطلقوا عليها اسم «مجمع الأولياء».
ويربط الشارع ببعضه طراز معماري تجري فيه التفاصيل الدقيقة للعمارة الفاطمية والارتفاعات الشاهقة المعروفة عن العمارة المملوكية ولا يغيب عنه جمال العمارة الأيوبية.

تفاصيل معمارية ودينية تطرز مع بعضها البعض ثوبا روحيا يرفرف علي سكان المنطقة، فيجري عليهم نفحات المريدين في أيام الموالد، ويجري علي أيديهم وفاء النذور للمحتاجين ويظلل بقراءات القرآن ونداءات فك الكروب وأدعية تليين القلوب وقضاء الحوائج.

ويردد الجميع مآثر ورؤي وحكايات أبقت مثاوي الأولياء قريبة من بعضها البعض، كما هي أرواحهم، حتى أطلق البعض علي الشارع اسم «بقيع مصر».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى